أجراس كنائس العراق تودّع البابا فرنسيس: «كان أبًا للمهجّرين»

قُرعت أجراس الكنائس في مناطق عدة من شمال العراق، الإثنين، حزناً على وفاة البابا فرنسيس، الذي احتفظ العراقيون، خصوصاً المسيحيين، بذكريات مؤثرة من زيارته التاريخية للبلاد في مارس/آذار 2021.
وجاءت وفاة البابا عن عمر ناهز 88 عاماً، لتعيد إلى الأذهان رحلته غير المسبوقة إلى العراق، حيث أصبح أول حَبْر أعظم يزور هذا البلد ذي الغالبية المسلمة، في ظل ظروف أمنية استثنائية، بعد سنوات من العنف والاضطهاد.
في مدينة قرقوش بمحافظة نينوى، حيث تقع كنيسة الطاهرة الكبرى التي زارها البابا خلال جولته، دقّ جرس الكنيسة حداداً، بينما احتشد المصلون لإحياء قدّاس عيد الفصح وسط أجواء من الحزن.
ولا يزال الكرسي الذي جلس عليه البابا محفوظاً داخل الكنيسة التي أعيد ترميمها بعد أن ألحق بها تنظيم داعش دماراً واسعاً إبان سيطرته على المدينة بين عامي 2014 و2017.
وقال كدعون يوحنا، أحد أبناء قرقوش، خلال القدّاس: "وفاته نكسة كبيرة للمسيحيين، خصوصاً في الشرق الأوسط. كان بمثابة الأب الراعي لنا، يتابع قضايا المنطقة عن قرب ويمنحنا الأمل".
واستذكر زيارته للمدينة قائلاً: "كانت لحظة لا تُنسى، شعرنا حينها أن العالم يرانا من جديد بعد سنوات من التهجير والمعاناة".
وتشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين في العراق تقلص إلى نحو 400 ألف شخص فقط، بعدما كان يُقدّر بنحو 1.5 مليون قبل عقدين، نتيجة الحروب والنزاعات والتهجير.
وفي الحمدانية، أكد الأب أغناطيوس أوفي، كاهن رعية سيدة الرجاء، أن الكنائس ستخصص صلوات وقداديس خاصة لراحة نفس البابا، مشيراً إلى التحضير لتنظيم فعاليات تكريمية في الأيام المقبلة.
من جهته، قال بطرس مازن، وهو معاون طبي من نينوى: "البابا جسّد صورة الإنسان المحب للسلام، وترك أثراً عميقاً في قلوب العراقيين بتواضعه وكلماته الدافئة". أما سناء عبد الكريم، من سكان دهوك، فوصفت رحيله بأنه "فاجعة"، وأضافت: "كان صوتاً مشجعاً لعودة المسيحيين إلى بلادهم. لن ننسى زيارته لموصلنا الجريحة".
ورأى الطبيب دريد حكمت أن فرنسيس "كان بابا مختلفاً، معتدلاً وقريباً من الناس"، معرباً عن أمله في أن يواصل خلفه نهجه في الانفتاح والحوار.