زينة الكريسماس مهددة في أمريكا.. رسوم جمركية تشعل الأسعار وتربك المتاجر
يشهد موسم أعياد الكريسماس في الولايات المتحدة هذا العام توترًا غير مسبوق في أسواق الزينة والهدايا، بعدما حذّر خبراء الصناعة من نقصٍ محتمل في الأشجار الاصطناعية والديكورات نتيجة ارتفاع الرسوم الجمركية وتباطؤ الواردات من الصين.
ومع اقتراب موسم التسوق الأكبر في العام، تتصاعد المخاوف من زيادة أسعار الزينة بما يصل إلى 18%، في وقتٍ تسعى فيه الشركات الأمريكية للتكيّف مع سياسات تجارية متقلبة وضغوط توريدية عالمية، بينما يحثّ الخبراء المستهلكين على التسوق المبكر قبل نفاد المخزون.
نصحت الجمعيات الاستهلاكية في الولايات المتحدة المواطنين قائلة: "إذا كنت ترغب في تزيين منزلك بزينة الكريسماس، فقد حان الوقت للتوجه إلى المتاجر".
ويُحذّر خبراء الصناعة من نقص محتمل في الأشجار الاصطناعية وأكاليل الزهور وزينة أعياد الكريسماس هذا العام، نتيجة ما وصفوه بـ"جنون الرسوم الجمركية"، الذي دفع الشركات إلى إيقاف أو إلغاء الواردات خلال موسم ذروة التصنيع.
ويتوقع المستهلكون زيادة تصل إلى 18% في أسعار الزينة مقارنة بالعام الماضي، بحسب تقديرات قادة الشركات.
وفي مطلع العام الجاري، ارتفعت الواردات بشكل حاد مع اندفاع الشركات لاستباق الرسوم الجمركية المتوقعة.
لكن عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل/نيسان أن الرسوم الجمركية قد تصل إلى 145% على الواردات الصينية، ساد تجميد شبه كامل لمدة 30 يومًا، كما أوضح كريس بتلر، الرئيس التنفيذي لشركة National Tree Company، قائلًا: "توقفت جميع المصانع وتجار التجزئة والموردين عن الطلب والإنتاج، وأُلغيت آلاف الطلبيات".
وبعد أن أجّلت الإدارة فرض الضريبة الباهظة لمواصلة التفاوض مع الصين، تبنّى تجار التجزئة والموردون نهجًا أكثر تحفظًا، وفقًا لجيمس جيليرت، الرئيس التنفيذي لشركة Rapid Ratings للتحليل المالي، الذي قال لصحيفة واشنطن بوست: "هذا يعني الاحتفاظ بمخزون أقل، والشراء المسبق بكميات محدودة، وتقليل الإنتاج".
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أعلن ترامب عزمه رفع الرسوم الجمركية بنسبة 100% إضافية بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، ردًا على خطوة الزعيم الصيني شي جين بينغ للحد من صادرات المعادن الخام.
ومن المقرر أن يجتمع الزعيمان في كوريا الجنوبية نهاية الشهر الجاري.
وقدّر بتلر أن نحو 75 إلى 80% من الإنتاج استؤنف بعد التوقف الأولي في الربيع الماضي، إلا أن الواردات الصينية من زينة الكريسماس انخفضت في يوليو/تموز بنسبة 14.3% منذ يناير/كانون الثاني، وبنسبة 5.7% على أساس سنوي، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي.
كما تراجعت القيمة الدولارية لهذه الواردات بنسبة 12.5% منذ يناير و10% مقارنة بالعام الماضي، ما يعني أن المخزونات أقل من المعتاد.
وقال بتلر: "لن تكون الرفوف فارغة تمامًا، لكننا نتوقع نقصًا في المعروض هذا العام، ولذلك سيتسوق الكثيرون مبكرًا".
وتُعد زينة عيد الميلاد أحدث ضحايا الصدمات الجمركية التي طالت سلعًا استهلاكية عديدة، خصوصًا الصناعات المعتمدة على التصنيع في الصين، حيث يُحمَّل المستهلك الأمريكي كلفة الرسوم، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الألعاب والإلكترونيات والأجهزة المنزلية والملابس.
ويرى أصحاب الأعمال أن الانتقال إلى دول آسيوية أخرى ليس حلًا مجديًا، لأن تكاليف العمالة والنقل والرسوم تجعل البدائل مكلفة بالقدر نفسه.
حتى دان كاستريلا، رئيس شركة American Christmas التي تشرف على ديكورات أشهر المواقع في نيويورك مثل مركز روكفلر وراديو سيتي وكارتييه، يعاني من تراجع الإمدادات، إذ أكد أن مخزونه أقل بنحو 20% مقارنة بالعام الماضي.
وقال كاستريلا إن شركته، التي تدير أيضًا متجرًا إلكترونيًا للزينة، قدّمت طلباتها مسبقًا قبل عام كامل، لكن بعد إعلان التعريفات الجمركية في أبريل/نيسان، خفضت طلبياتها الإضافية بنسبة 25 إلى 30%، ورفعت الأسعار ما بين 8% و17%.
وأضاف أن المتجر بدأ بالفعل بيع تماثيل "الجان مارك روبرتس" و"كسّارات البندق" وقرى عيد الميلاد المصغّرة، متوقعًا أن يشهد الموسم الحالي طلبًا مرتفعًا ونقصًا في المعروض في الوقت نفسه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY5IA== جزيرة ام اند امز