ماكرون يمد يده إلى أكراد سوريا.. وأردوغان يشدد قبضته
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يجد حرجا في اتهام فرنسا بالسعي إلى "غزو" سوريا، فيما جيشه يواصل اعتداءاته بحق أكراد عفرين.
لم يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حرجا في اتهام فرنسا بالسعي إلى "غزو" سوريا، فيما جيشه يواصل اعتداءاته بحق الأكراد في كامل منطقة عفرين شمال غرب البلد التي مزقتها الحرب، وسط تنديد دولي بتدخل أنقرة السافر.
ورأت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن أردوغان يسعى للرد على وصف سابق للرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون الذي اعتبر هجوم تركيا على عفرين في منتصف فبراير/شباط الماضي، بمثابة"الغزو".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن التوصيف الذي أطلقه ماكرون أثار غضب أردوغان ما دفعه لإلقاء خطاب زعم خلاله أن تحرك الجيش التركي "ليس غزوا"، ووجه تساؤله للرئيس الفرنسي مستنكرا : "أتحاول أن تعطيني دروساً في المدنية؟ أنظر أولاً إلى التاريخ الفرنسي".
وكانت فرنسا قد أعلنت استعدادها للوساطة بين أنقرة وأكراد سوريا في مسعى للجم الآلة العسكرية التركية في شمال سوريا.
وأضافت الصحيفة أن "أردوغان لم يكتفِ بذلك، إذ ردد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي وصف محاولة التوسط الفرنسي لحماية الأكراد ومساعدتهم في إطار مكافحة تنظيم "داعش" بالـ"غزو الفرنسي"،.
من جانبها، علقت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية قائلة في تقرير لها عن الخلاف التركي الفرنسي؛ "شكرا لا نريد أي وساطة".. هكذا رد أردوغان رافضا أي وساطة فرنسية بين أنقرة وقوات سوريا الديموقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمادها، بعد أن قدم الرئيس الفرنسي ماكرون هذا العرض خلال لقائه وفدا من الأكراد في وقت متأخر الخميس الماضي.
وفي محاولة تصعيد من أردوغان، وجه حديثه لفرنسا "من أنتم لكي تتحدثوا عن وساطة بين تركيا ومنظمة إرهابية؟"، على حد وصفه.
وأضافت الصحيفة أنه "فيما يمد ماكرون يده إلى الأكراد السوريين"، يشدد أردوغان قبضته".
من جانبها، أشارت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، إلى أن فرنسا "تريد مساعدة حلفائها الأكراد المقاتلين في الخطوط الأمامية لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي في شمال سوريا، ولكن من دون إثارة التوتر مع أنقرة، واعتبرت الصحيفة أن هذه المعادلة صعبة وشبه مستحيلة نظرا لتصلب الموقف التركي الرافض لأي حوار مع الأكراد، حيث تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وفي هذا الشأن، أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن الاليزيه أكد في بيان رسمي أنه لانية لباريس في التدخل العسكري في شمال سوريا خارج إطار قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، موضحاً أن القوات الخاصة الفرنسية موجودة في سوريا، ولكن فرنسا ما زالت متحفظة جداً حول هذه النقطة.
وجاءت هذه التصريحات غداة إعلان أحد القادة الأكراد نية فرنسا إرسال قوات جديدة في منطقة "منبج" في شمال سوريا.
فيما اقترح خالد عيسى الممثل لحزب الاتحاد الديمقراطي في فرنسا، خلال اجتماعه بماكرون في الاليزيه، إرسال باريس قوات إضافية إلى منبج لتكون عائقاً للطموح التركي الساعي للتوسع شرقا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد سيطرة الأتراك على عفرين في 18 مارس/أذار الماضي، كشفت أنقرة عن رغبتها في التمدد بمتابعة العمليات العسكرية في سوريا والتوغل إلى الشرق باتجاه الحدود العراقية، ما يوضح أن هدفها ليس الأكراد فحسب بل أكبر من ذلك، محذرة من أن أكراد منبج معرضون لمواجهة مصير أكراد عفرين.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg جزيرة ام اند امز