معلم اللغة العربية في الأعمال الفنية.. كوميديان فصيح وفقير كادح
عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية تناولت مهنة التدريس وقدمت بعضها صورة إيجابية عن المعلم مقابل أغلبية ساخرة خاصة من مدرس اللغة العربية
"قم للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا"، من أشهر مقولات أمير الشعراء أحمد شوقي التي تحث على إجلال المعلم كونه صاحب رسالة سامية، لكن الوضع في الأعمال الدرامية والسينمائية العربية لم يكن على ذات القدر من التبجيل والتقدير.
تباينت الصورة التي رسمها الفن عن المعلم بين التقدير والسخرية، وكانت البداية عام 1949 عندما قدمت السينما المصرية أشهر نماذجها في فيلم "غزل البنات"، بطولة القدير نجيب الريحاني الذي جسد دور مدرس اللغة العربية "حمام".
الفيلم قدم صورة سلبية عن المدرس الذي لا يجد قوت يومه، ويتعرض لكل أنواع السخرية من المجتمع، ورغم أن النهاية أنصفت "حمام" لكن ذلك لا يمحو الصورة الهزلية التي كرسها فيلم مدته ساعتين عن وضعية المدرس في هذا المجتمع.
ولم تكن هذه سوى البداية لعشرات الأعمال على الشاشة المصرية التي قدمت صورة كاريكاتيرية ساخرة في العديد من الأعمال عن المدرس عموما، ومن مدرس اللغة العربية خصوصا، مع مسحة من البؤس وربما الجهل في بعض الأحيان، مقابل أعمال شحيحة ونادرة تقدم صورة إيجابية لمدرسين أصحاب مبادئ ورسالة سامية.
ومن أبرز الأعمال التي تناولت صورة المدرس عموما في السينما المصرية: "شارع الحب"، "علموني الحب"، "غصن الزيتون"، "الإنسان يعيش مرة واحدة"، "آخر الرجال المحترمين"، "اغتيال مدرسة"، "الشقة من حق الزوجة"، "التعويذة"، "انتحار مدرس ثانوي"، "البيضة والحجر"، "الناظر صلاح الدين"، "عسل أسود"، و"رمضان مبروك أبو العلمين".
أيضا قدمت السينما أعمالا إيجابية رسخت صورة المعلم الملتزم المتمكن من مهنته صاحب الرسالة الراقية، وأبرزها فيلم "آخر الرجال المحترمين" الذي جسد فيه الفنان القدير نور الشريف شخصية المدرس "فرجاني"، الذي يصطحب تلاميذه في رحلة من الصعيد إلى حديقة الحيوان، وأثناء انشغال المشرفين يفقد طفلة لتبدأ رحلة البحث عنها، وخلالها يصطدم بالعديد من أزمات ومشكلات المجتمع التي يتصدى لها بضمير يقظ ومبادئ لا تحيد عن الحق.
والفنان عبدالمنعم إبراهيم من أشهر الممثلين الذين جسدوا شخصية مدرس اللغة العربية في الأعمال السينمائية، وأجاد النطق باللغة الفصحى ما دفع النقاد لإطلاق لقب "الكوميديان الفصيح" عليه، فأدى دور الشيخ الأزهري المعمم الطريف وأيضا معلم اللغة العربية.
ومن أشهر أدواره "الشيخ عبدالبر" في فيلم "إسماعيل يس في الأسطول"، و"الأستاذ حكم" في فيلم "السفيرة عزيزة"، الذي يواجه بلطجة وسطوة جزار الحي ويرد عليه بالفصحى حتى وهو على شفا الموت.
أيضا من الأفلام الشهيرة التي قدمت نموذج لمعلم اللغة العربية الجامعي فيلم "الأيدي الناعمة"، وجسدها الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، الذي أعد رسالة دكتوراه في "حتى"، وهو حرف واحد من اللغة العربية، ومع ذلك فهو عاطل لا يجد عملا.
أما عن الأنماط الإيجابية التي قدمتها الدراما العربية لمعلم العربية "حضرة المتهم أبي"، بطولة القدير نور الشريف الذي قدم شخصية "الأستاذ عبدالحميد" مدرس اللغة العربية الذي يكافح في الحياة ويحاول تعليم أبنائه القيم والأخلاق المنسية رغم أنه متوسط الحال.
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز