تركيا تستعبد اللاجئين السوريين في مزارع "مخميات الموت"
صحيفة فرنسية رصدت في جولة بـ "مخيمات الموت" في أزمير بتركيا للاجئين السوريين؛ حيث رصدت أوضاعا معيشية وصحية وتعليمية قاتلة.
مأساة تشهدها عائلات السوريون الفارون من ويلات الحرب إلى الأراضي التركية، ليجدوا مأساة أكبر باستعبادهم في المزارع التركية، تلك العائلات النازحة التي تقدر أعدادها بمئات الآلاف.
ووجدت تلك العائلات ملاذا تحت الخيم العشوائية في منطقة "توربلي" الزراعية على بُعد 50 كيلومترا جنوبي أزمير، لكن الأتراك يستخدمونهم كعمال زراعيين بأجور بخسة لا تكفي قوت يومهم، حيث رصدت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، تلك المأساة الإنسانية تحت عنوان "تجول في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا"، في تقرير لها اليوم الخميس.
وقالت الصحيفة إن العائلات لا تمتلك سبل الهجرة إلى أوروبا، فهم محكوم عليهم بانتظار استتباب الأمور في سوريا ليعودوا إلى بلادهم للتحرر من استعباد الأتراك لهم.
- "لوفيجارو": تركيا أغلقت أبوابها بوجه اللاجئين السوريين
- بالصور.. مئات اللاجئين السوريين يغادرون لبنان عائدين إلى بلدهم
وأشارت الصحيفة إلى أن مئات العائلات السورية اللاجئة في منطقة أزمير، يعيشون تحت ظروف معيشية مجحفة وصعبة بل محفوفة بالمخاطر، ووصفتها بـ"مخيمات الموت".
ونقلت الصحيفة الفرنسية شهادات لعدد من اللاجئين السوريين الذين يعيشون تلك المأساة، بينهم، مصطفى، أب لثلاثة أبناء وزوجة، قادماً من "دير الزور" شرق سوريا، يعمل في مزارع أزمير، قوله: "أتحصل يوميا على قرابة 8 يورو، ذلك المبلغ الضئيل لا يكفي يوما واحدا لأسرة 5أفراد، في ظل ارتفاع الأسعار"، مضيفاً "ندفع شهرياً نحو 15 يورو قسراً للبقاء في المخيمات، وأكثر من نحو 10 يورو للغذاء".
وبسؤاله عما إذا كان يريد الهجرة إلى أوروبا، أوضح مصطفى، أن ذلك الأمر شبه مستحيل، أصبحنا الآن كمن ألقى بنفسه إلى المجهول".
وعادت الصحيفة قائلة إن: "العصر الذهبي للمهربين في أزمير قد انتهى، وأصبح هؤلاء اللاجئين في عداد المفقودين، ومجبرين على استمرار حياتهم في تلك المأساه بتركيا، إذ تبخرت أحلامهم بالسفر إلى أوروبا، لا سيما بعدما أبرمت أنقرة اتفاقية مع بروكسل، بوقف تدفق المهاجرين واللاجئين عبر تركيا إلى اليونان".
وحول ظروف الحياة في المخيمات، قال أحدهم ويدعى محمد، إن "ظروف الحياة في المخيمات قاتلة، ففي الصيف الطقس شديد الحرارة في ظل العدد الهائل من اللاجئين، وفي الشتاء الطقس شديد البرودة، لا توجد مياه صالحة للشرب، ولا بنية تحتية للمراحيض وكل 50 أسرة في مرحاض واحد"، موضحاً " نعيش في وضع صحي مميت".
واختتم "علينا المقاومة فقط للبقاء على قيد الحياة".
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد نددت برفض السلطات التركية منح اللاجئين السوريين، بطاقة "كيمليك" أو الهوية للسماح لهم بالعلاج في المستشفيات العامة التركية، والتحاق أبنائهم بالمدارس ودعت السلطات لتسهيل حياة اللاجئين الصعبة".
وأوضحت "لاكروا" أن هناك الآلاف من اللاجئين السوريين، لا يتمتعون بمزايا الأتراك، كما تزعم السلطات التركية، كما أنهم يعيشون تحت ظروف صعبة في المخيمات المؤقتة والعشوائية، بينها الخيم العشوائية في منطقة "توربلي" الزراعية على بعد 50 كيلومترا جنوبي أزمير، بين حقول الخضراوات.
وقال "أحمد" طالب لجوء عراقي، ويقطن قريبا من أزمير، إن الوضع في تلك المخيمات مأساوي، فهؤلاء الأطفال لا يستطعون كتابة حتى أسمائهم"، مضيفاً ناشدت عدة منظمات حقوقية دولية إعطاء مدرسين سوريين مبالغ رمزية في المخيمات لتعليم الأطفال حتى لا يتخرج جيل كامل من الأميين".
من جانبه، قالت لاجئة سورية تدعى "سويزا" إنها تتلقى 250 يورو شهريا لتعليم اللغة العربية للأطفال في منزل صغير"، مشيرة إلى أن الحياة في تركيا صعبة بالنسبة للاجئين السوريين، والسلطات لا تساعدهم للعيش كمواطنين عاديين، وأنها تود السفر إلى أوروبا".
ووفقا لإحصائيات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، فإن عدد اللاجئين السوريين خلال أغسطس/آب 2018 بلغ نحو 5.6 مليون سوري، أي ثلث عدد اللاجئين في العالم، وتستضيفهم أكثر من 125 دولة في العالم، في مقدمتها تركيا إذ استقبلت نحو 3.5 مليون سوري.