ترميم"مسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان" بباريس في مراحله النهائية
قصر فونتينبلو الفرنسي بحدائقه ومحتوياته تم إدراجه على لائحة منظمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، باعتباره أحد أهم القصور الملكية.
أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن انطلاق المرحلة الثانية والأخيرة لأعمال ترميم المسرح الإمبراطوري في قصر فونتينبلو، والذي يقع في ضاحية فونتينبلو بالعاصمة الفرنسية باريس. ويحمل المسرح التاريخي اسم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، كبادرة شكر وعرفان من الجمهورية الفرنسية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لمساعيها الكبيرة في إعادة هذا المعلم العريق إلى الحياة مرة أخرى وحفظه من الاندثار بعد فترة إغلاق تجاوزت 100 عام، حيث يعد جزءاً أصيلاً من مكونات التاريخ الفرنسي.
وتجسد أعمال ترميم "مسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان" بقصر فونتينبلو اهتمام دولة الإمارات بحفظ وصون المواقع التراثية والثقافية حول العالم، وتأتي في إطار الاتفاقية الحكومية بين إمارة أبوظبي والجمهورية الفرنسية المستمرة منذ عام 2007، ومن بين أبرز مشاريعها، إنشاء متحف اللوفر أبوظبي في المنطقة الثقافية في السعديات.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "لطالما كان التُّراثُ الثقافي جُزءاً لا يتجزأ مِن اهتمامات وأولَوياتِ دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يتضح في الجهود المستمرة لصون المواقع التاريخية المنتشرة في مختلف أرجاء الدولة والمحافظة عليها للأجيال القادمة. وإن التزامنا لضمان حماية الموروث الثقافي يشكل قاسماً مشتركاً بيننا وبين الجمهورية الفرنسية، في سياق التعاون الثقافي بين البلدين، والذي من خلاله تمكنّا من قطع أشواط كبيرة في هذا المجال الإنساني. وتشهد عملية ترميم "مسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان" على إيمان دولتنا العميق بأهمية الحفاظ على الإرث الثقافي، ليس في منطقتنا وحسب، بل على الصعيد العالمي، كونه مرآة للحضارة الإنسانية وتاريخها، وإن الحفاظ عليه يساعدنا على بناء مجتمعات أكثر تحضراً، و تنمية هوايتها، وربط ماضيها بحاضرها ومستقبلها."
وكانت المرحلة الأولى من أعمال ترميم المسرح الإمبراطوري قد اكتملت في شهر إبريل/نيسان من عام 2014، وشهدت تجديد هيكل وبنية المسرح، وترميم زخارفه وتصاميمه الداخلية وصيانة أثاثه العتيق، لإستعادة بريقه الملكي كما كان. وتبدأ المرحلة الثانية لإتمام هذه المهمة في يونيو/حزيران 2017، والتي ستشمل أعمال صيانة الأرضيات والألواح العلوية لمنصة المسرح وتركيب وتثبيت آلياتها، والتي بفضلها سيستعيد القصر ذكريات عن أهم المشاهد المسرحية والأدائية الفرنسية التي قُدمت على خشبة هذا المسرح العريق. وسيفتتح المشروع للجمهور بشكل نهائي في ربيع عام 2019، ليروي تاريخ القصر الغني ويعرّف زوّاره بالبراعة المعمارية الراقية التي صمّمها هيكتور ليفيول للعائلة الفرنسية الحاكمة ما بين 1853 و 1856.
وسيمثّل "مسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان" عند افتتاحه، صرحاً استثنائياً يتغنى بالفنون الزخرفية والأدائية التي اتسمت بها الإمبراطورية الفرنسية الثانية في القرن التاسع عشر، وشهادةً على التعاون الثقافي المثمر بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية في مجال حفظ التراث الثقافي.
ومن الجدير بالذكر، أن قصر فونتينبلو، بحدائقه ومحتواه الثقافي، قد تم إدراجهم على لائحة منظمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، باعتباره أحد أهم القصور الملكية الفرنسية، حيث سكنه 34 ملكاً وإمبراطوراً فرنسياً على مر الزمن، فضلاً عن احتضانه لإحدى أكبر مجموعات الأثاث العتيقة في فرنسا، والقطع الأثرية والفنية، والتي تصل إلى 1530 قطعة ثمينة. وخضع القصر لبعض التعديلات أبان فترة حكم نابليون الأول حتى أصبح على هيئته التي نعرفهه بها الآن، وشملت تلك التعديلات توسعة مدخل القصر المرصوف بالحصى ليتسع لعربات الخيول. ومن بين أبرز الأحداث التاريخية التي شهدها هذا القصر، توديع نابليون الأول لحرسه وحاشيته قبل ذهابه إلى المنفى عام 1814. كما كان قصر فونتينبلو مقرّاً لنابليون الثالث، إمبراطور الإمبراطورية الفرنسية الثانية في القرن التاسع عشر. ويضم القصر حالياً الأكاديمية الفنية الأمريكية لتعليم الفنون والهندسة المعمارية والموسيقى.