4 خطوات فارقة.. كيف عادت صنعاء عربية في يوم وليلة؟
الاشتباكات في اليمن وخسارة الحوثي مساحات واسعة في صنعاء تشير إلى بداية النهاية للوجود الإيراني في اليمن، وعودة صنعاء إلى الصف العربي.
اندلعت اشتباكات واسعة النطاق بين قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ومليشيات عبدالملك الحوثي المدعومة إيرانيا، وسط انتفاضة شعبية عارمة ضد الأخير في العاصمة اليمنية صنعاء، منذ مساء أمس الجمعة؛ حيث يشير المراقبون إلى انتفاضة كبيرة في صنعاء تمهد الطريق لطرد الوجود الإيراني الممثل في الحوثيين من اليمن، الأمر الذي يعني عودة اليمن إلى الصف العربي من جديد.
- مؤامرة اللحظة الأخيرة.. وساطة قطرية إخوانية فاشلة لإنقاذ الحوثي
- اتساع نطاق المعارك.. قوات صالح تسيطر على تلفزيون الحوثي ومطار صنعاء
وأفادات تقارير محلية من اليمن بخسائر فادحة يتكبدها الحوثي في صنعاء مع خسارة أغلبية المواقع الحيوية في المدنية لصالح قوات حزب المؤتمر الشعبي العام التابعة لصالح، إضافة إلى موجة احتجاجات عارمة داخل صنعاء ضد مليشيات الحوثي التي قامت بانتهاكات واسعة النطاق في صنعاء وعدد من المدن اليمنية.
1- تغير ميزان القوى
أصبح صالح يسيطر فعليا على قطاعات حيوية واستراتيجية رئيسية داخل صنعاء، أبرزها التلفزيون ومبنى وزارة الدفاع ودار الرئاسة وجهاز الأمن القومي والمطار ومواقع عسكرية أخرى، إضافة إلى البنك المركزي ووزارة المالية، كما فرضت سيطرتها على مداخل العاصمة لمنع أية تعزيزات للمليشيات الحوثية من دخول المدينة.
وقامت قوات حزب المؤتمر الشعبي العام باعتقال أحد أبرز اللاعبين الرئيسيين في مليشيات الحوثي، وهو رئيس الاستخبارات الحوثية ويدعى عبدالله يحيى الحاكم، في ضربة قاضية للحوثيين لفهم ما يحدث في صنعاء.
ويتوقع أن تمتد المعارك لساعات عدة بعد سيطرة المؤتمر الوطني العام على معظم أرجاء المدنية، ويعد ظهور صالح على التلفزيون اليمني داعيا اليمنيين في صنعاء لمواجهة الحوثيين بداية النهاية للوجود الحوثي في صنعاء بشكل كبير، ونقلت وكالات عربية عدة مطالبة صالح للقبائل بدعم قواته ضد الحوثيين، الأمر الذي يراه المراقبون في الشأن اليمني ضربة قاضية أخرى للمليشيات الحوثية الانقلابية.
2- الحوثي يخسر معركته
بخلاف التقارير الميدانية من صنعاء التي تؤكد خسائر فادحة في صفوف ومعدات الحوثي على الأرض، خسر الحوثيون المعركة مع صالح قبل المواجهات العسكرية التي تتم الآن، وتحديدا منذ المعركة الكلامية التي شنت بين صالح والحوثيين حول منع احتفالية لحزب المؤتمر الشعبي العام، لكن الخسارة الحقيقية هي في الدعم الشعبي للحوثيين؛ حيث شكلت الممارسات القمعية والانتهاكات وتجنيد الأطفال القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للمدنيين في اليمن وتحديدا سكان صنعاء.
وتشير التقارير الأولية على الأرض إلى خسارة الحوثي مساحات واسعة من صنعاء، وسط هجمات سريعة ومباغتة من قوات حزب المؤتمر الشعبي العام ورفض شعبي لمساندة الحوثي تحت شعار "لا حوثي بعد اليوم"، إضافة إلى مطالبات صالح للمدنيين بالانقضاض على مليشيات الحوثي لتطهير صنعاء.
وبالنسبة للداعم الرئيسي للحوثيين، إيران، فالوقت لا يزال مبكرا لمعرفة ما إذا كانت ستحاول نجدة الحوثي أم ستقف متفرجة على نهاية وجودها في اليمن الممثل بوكيلها الحوثي هناك.
3- إيران تخسر اليمن
هناك مؤشرات أن إيران لن تحاول التدخل في المعارك الدائرة الآن خوفا من توسع دائرة القتال ودخول قوات التحالف لنجدة اليمنيين في صنعاء، الأمر الذي سيتحول إلى مواجهة إقليمية لا تجرؤ إيران على الدخول فيها بسبب النظرة الدولية السلبية تجاه طهران والتحفز الأمريكي للمواجهة معها.
إلا أنه بالنظر عن طرق نظام الملالي الملتوية في التعامل مع هذه المواقف، فمن المحتمل أن تحاول طهران إرسال تمديدات بشكل سري إلى اليمن عن طريق الحرس الثوري التابع لها، لكن مع الرقابة الإقليمية والدولية على مسارات الملاحة من وإلى اليمن فسيستغرق ذلك وقتا كبيرا للتخطيط والتنفيذ، الأمر الذي يفتح لصالح وقوات حزب المؤتمر العام فرصة كبيرة لتطهير اليمن من الوجود الحوثي، مدعوما بالانتفاضة الشعبية ومقاتلي القبائل، في وقت قياسي.
4- اليمن يعود للصف العربي
المعطيات السابقة تشير إلى أن الوجود الإيراني في اليمن بدأ بالانهيار؛ حيث طالب صالح بفتح قنوات جديدة مع دول الجوار، الأمر الذي يمهد لعودة اليمن إلى الحضن العربي بعد ما يقرب من 4 سنوات من نهش إيران في الجسد اليمني.
ويرى المراقبون أن صالح سيحاول إصلاح ما أفسده الحوثيون وإيران بشأن العلاقات اليمنية العربية، الأمر الذي سيسهم في الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، إضافة إلى أن الضغوط التي كانت تمارس على اليمنيين فجرت تلك الموجة من الانتفاضات التي تطالب بإنهاء الوجود الإيراني-الحوثي في اليمن تحت شعار "صنعاء العروبة تنتفض".
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز