"لوفيجارو": تركيا أغلقت أبوابها بوجه اللاجئين السوريين
صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية ترى أنه في الوقت الذي يزعم فيه أردوغان بدعم الشعب السوري، يرفض النظام التركي استقبال اللاجئين السوريين.
كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن ازدواجية النظام التركي فيما يتعلق بالأزمة السورية، وبصفة خاصة تعامله مع اللاجئين.
وقالت "لوفيجارو" إنه في الوقت الذي "يزعم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم الشعب السوري في مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يرفض النظام التركي استقبال اللاجئين السوريين، ويشرد آلاف الأكراد السوريين من ناحية أخرى في عمليات عفرين".
وتحت عنوان "تركيا أغلقت أبوابها بوجه اللاجئين السوريين، أفردت "لوفيجارو" ملفاً كاملاً حول اللاجئين السوريين في تركيا، مشيرة إلى أن عدد السوريين بدأ في التضاؤل في ظل السياسات التركية القاسية، برفض أعداد كبيرة من طالبي اللجوء، وترحيل المهاجرين واللاجئين السوريين.
وأشارت الصحيفة إلى أن إحساس السوريين بانعدام الأمن في تركيا، ومخاوف من إعادتهم إلى بلادهم دفع آلاف المهاجرين واللاجئين الفرار من تركيا، لافتة إلى قلق السوريين من غدر أردوغان بإبرام صفقة لتسليمهم للنظام أو المتاجرة بهم.
ولفتت الصحيفة إلى أنه هناك تزايد في مشاعر العداء تجاه اللاجئين السوريين في تركيا والتي تعد إحدى أكبر الدول التي كانت تستضيف اللاجئين، في ظل تراجع الأوضاع الاقتصادية وتغير المشهد السياسي في المنطقة.
وأضافت "لوفيجارو" أن البلد الذي كان مكتظا بـ3.6 مليون لاجئ على أراضيه، وكان يتوقع سقوط النظام في دمشق، وضع نهاية لسياسته المزعومة بالترحيب باللاجئين، وأقام حاجزاً غير منيع على حدوده.
ونقلت الصحيفة الفرنسية شهادات لاجئين في تركيا، من بينهم شاب يدعى محمد (25 عاماً) قوله: "عبرت الحدود في الليل، متجاهلاً الخطر، وعلى الرغم من ذلك لازلت أشعر الخوف كل صباح، أتمنى الرحيل عن هذا البلد كل يوم (تركيا)"، مضيفاً: "أحاول مغادرة البلاد منذ 6 أشهر دون جدوى".
وروى معاناته في تركيا قائلا:"أعيش كل يوم بين نيران مطاردات الشرطة التركية للاجئين"، وذلك قبل اعتقالهم وإعادتهم إلى سوريا.
وعادت الصحيفة الفرنسية قائلة: "في الوقت الذي يشرد فيه أردوغان آلاف السوريين بمعاركه في عفرين، يرفض استضافتهم في بلاده"، مشيرة إلى ارتفاع أعداد السوريين الفارين إلى أوروبا من تركيا.
بدوره، قال مراد أردوغان، الباحث السياسي المتخصص في شؤون الهجرة، إن نحو 40% من السوريين الأطفال في سن المدرسة لا يذهبون إليها للتعليم، موضحاً أن "انعدام الأمن وصعوبة الاندماج في المجتمع التركي وخطر إعادتهم إلى بلادهم، دفعهم للفرار إلى الاتحاد الأوروبي بطرق غير شرعية".
ووقعت تركيا اتفاقية مع أوروبا عام 2016 تقتضي بمنع تدفق اللاجئين والمهاجرين السوريين إلى أوروبا مقابل دعم 3 مليارات دولار، وأعرب نائب مدير برنامج حقوق اللاجئين في منظمة "هيومن رايتس ووتش" جيري سيمبسون عن قلقه قائلاَ: "أنقرة تعهدت بوقف تدفق اللاجئين غير الشرعيين إلى اليونان، وتحسين الظروف المعيشية للمنفيين السوريين في أراضيها. ولكن الاتفاق المثير للجدل لم تلتزم به أنقرة، بسوء أوضاع اللاجئين على أراضيها".
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز