مصاب بحادث كنيسة إمبابة يروي تفاصيل الكارثة: "رأيت الموت" (خاص)
داخل مستشفى إمبابة العام، بمحافظة الجيزة بمصر، كان عدد من مصابي حادث كنيسة أبو سيفين يستقرون هناك، لتلقي العلاج والتأهيل بعد الإصابة.
من بينهم كان كيرلس، الشاب الذي كان في طريقه لقداس الأحد، قبل أن يعرف نبأ احتراق الكنيسة، ليسرع فورا لإنقاذ الأطفال المتواجدين هناك، ومن بينهم أقاربه.
يقول الشاب لـ"العين الإخبارية" إن والدته وأخته وأبناء عمومته وأبناء خاله كانوا هناك، لكنه حين صعد إلى الكنيسة وسط الحريق والدخان لم يستطع التعرف عليهم، فأنقذ الأطفال الذين كانوا أمامه.
أصاب كيرلس مثل غيره إصابات عدة، منها حرق في الوجه واليد والقدم وأجزاء متفرقة من الجسد، بعد اشتعال ملابسه، ليتوقف عن الإنقاذ بعد تأثره بشكل كبير جراء الحريق.
كانت المشاهد صعبة على الشاب الذي لم يتجاوز الـ23 عاما، ولا ينسى صراخ الأطفال واختناق الكبار، وحسرة خاله الذي فقد طفلين في ذلك الحادث الذي أودى بحياة 41 مواطنا، من بينهم أطفال كثيرون.
وبينما كان كيرلس في المستشفى، وصل أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري لتقديم الدعم المعنوي له، ولمواساته في مصابه، وقال له الوزير إن ما فعله كان بطوليا، وتمنى له الصبر والشفاء العاجل.
ووصل رجال دين مسيحيون أيضا لكيرلس، وتحدثوا معه لدقائق، يطمئنون فيها على أحواله، ويدعون الله بشفائه، وكانت والدة الشاب وأخوه يجلسان إلى جواره في المستشفى لرعايته.
يقول كيرلس لـ"العين الإخبارية" إنه أنقذ عددا من الأطفال: "لكنني كنت حزينا بعد معرفة ما حدث لأبناء خالي، هذا أمر صعب وقاس علينا جميعا، لقد رأيت الموت بعيني".
وكان حريق قد شب في كنيسة أبو سيفين في منطقة إمبابة بالجيزة صباح الأحد، بسبب حريق بتكييف في الدور الثاني من المبنى، وأعلنت الصحة وفاة 41 مواطنا وإصابة 16 شخصا.
وقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التعازي لأهالي الضحايا والمصابين، وفتحت الجهات المعنية تحقيقا في الأمر، فيما بدأت أعمال ترميم الكنيسة سريعا عقب ساعات من الحادث الأليم.
وهز الحادث المجتمع المصري كله، لا سيما بعد وفاة عدد كبير من الأطفال، كانوا في قاعات للدروس بالمبنى، وأظهرت مشاهد مصورة لحظات لمحاولة بعضهم الهرب من الدخان لكن دون جدوى.