أسواق عيد الميلاد في فيينا.. لعب وحب وتسوق
تضم الأسواق 150 كشكا خشبيا تعرض هدايا أعياد الميلاد، وزينة شجرة عيد الميلاد، وأطعمة ومشروبات تقليدية، وحلويات.
تُعَد أسواق عيد الميلاد في العاصمة النمساوية فيينا، في محيط مبنى البلدية، من أشهر الأسواق في أوروبا؛ حيث تجتذب ملايين الزوار سنويا.
وتقام تلك الأسواق في الفترة من 15 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 26 ديسمبر/كانون الأول، وتعود جذورها إلى القرن الـ18، ويزورها ما يقرب من 3.5 مليون شخص سنويا، وفق موقع البلدية على الإنترنت.
وتُضاء أسواق بنحو 2000 مصباح كهربائي، كما توجد فرقة غنائية فيه سنويا في الفترة بين 1 و23 ديسمبر/كانون الأول، لأداء بعض الأغاني الشعبية.
وتنتشر في تلك الأسواق مئات الأكشاك الخشبية المضاءة بشكل براق في محيط مبنى بلدية فيينا، وتتراص بشكل هندسي يسمح بوجود ممرات كافية لعبور الزائرين، تنتهي أطرافها عند ساحة واسعة لممارسة التزلج على الجليد، وبعض الألعاب التي تجذب الجميع شبابا وأطفالا.
وفي مدخل السوق، تستقبل الزائرين بوابة طويلة مقوسة مضاءة بالشموع، في مشهد تزيده جمالا روائح خبز أعياد الميلاد، والبطاطس المشوية، والمشروبات الساخنة التقليدية، واللوز المحمص.
وفي وسط السوق، تنتصب شجرة عملاقة لأعياد الميلاد مرصعة بالأضواء البراقة، وعلى مقربة منها، توجد "شجرة المحبين"، وهي شجرة قديمة في المكان تتزين في أعياد الميلاد بـ "القلوب الحمراء"، وتحيطها أماكن للجلوس يشغلها عادة الأزواج والمحبين.
وفيما كانت لوريتا فولجانج تتأمل "شجرة المحبين"، تحدثت إليها "العين الإخبارية"، حيث قالت: "الشجرة ضخمة وجميلة، وتستحق أن يكون محيطها مكانا للقاء المحبين والتقاط الصور".
وأضافت: "المكان في المجمل جميل، ولا أصاب بالملل منه، بل إنني أزوره سنويا 5 أو 6 مرات، وأحرص على اقتناء هدايا لعائلتي من السوق".
ولا يقتصر زوار السوق على النمساويين أو الأوروبيين؛ حيث يحرص العديد من العرب على زيارته، وشراء الهدايا وبعض الحلويات التقليدية النمساوية.
وقال محمد حافظ، وهو شاب مصري مقيم في فيينا، إنه "جاء للسوق لأول مرة بناء على توصية من صديق"، ويضيف: "أعيش في فيينا منذ سنوات، لكنها المرة الأولى التي أزور فيها السوق، وبمجرد دخولي إليه، شعرت بالندم؛ لأنني لم أزُره في وقت سابق".
وأضاف: "اشتريت بالفعل بعضا من اللوز المحمص، وعددا من الهدايا التذكارية منها لوحة كبير للموسيقي الشهير موتسارت، وكوب يحمل صورة لقصر شونبرون الأثري النمساوي (موجود في فيينا)".
وفي داخل السوق، تنتشر 150 كشكا خشبيا تعرض هدايا أعياد الميلاد، وزينة شجرة عيد الميلاد، والمنتجات المصنعة يدويا، وأطعمة ومشروبات تقليدية، وبعض الحلويات.
ويقول ماركوس مولر، وهو بائع في أحد أكشاك السوق، لـ"العين الإخبارية"، إنه "يستأجر مكان الكشك كل عام من البلدية، ويحرص على الوجود في المكان بسبب الحالة الجميلة المعروف بها، والرواج التجاري". ويضيف: "أتعامل مع أناس من مختلف الدول، يأتون إلى هنا بسبب سمعة المكان، ويحرصون على شراء المنتجات النمساوية التقليدية".
ويبيع ماركوس المكسرات، واللوز المحمص والشوكولاتة، إلى جانب بعض الهدايا التذكارية التي تحمل صورا لمعالم فيينا.
أما هانز فراي تاج، وهو رجل خمسيني يشرف على كشك لبيع البطاطس المشوية التي تشتهر بها العاصمة النمساوية، فيقول لـ"العين الإخبارية": "منذ سنوات طويلة، أحرص على الوجود سنويا في السوق".
وتابع: "الأجواء هنا ساحرة، والزحام والسياح يجعلان المكان أكثر جاذبية"، ويضيف "في مدينتي سالزبورج يوجد العديد من الأسواق المماثلة، لكنني أفضّل هذا السوق".