القصور الوريدي المزمن.. ما هو المرض الصامت الذي يعاني منه ترامب؟

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، البالغ من العمر 79 عامًا، يعاني من قصور وريدي مزمن، بعدما لاحظ فريقه الطبي وجود "تورم خفيف في أسفل الرجلين"، وهو أمر شائع في هذه المرحلة العمرية.
وبحسب البيان، فقد كشفت فحوصات طبية "معمّقة" عن هذه المشكلة المتعلقة بسريان الدم، والتي تؤدي إلى تراكم الدم في الأطراف السفلية نتيجة خلل في عمل الصمامات الوريدية. وقد أعاد هذا الإعلان تسليط الضوء على مرض صامت يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم، ويؤثر بشكل مباشر على نمط حياتهم وجودتها.
القصور الوريدي المزمن (Chronic Venous Insufficiency - CVI) هو حالة مرضية طويلة الأمد تحدث عندما تعجز صمامات الأوردة في الساقين عن ضخ الدم نحو القلب بالكفاءة المطلوبة، ما يؤدي إلى ركوده في الأوردة وتراكمه في أسفل الأطراف.
هذه الحالة لا تُعد خطيرة في بدايتها، لكنها تتطور بمرور الوقت لتُحدث تغييرات جلدية مؤلمة وتقرحات مزمنة، وتقيّد المريض بدنيًا ونفسيًا.
تتعدد الأسباب والعوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بـCVI، ويُعتبر التقدّم في العمر من أبرزها. كما تلعب الوراثة دورًا مؤثرًا، إلى جانب السمنة، والحمل المتكرر، والوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، وكذلك وجود تاريخ مرضي سابق بالجلطات الوريدية العميقة. النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، لكن المرض لا يوفّر أحدًا، كما يتضح من إصابة ترامب نفسه به.
تبدأ أعراض القصور الوريدي بشكل خفيف وقد تمرّ دون ملاحظة، مثل التورم في الكاحلين أو الشعور بثقل في الساقين مع نهاية اليوم. ومع تقدّم الحالة، قد تظهر أعراض أكثر وضوحًا كظهور الدوالي، وتغير لون الجلد، وجفافه، وصولًا إلى الحكة والتقرحات المفتوحة في المناطق المصابة. ويُعد ظهور هذه الأعراض مؤشرًا على ضرورة التدخل الطبي العاجل لتجنّب المضاعفات.
التشخيص المبكر يلعب دورًا محوريًا في السيطرة على المرض، وغالبًا ما يتم من خلال الفحص الإكلينيكي المدعوم بتقنيات التصوير كالموجات فوق الصوتية (دوبلر)، التي تسمح للطبيب بمراقبة تدفق الدم وتقييم كفاءة الصمامات الوريدية. في بعض الحالات، قد تُستخدم وسائل أكثر تقدمًا كالرنين المغناطيسي لتحديد مدى تطور القصور.
أما العلاج، فيبدأ غالبًا بخيارات تحفظية مثل ارتداء الجوارب الضاغطة، ورفع الساقين عند الجلوس أو الاستلقاء، وممارسة الرياضة بانتظام، وخفض الوزن. في حالات معينة، يلجأ الأطباء إلى العلاج الدوائي لتحسين الدورة الدموية، أو إلى التدخلات الجراحية والليزر لعلاج الأوردة التالفة. وتُعتبر هذه الخيارات فعّالة إذا ما نُفذت في الوقت المناسب وبإشراف طبي متخصص.
رغم كل ذلك، فإن الوقاية تبقى الوسيلة الأنجع في مواجهة القصور الوريدي المزمن. ويُنصح بتجنّب الجلوس أو الوقوف الطويل دون حركة، والحفاظ على نمط حياة صحي، والمتابعة الدورية مع الطبيب، خصوصًا لمن لديهم عوامل خطر واضحة. كما يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة المشي، لما له من دور كبير في تحفيز الدورة الدموية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTkg جزيرة ام اند امز