المعركة الأخيرة في إدلب.. مخاوف سورية على وقع ضربة مرتقبة
الجميع لديه مصلحة في هذه المعركة، التي ستكون الأخيرة في صراع هز البلاد، وقد ينتهي بإعادة ترسيم حدود سوريا.
لم يبق مكان آخر للنازحين في إدلب للذهاب إليه، حوالي 3 ملايين سوري محاصرين من جميع الأطراف في الصراع الطويل الوحشي، يستعدون لهجوم وشيك للقوات الروسية التي تسعى للنصر داخل أحد الأجزاء السورية التي لا تخضع لسيطرة نظام الأسد.
بينما تجري البحرية الروسية مناورات في البحر المتوسط، اتخذت الدول الأخرى مواقعها، حيث أرسل الجيش التركي قافلة مدرعة إلى أعماق سوريا، وانتقلت المليشيات المدعومة من إيران إلى الجنوب، أما الجيش السوري فأصبح في حالة تأهب.
- "سي إن إن": مناورات روسيا حيلة لإبعاد الضربات الغربية عن نظام الأسد
- موسكو ودمشق تبحثان الهجوم على إدلب
طبقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، الجميع لديه مصلحة في هذه المعركة، التي ستكون الأخيرة في صراع هز البلاد وقد ينتهي بإعادة ترسيم حدود سوريا.
قالت دنيا الشهابي (29 عاما)، التي هربت عائلتها من حلب الشرقية عندما سقطت في أيدي القوات المدعومة من إيران عام 2017، إن الجماعات الإرهابية اندمجت مع السكان المحليين والنازحين داخليا، مع تخلي الكثيرين عن أسلحتهم، مضيفة: "ليسوا مصدر قلقنا الرئيسي. أعدادهم قليلة وليس لديهم خيارات. ما نقلق حياله أكثر هو أين سنذهب عندما يبدأ الروس هجومهم؟".
وأضاف لبيب النحاس، الذي كان نشطا داخل الدوائر السياسية للمعارضة خلال السنوات الخمس الماضية، أن مقترح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بفتح ممرات إنسانية داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام "قد يكون له عواقب وخيمة".
وأوضح أنه "من السخيف تماما محاولة معالجة الوضع في إدلب عبر ممرات إنسانية تجاه مناطق النظام، خاصة بالنسبة للمدنيين الذين هربوا من المناطق التي يسيطر عليها النظام، وفضلوا الحياة داخل مخيمات اللاجئين".
وأشار إلى أن "دفع المدنيين الذين هربوا من قمع واضطهاد النظام إلى أياديه مرة أخرى، يعني أنهم سيعانون من نفس مصير مئات الآلاف من السوريين، إما القتل وإما السجن".
وقال ناشط من إدلب (27 عاما)، طلب عدم ذكر اسمه: إن "النظام والروس ربما سيهاجمان في أي يوم وفي أية لحظة. ليس لدينا كثير من الاستعدادات".
وقبل شن الضربة، التي يتوقع مسؤولون أن تتم خلال أسبوعين، هناك جزع واسع النطاق حيال الحجم المحتمل للأزمة الإنسانية، فقصف السكان، الذين معظمهم يعيشون داخل ملاجئ بدائية وتصلهم إمدادات غير منتظمة، سيؤدي حتما إلى هجرة جماعية تجاه الحدود التركية المغلقة بإحكام، أو المنطقة الشاسعة في شمال سوريا التي كانت تحت سيطرتها لمدة 18 شهرا.
لكن لم تقرر تركيا بعد ما إذا كانت ستسمح للاجئين بدخول المنطقة المعروفة باسم منطقة درع الفرات أم لا، وقال أحد عمال الإغاثة في تركيا إن عفرين ودرع الفرات لا يوجد بهما البنية الأساسية اللازمة لاستقبال مئات الآلاف من الأشخاص، "وإرسال الناس إلى هناك سينقل الكارثة فقط من منطقة لأخرى. لكن هناك حلا، لا ترغمهم على المغادرة".
وقال منيف الشامي، قيادي معارض: "نحن تحت رحمة قوى أكبر مننا بكثير. إنها لعبة لا يمكننا التأثير فيها. إنها أكبر بكثير من دماء الشعب. إدلب هي المنطقة التي تتجمع فيها جميع الأجندات. سيكون هناك وحشية ومذابح. وعلى الصعيد الدولي، سيكون هناك خسائر كبيرة".
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA= جزيرة ام اند امز