بالصور.. كريستين لاجارد تزور مدينة "مصدر" بأبوظبي
المدير العام لصندوق النقد الدولي تناقش خلال زيارتها لمدينة مصدر دور الشباب في قيادة جهود الاستدامة.
قامت كريستين لاجارد، المدير العام لصندوق النقد الدولي، أمس الأحد بزيارة إلى شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، حيث تجولت في مدينة مصدر إحدى أكثر مدن العالم استدامة والتي تضم مجمعاً عمرانياً رائداً في أبوظبي، وتعرفت على استثمار دولة الإمارات في الشباب بما يساعدها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، كما قامت بجولة في معهد مصدر التابع لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.
واطلعت لاجارد على دور "مصدر" كشركة عالمية رائدة في مجال الطاقة المتجددة والتطوير العمراني المستدام من خلال تطويرها لمدينة مصدر التي يقطن فيها آلاف السكان وتستضيف مئات الشركات.
واستعرض مسؤولون من "مصدر" محفظة مشاريع الشركة في مجال الطاقة المتجددة، كما تطرقوا إلى نجاح المدينة في تسليط الضوء على الجدوى التجارية لتطوير المشاريع العمرانية منخفضة الكربون.
كما تعرفت لاجارد، التي تقود صندوق النقد الدولي منذ عام 2011 وتقدم المشورة المالية للدول الأعضاء البالغ عددها 189 دولة، على تفاصيل دورة أسبوع أبوظبي للاستدامة التي انعقدت مطلع العام، وما تضمه من فعاليات رئيسية شملت حفل توزيع جوائز جائزة زايد للاستدامة، وملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، ومبادرة شباب من أجل الاستدامة، بالإضافة إلى برنامج "القادة الناشئون" الذي يركّز على تأهيل الشباب لكي يصبحوا قادة فاعلين في مجال الاستدامة.
وكان أسبوع أبوظبي للاستدامة هذا العام، قد شهد انعقاد "ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام"، الذي تم خلاله توقيع 25 جهة حكومية وخاصة، من بينها "مصدر"، على "إعلان أبوظبي للتمويل المستدام" لتعزيز تمويل الاستثمارات المستدامة بما ينعكس بشكل إيجابي على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وعبّرت لاجارد خلال زيارتها إلى مدينة مصدر، عن سعادتها لرؤية أعداد كبيرة من الشباب المتحمسين للعمل والتعاون من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة في مجال التنمية المستدامة، وأكدت أن المسؤولية ملقاة على عاتق الجيل المقبل من أجل مواصلة جهود الابتكار وإيجاد حلول لمعالجة تحديات الاستدامة العالمية.
من جهته، أكد محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ "مصدر"، على أهمية زيارة كريستين لاجارد إلى مدينة مصدر، والتي تأتي في الوقت الذي تحتفل فيه الإمارات بشهر الابتكار، حيث الفرصة متاحة أمام لاجارد للاطلاع على جهود الإمارات في مجال التنمية المستدامة، والدور الذي تقوم به "مصدر" وغيرها من الجهات المعنية لتمكين الشباب من خلال تزويدهم بالمعرفة وتعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال.
وأضاف الرمحي: "تمثل مشاركة الشباب عنصراً أساسياً في التزام "مصدر" بدعم جهود دولة الإمارات ومساندتها في تحقيق أهدافها المتعلقة بالاستدامة، وتعتبر هذه الزيارة فرصة لتبادل الأفكار مع السيدة لاجارد والاستفادة من خبرتها الواسعة في تشجيع المزيد من الشباب الإماراتيين على المشاركة في قطاع الاستدامة، سواء في مجال الأبحاث أو ريادة الأعمال أو نشر التوعية".
وشملت الزيارة الاطلاع على عروض توضيحية قدمتها ثلاث شركات ناشئة تحظى بدعم "وحدة دعم الابتكار التكنولوجي"، وهي مشروع مشترك بين كل من شركة "مصدر" وشركة "بي بي" العالمية للطاقة.
وتضمنت هذه الشركات كل من "بون آب"، وهو عبارة عن تطبيق للهاتف الذكي مصمم للحد من هدر الغذاء عبر إتاحة المجال للزبائن لشراء أغذية طازجة لم يتم بيعها لدى المطاعم وبأسعار مخفضة، وشركة "دي لا آرتا" المتخصصة في تطوير تقنيات مستدامة لتحسين خصوبة التربة ومنتجات طبيعية للعناية بالبشرة يتم تصنيعها من نباتات من البيئة الإماراتية، وشركة "ذا فيبيتس" التي تستخدم روبوتات لتنظيف سطح البحر من تسربات النفط والملوثات.
وخلال الزيارة، التقت لاجارد مجموعة من الطلبة والباحثين الإماراتيين في جامعة خليفة، الذين استعرضوا أبحاثهم التي غطت مجموعة من المواضيع كان من ضمنها تطوير محطات لإنتاج الهيدروجين تعمل بالطاقة المتجددة وتقنيات مستدامة لتحلية المياه.
وقال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: "نرحب بالمدير العام لصندوق النقد الدولي، السيدة كريستين لاجارد في معهد مصدر واهتمامها بالمشاريع البحثية المتقدمة في مجالات الطاقة والمياه، والتي تدل على المكانة التي تتمتع بها الجامعة كمؤسسة أكاديمية عالية المستوى تكرس جهودها لتشجيع المبادرات المستدامة بين الشباب".
وأضاف: "تركز مراكز الأبحاث الستة عشر في جامعة خليفة والتي تقود الابتكار في الجامعة على القطاعات الاستراتيجية للدولة مثل الطاقة النظيفة والفضاء والهندسة النووية والروبوتات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو والنفط والغاز، نأمل بأن تساهم زيارة السيدة لاجارد في تسليط المزيد من الضوء على أبحاثنا العلمية في مجال الاستدامة بين منظمات الأمم المتحدة الأخرى والفوائد التي تجلبها للمجتمع العالمي بشكل عام".
وفي ختام الجولة، شاركت لاجارد في جلسة نقاشية بعنوان "الارتقاء إلى مستوى التحدي: دور الشباب الإماراتي في قيادة جهود الاستدامة"، وأدارت الجلسة الدكتورة لمياء نواف فواز، المدير التنفيذي لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية في "مصدر".