من وراء الهجوم الإرهابي على الكنيسة البطرسية في مصر؟
من يقف وراء هذا الهجوم الدامي؟ ودوافعه؟ وتوقيته؟ وطبيعة المنفذ؟.. تساؤلات يفجرها الهجوم الإرهابي على كنيسة بوسط القاهرة.
استيقظت مصر، صباح الأحد، على فاجعة مؤلمة؛ بهجوم إرهابي استهدف الآمنين في صلاتهم، بالكنيسة البطرسية الملاصقة لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، بمنطقة العباسية، بوسط القاهرة، مخلفة 25 قتيلاً، و49 مصاباً، بعضهم في حالة حرجة، وفي حصيلة غير نهائية.
التحقيقات الأولية في الهجوم الإرهابي على الكنيسة البطرسية تطرح عددا من الأسئلة، أكثر مما تجيب؛ أولها من يقف وراء هذا الهجوم الدامي، ودوافعه في هذا التوقيت، وطبيعته الطائفية، وطريقة تنفيذه التي تبدو نوعية وغير مألوفة.
الهجوم تم بزرع قنبلة داخل الكنيسة، وليس إلقاؤها، نفذته على الأرجح سيدة وليس مسلحون رجال كما جرت العادة في هجمات مشابهة.. ألغاز عديدة تسعى جهات التحقيق المصرية لفك طلاسمها.
شهود عيان ممن حضروا الصلاة في الكنيسة قالوا، لبوابة "العين"، إن الهجوم نفذته سيدة وضعت القنبلة في أحد المقاعد الخلفية قبل انتهاء القداس، فيما لم يستطع الشهود تحديد مواصفات السيدة.
معاينة النيابة العامة لموقع الهجوم أكدت رواية شهود العيان، وأظهرت أن الهجوم وقع في جناح السيدات بالكنيسة ما يرجح أن من قام بزرع العبوة الناسفة على الأرجح سيدة، وهو ما يمثل تحولاً جديداً في استخدام النساء بالهجمات التي تشنها المجموعات الإرهابية في مصر التي نادراً ما تلجأ إلى استخدام النساء.
التحقيقات الأولية أشارت أيضاً إلى أن العبوة الناسفة يصل وزنها إلى 12 كيلوجراما من المتفجرات، وهذا بدوره يثير التساؤلات بشأن كيفية دخول هذه الكمية من المتفجرات عبر بوابات الكاتدرائية، التي يوجد على مدخلها أبواب لكشف المتفجرات والمعادن.
حالة من الفزع والهلع سادت بين السيدات اللائي كن يبحثن عن ذويهم وسط الأشلاء.. وصفتها مراسلة "العين" بالمرعبة، فيما صب آخرون لعنتاهم على بوابات "إلكترونية" لا تعمل بكفاءة، أتاحت مرور عبوة ناسفة بهذا الحجم، وأوقعت هذا الحجم من الخسائر.. فكيف سمح بذلك في مكان بهذه القداسة والأهمية.
سؤال آخر يطل برأسه في هذا الهجوم الأعنف على أماكن عبادة منذ أكثر من عام، يتعلق بالتوقيت؛ حيث جاء التفجير بعد ساعات من إصدار الحكم بإعدام الإرهابي عادل حبارة المتورط في قتل عشرات الجنود المصريين في سيناء.. وهو ما يثير تساؤلاً أكبر.. هل حاول تنظيم "داعش" الإرهابي الذي ينتمي له حبارة للانتقام من إعدام أحد قادته.
مشاهد قاتمة سادت الكاتدرائية من بقايا وحطام محتويات داخل القاعة، بينما كان العشرات من فريق البحث الجنائي يمارسون عملهم في رفع البصمات وجمع ما تبقى من الأشلاء.. ومحاولة إيجاد إجابات عن تساؤلات طرحها الهجوم.
مراد عيسى، شاهد عيان، كان يبحث عن زوجته ولا يعلم ما إذا كانت حضرت الصلاة أو لا قال لمراسلة "العين" وهو في حالة شديدة من الغضب مغالباً دموعه: "لا أحد يعلم أين هي.. زوجتي أين هي؟.. بينما السيدة الأربعينية، ميريت، كانت تجلس في أحد المقاعد الأمامية، وسمعت صوت الانفجار وكل شيء يتحطم من حولها، وبنظرة للخلف فإن أشلاء فتاتين أسفل المقاعد الخلفية أفقدتها الوعي.
ليلة حزينة جديدة تعيشها مصر، سبقها بيومين فقط ليلة أخرى حزينة شهدت تفجيرين أحدهما بحي الهرم بالقاهرة والثاني في كفر الشيخ وأعلنت مجموعة "حسم" الإخوانية مسؤوليتها، وهو ما يطرح سؤالا رابعا حول إمكانية محاولة جماعة "الإخوان" الإرهابية تصعيد العنف مع تراجع نفوذ الجماعة بشكل واضح في الشارع المصري؟
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg جزيرة ام اند امز