محللون: أردوغان يضحي بالمعارضة السورية قربانا لروسيا
مراقبون يتوقعون إبرام اتفاق بين تركيا وروسيا حول إدلب، لضمان دعم موسكو لأنقرة في أزمتها مع واشنطن.
رأى خبراء ومحللون غربيون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتجه إلى التضحية بالمعارضة السورية في إطار صفقة مع روسيا، تهدف في الأساس إلى التقارب مع موسكو، على خلفية الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه بلاده.
ونقلت صحيفة "شالنج" الفرنسية عن خبراء قولهم إن ثمة اتفاقاً محتملاً بين تركيا وروسيا حول إدلب (شمالي سوريا)، مرجحين تخلي أردوغان عن المعارضة السورية قربانا لروسيا لضمان دعمها في أزمته مع الولايات المتحدة.
وأضاف الخبراء أن تركيا وروسيا تجريان مفاوضات مكثفة لمنع جعل منطقة إدلب السورية نقطة خلاف لتعاونهما المشترك في سوريا.
غير أن الخبراء يحذرون في الوقت نفسه من أن مصير المنطقة على المدى الطويل سيؤدي إلى خلافات حتمية وتنافر بي كل من أنقرة موسكو لكون كل منهما يدعم طرفين متنازعين.
وأوضحت الصحيفة أنه "على الرغم من دعمهما للأطراف المتنازعة في الحرب السورية، لكن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان يعملان معاً منذ نهاية 2016، للتوصل إلى حل في سوريا، لافتة إلى أن ذلك التحالف يواجه اختباراً صعباً فيما يتعلق بمصير إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه موسكو".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "بعد أزمة دبلوماسية خطيرة بين تركيا وروسيا نهاية عام 2015، عززت موسكو وأنقرة تعاونهما بشكل كبير في سوريا"، موضحة أن "هذا التحالف له أهمية قصوى بالنسبة لتركيا، في وقت تشهد فيه توترات قوية مع الولايات المتحدة".
يشار إلى أن أزمة دبلوماسية حادة بين أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على خلفية احتجاز أنقرة للقس الأمريكي أندرو برانسون، في أزمير منذ يوليو/تموز الماضي، بدون محاكمة عادلة، تلك الأزمة التي فاقمت من وضع تركيا الاقتصادي الحرج في ظل انهيار عملتها، بعد فرض واشنطن عقوبات على أنقرة.
ترقب روسي.. وصفقة أردوغان
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن السوري، والباحث في مركز "العلاقات التركية الروسية" مقره (موسكو)، كريم هاس، إنه "لا يزال هناك أمل في موسكو للتوصل إلى اتفاق مع أنقرة يمكن أن يسمح للنظام السوري بالسيطرة على إدلب دون عرقلة من تركيا مقابل دعم روسيا للرئيس التركي في أزمته مع الولايات المتحدة".
وأضاف هاس أن "موسكو تراقب عن كثب التوترات بين أنقرة وواشنطن، كما يمكنها استغلال تلك التوترات لصالحها في سوريا"، موضحاً أن "النظام التركي يحتاج إلى دعم الكرملين أكثر من أي وقت آخر".
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أجرى زيارة إلى موسكو، الجمعة الماضي، محذراً من "كارثة" محتملة في حالة "الحل العسكري في إدلب".
كما شدد الوزير التركي، خلال زيارته، على التعاون الأعمق بين أنقرة وموسكو في سوريا، الأمر الذي أثار تكهنات بتخلي النظام التركي عن المعارضة السورية لمصالحه الشخصية.
بدوره، قال الخبير في مجلس الشؤون الخارجية الروسي، مقره "أنقرة"، تيمور أحمدوف، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "روسيا وتركيا تحاولان التوصل إلى اتفاق بشروط مقبولة للطرفين"، متوقعاً شن "النظام السوري وروسيا هجوماً محدوداً على التنظيمات المرتبطة بجبهة النصرة".
وأضاف أحمدوف أن "روسيا تحاول إقناع تركيا بالمساهمة في الهجوم على المعارضة"، مشيراً إلى أنه "مع ذلك، فإن الهجوم المحدود لن يؤدي إلا لتأجيل السؤال الحقيقي، من سيسيطر على إدلب على المدى الطويل، أو حتى بعد انتهاء الصراع؟".
وتابع:" حتى إذا تمكنت روسيا من الاتفاق على حل وسط، فليس هناك ضمانات بأن دمشق وحليفتها الرئيسية الأخرى طهران، لن تتبع الخط الذي تمليه موسكو".
من جانبها، قالت الباحثة في معهد "دراسات الحرب" إليزابيث تيومان، إن الروس والأتراك سيكونون تحت ضغط كبير للتوصل إلى اتفاق دائم (...) مقبول للنظام".
ولم تستبعد كذلك تضحية الرئيس التركي بالمعارضة السورية لصالح مآربه الخاصة.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA= جزيرة ام اند امز