قصة «مثيرة» عن صمود سرطان البحر في جزيرة الكريسماس

تشتهر جزيرة الكريسماس بوجود سرطان البحر الأحمر، لكن في ظل التغيرات المناخية، هل يتأثر؟
تقع جزيرة كريسماس في المحيط الهندي وتتبع أستراليا، تتميز تلك الجزيرة بعزلتها والتنوع البيولوجي فيها؛ إذ تشهد شواطئها هجرة سنوية لسرطان البحر الأحمر من اليابسة إلى البحر، في مشهد خلاب يجذب الأنظار.
كانت هناك العديد من علامات الاستفهام حول ما إذا كانت تلك المخلوقات تتأثر بالتغيرات المناخية أم لا. الأمر الذي دفع مجموعة بحثية من المملكة المتحدة لدراسة التغيرات الطارئة على مراحل تطوره المبكرة في ظل التغيرات المناخية. ولاحظوا فعلًا بعض التغيرات في مراحل نموه، ونشروا دراستهم في "جورنال أوف إكسبيريمنتال بيولوجي" (Journal of Experimental Biology) في 23 يناير/كانون الثاني 2025.
ملوحة
من أبرز الآثار للتغيرات المناخية، والتي تؤثر على مستقبل الكائنات البحرية هناك عند جزيرة الكريسماس، انخفاض نسبة الملوحة؛ نتيجة زيادة هطول الأمطار خلال موسم الرياح الموسمية في المناطق الاستوائية؛ مع ملاحظة أنّ تلك الجزيرة تقع ضمن المناطق الاستوائية. هذا بدوره يؤخر نمو أجنة سرطان البحر.
ولخلق فهمًا أوسع، قرر الباحثون إجراء تجربة على أجنة سرطان البحر (Gecarcoidea natalis) في مراحلها المتأخرة لأربعة مستويات مختلفة من ملوحة مياه البحر. ولاحظوا التغيرات الفسيولوجية ومعدلات نمو أجنة سرطان البحر.
نتائج مفاجئة!
على الرغم من أنّ الأبحاث السابقة أشارت إلى أنّ العوامل البيئية مثل الملوحة من شأنها أن تؤثر على توقيت ومدة النمو؛ خاصة في المراحل المبكرة من حياة تلك الكائنات البحرية، إلا أنّ نتائج الدراسة كانت مختلفة؛ إذ وجد الباحثون أنّ التغيرات في درجات الملوحة لم يؤثر على وقت الفق أو معدل ضربات القلب الأولى للجنين داخل البيضة أو بعد الفقس، ولم تؤثر أيضًا على حركة ما بعد الفقس.
يرى مؤلفو الدراسة أنه على الرغم من أنّ النتائج قد تبدو إيجابية وتعزز من فرص بقاء سرطان البحر الأحمر في المستقبل، إلا أنه من الضروري توسيع نطاق الدراسة لأنّ ما درسوه كان عامل ضغط واحد، الملوحة، ويجب البحث في تأثيرات عوامل الضغط البيئي الأخرى؛ لمعرفة مدى تحمل سرطان البحر الأحمر، وفهم الأبعاد المستقبلية لذلك المخلوق في ظل التغيرات المناخية المهددة للحياة على سطح الأرض.
aXA6IDE4LjIxOS4yMjYuNTcg جزيرة ام اند امز