اللاجئون السوريون في انتخابات تركيا.. الجنسية مقابل الصوت
أردوغان يستغل وجود اللاجئين في تركيا لتحقيق مطامعه في السلطة، ليربط الأمر بتصويتهم له مقابل الجنسية الممنوحة لهم.
الجنسية مقابل الصوت.. هكذا يمكن وصف مشهد الانتخابات التركية التي ستنطلق في أرجاء البلاد بعد أيام في يونيو/ حزيران الجاري.
فقد نقلت قناة "إن.تي.في" التلفزيونية عن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قوله، الثلاثاء، إن 30 ألف سوري سيدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المقررة، الأحد المقبل.
يلدريم في معرض تصريحاته لفت إلى أن تصويت السوريين يأتي بعدما حصلوا على الجنسية التركية.
- تركيا تستخدم اللاجئين السوريين ورقة ضغط على منظمة التجارة العالمية
- تركيا.. تنصل دولي ينزع الشرعية عن انتخابات أردوغان
وتأتي الخطوة بعدما منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جنسية بلاده لآلاف اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا، إذ يتواجد في بلاده نحو 3.5 مليون لاجئ سوري.
ومن المؤكد أن أردوغان سينتهز وجود اللاجئين في تركيا لتحقيق مطامعه في السلطة، ليربط الأمر بتصويتهم له مقابل الجنسية الممنوحة لهم.
ولا يفوت أردوغان الفرصة ليستغل اللاجئين السوريين، كهدف لتنفيذ مصالحه دون النظر لأوضاعهم المأساوية التي دفعتهم إلى الفرار نازحين من بلدهم.
فسبق أن استخدمت تركيا اللاجئين السوريين كورقة ضغط على منظمة التجارة العالمية.
سجل أردوغان الأسود مع اللاجئين
عام 2017، طلبت تركيا من منظمة التجارة العالمية دعم سياسة استخدام التجارة في تحسين أحوال ملايين اللاجئين السوريين، واصفة أزمتهم بأنها "وضع استثنائي"، وذلك حسبما ورد في وثيقة تركية قدمت إلى المنظمة.
وأعدت تركيا مسودة قرار لنيل موافقة وزراء منظمة التجارة في اجتماعهم، مستهدفة التركيز على مصالح أنقرة بإشارتها إلى أن "الأزمة الإنسانية السورية هي وضع استثنائي يبرر الدعوة إلى مشاورات ملائمة داخل منظمة التجارة العالمية، واستكشاف وسائل يمكن من خلالها أن تساعد التجارة والمنظمة في التخفيف من التأثير السلبي لهذه الأزمة".
وقبل عامين، كشفت صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية في 2016، أن تركيا تستخدم معسكرات اللاجئين كسلاح ضد الأكراد.
وأضافت الصحيفة أن الكثير من المنتقدين في تركيا لسياسات أردوغان يعتقدون أنه أبرم الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لمصالح حزبية على رأسها محاربة الأكراد.
وفي نفس العام 2016، قايضت تركيا أوروبا على موضوع إعفاء مواطنيها من التأشيرة وجعلت منها شرطًا أساسيًا لتطبيق الاتفاق المثير للجدل المبرم مع الاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين.
وعام 2018، رصدت صحيفة "فايننشال تايمز" ملامح الانتخابات التركية التي تأتي في وقت يتهاوى فيه اقتصاد البلاد وسط قمع للحريات.
وكشفت الصحيفة البريطانية عن تضارب يشق صفوف الأتراك، لافتة إلى مواطن يدعى ساكيب أويار، يعمل في مهنة البناء، منح صوته إلى أردوغان في الانتخابات الماضية، لكنه يشعر بالغضب منه الآن، بسبب ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في المنطقة التي يعيش بها في أنقرة، وهدد قائلا: "إذا لم تعيدوهم إلى بلدهم، لن أنتخب أردوغان مجددا".
وبحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن أويار ليس حالة متفردة، فالكراهية والعداء ضد ملايين السوريين الذي فروا من الحرب الأهلية التي ضربت بلادهم منذ 7 سنوات، يتصاعدان بشكل واضح في تركيا، التي تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين السوريين.