كنيسة أبي سيفين الأثرية.. وجه جديد بعد ترميم استغرق 30 عاما
الكنيسة تحتوي على ما يقرب من 250 أيقونة أثرية، وهو أكبر عدد من الأيقونات القبطية الأثرية في جميع كنائس مصر.
استعادت كنيسة أبي سيفين الأثرية بمصر القديمة رونقها بعد أعمال تجديد وترميم استغرقت 30 عاما، وهي الكنيسة التي يعود تاريخها للقرن الخامس الميلادي، وكانت مقراً للكرسي البابوي من منتصف القرن الحادي عشر حتى أوائل القرن الرابع عشر.
افتتح الكنيسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وذلك بحضور عدد من القيادات التشريعية والأمنية والتنفيذية والأهلية بالمنطقة، وممثل عن جامع عمرو بن العاص، ولفيف من ممثلي الطوائف المسيحية.
وأوضح بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، كبرى الكنائس المصرية، في بيان، أن البابا تواضروس الثاني افتتح "كنيسة أبي سيفين الأثرية بمصر القديمة، بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتجديد بها، التي استغرقت 30 عاما، والتي تذخر بأجساد 10 من الآباء البطاركة والعديد من المطارنة والأساقفة، وتنفرد باحتوائها على أكبر عدد من الأيقونات" .
تاريخ الكنيسة
أنشئت كنيسة أبي سيفين أو كنيسة القديس"مرقوريوس" في القرن الخامس الميلادي، وقد تم هدمها في القرن العاشر الميلادي ولم يتبق منها غير كنيسة صغيرة، وتم تجديدها في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، ثم جددت مرة أخرى في القرن الحادي عشر فى عهد الشيخ أبو الفضل المعروف بابن الأسقف كاتب سر الأفضل شاهنشاه بن بدر الدين الجمالي.
تعرضت الكنيسة الأثرية مرة أخرى للتخريب حيث أحرقت عام 564 هـ – 1168 م مع الحريق الذي تم في عهد" شاور " الوزير الفاطمي لمنطقة الفسطاط، وقام الشيخ "أبو البركات بن أبي سعيد "بترميمها في عام 572 هـ/1176م، وقد تم تجديد الكنيسة في القرن العشرين في عهد البابا الثاني والستين الأنبا "إبرام بن زرعة"، بعد فترة إهمال كبيرة.
ظلت الكنيسة مقرا ومركزا للكرسي البابوي "كرسي الإسكندرية" من منتصف القرن الحادي عشر وتحديدا عام 1047 م في عهد البطريرك السادس والستون البابا "خريستوذولوس" حتى أوائل القرن الرابع عشر عام 1303م البطريرك الثمانون البابا "يوحنا الثامن"، ثم انتقلت المقر بعد ذلك إلى حارة زويلة.
زخارف بارزة
تعتبر كنيسة أبي سيفين أهم الكنائس الأثرية التي تقع في منطقة مصر القديمة، وهى مستطيلة الشكل ومنخفضة عن مستوى الشارع الرئيسي، وقد بنيت من أكتاف ضخمة من المباني لتحمل أسقفها نظراً لزوال ما كان فيها من أعمدة رخامية، وبها 3 مداخل، و تحتوي على 3 هياكل، الأول باسم الشهيد "أبي سيفين"، والثاني باسم" القديسة العذراء"، والثالث باسم "الملاك روفائيل"، وبها مغارة منخفضة عن مستوي الكنيسة، وكانت مياه النيل تغمرها أثناء الفيضان، يتم النزول إليها بسلم صغير، ولها مذبح من الحجر كان المرضى يذهبون إليه طلبا للشفاء.
وتتميز الكنيسة بزخارف معمارية غاية في الروعة، حيث يزين هيكلها عمود يضم حشوات أثرية مزخرفة برسوم بارزة بأفرع النباتات والطيور والحيوانات والأسماك، تحتوي الكنيسة على أكبر عدد من الأيقونات القبطية الأثرية الفريدة من جميع كنائس مصر، فهي تضم ما يقرب من 250 أيقونة أثرية ترجع بعضها إلى القرن الثالث عشر الميلادي، والبعض الآخر إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين.
بدأت عملية ترميم الكنيسة الأخيرة عام 1995 بعد تعرضها لفترة طويلة للإهمال والترميم السطحي، الذي كان يكتفي بإزالة الرطوبة من جدران الكنيسة فقط، وقامت عملية الترميم على تغيير أعمدة الكنيسة الرخامية الـ 12، وتغيير الأرضيات الرخامية من حجر التريستا، وتم عمل قمصان خرسانية للأساسات في الحوائط الشرقية والهياكل الثلاثة، وبناء درجات سلالم جديدة وتغطيتها بالرخام، وتركيب مذابح رخامية جديدة، وترميم المغطس الموجود، بالإضافة إلى أعمدة الكنيسة، ومعالجة الأسقف الخشبية .
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز