قمة بوتين وروحاني وأردوغان..تقاسُم"كعكة" سوريا
محللون غربيون يرجحون أن اللقاء الثلاثي بين قادة تركيا وروسيا وإيران يهدف إلى اقتسام "كعكة سوريا"، ويتجاهل إرادة السوريين.
رأى محللون غربيون أن اللقاء الثلاثي بين قادة تركيا وروسيا وإيران الذي عقد في أنقرة، الأربعاء، بزعم تسوية الصراع السوري كان في حقيقته لاقتسام "كعكة سوريا"، دون تعارض المصالح، ويتجاهل إرادة الشعب السوري.
- عفرين وسنجار وجبل قنديل.. مثلث أطماع تركي ينتظر استكمال ضلعيه
- بوتين يحرج أردوغان: الشعب الكردي جزء من سوريا
وبحسب صحيفة "لكسبريس" الفرنسية، فإن تلك القمة عسكت عدة تناقضات وتعارض للمصالح؛ فموسكو وطهران، اللتان تدعمان دمشق من ناحية، وأنقرة، التي تدعم المعارضة السورية من ناحية أخرى على مائدة مفاوضات واحدة، ادعاء لتحديد مستقبل سوريا.
وتابعت أن التوصل إلى تسوية الصراع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 350 آلف قتيل منذ عام 2011، يعرقله المصالح المتضاربة لموسكو وأنقرة وطهران والخلافات بشأن مصير بشار الأسد.
ولفتت الصحيفة أن آخر اجتماع بين قادة الدول الثلاث حول سوريا أجري في سوتشي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وانتهى بالفشل.
من جهتها، أشارت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى أنه من المفارقة أن يجتمع زعماء هذه البلدان الثلاثة لبحث مستقبل هذا البلد الذي دمروه خلال 7 سنوات من الحرب.
وقالت جنا جبور، أستاذ العلوم السياسية المتخصصة في الشئون التركية، إن الهدف من تلك القمة الثلاثية هو "إعادة تنظيم المفاوضات في مناطق النفوذ" و"التفكير في مستقبل شمال سوريا بعد التراجع الأمريكي"، مرجحة أن "روسيا وإيران ستنتظران أن تستخدم أنقرة نفوذها على الجماعات المعارضة لتقديمهم إلى طاولة المفاوضات".
وفي هذا الشأن، قال الباحث السويدي أرون لوند، إن "الأسد كان يحتاج لموسكو وطهران للعودة إلى الميدان وإبقاء اقتصاده واقفاً على قدميه، ولكن هذا لا يعني أنه سيقبل أي تنازلات حال الاتفاق على استقالته".
وتابع الباحث السويدي أن "المعسكر الثاني المتمثل في أنقرة، التي تدعم المعارضة، استغلت الجماعات المسلحة في مساعدتها للسيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي في الشمال السوري ولإجراء تطهير عرقي بطرد الأكراد من عفرين".
وأضاف لوند أن أردوغان لم يكتفِ بذلك بل يهدد بالتوغل شرقاً لاسيما على منبج، التي يتمركز فيها الجنود الأمريكيون لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في الانسحاب من سوريا، رأت الصحيفة أن ذلك التصريح يعد مؤشراً لإطلاق أيدي تركيا وروسيا وإيران للسيطرة على سوريا.
من جهتها، رأت إليزابيث تيومان، المحلل في معهد دراسة الحرب أن مدينة إدلب هي نقطة الخلاف بين أنقرة وموسكو، موضحة أن تلك المدينة لاتزال منطقة مشتعلة، خاصة بعدما قرر النظام مهاجمتها، فيما تكاد تخرج عن سيطرة النظام السوري، ويسيطر عليها جماعات مسلحة منشقة عن تنظيم القاعدة الإرهابي.
وتابعت: "هناك مناطق خفض التصعيد، التي أنشأتها تركيا مع عدة مراكز للمراقبة، في الوقت الذي تشن فيه هجمات متفرقة، هي الأخرى بجانب غزوها لجيب "عفرين".
وأشارت الباحثة الأمريكية إلى أن تلك الخلافات وضعت على طاولة مباحثات اليوم في محاولة اقتسام كلا منهما تلك الكعكة.
وأضافت "تيومان" أن عملية مفاوضات أستانة كانت وسيلة للدول الثلاث لإدارة الحرب لخدمة مصالحهم المختلفة.
وقالت: "في الوقت الذي تبحث فيه أنقرة تأمين التنظيمات المسلحة التي تمولها وطرد الأكراد من حدودها، فإن موسكو تسعى لحماية قواعدها العسكرية البحرية والجوية على ساحل البحر المتوسط".
ولفتت إلى أنه "بهذا الشكل انقسمت سوريا إلى مناطق مختلفة من النفوذ الذي يعكس الوجود العسكري لهذه البلدان الثلاثة التي تعد حالياً القوى الرئيسية في سوريا".