تصنيف الحوثي "إرهابية".. حصار وقطع تمويلات ونهاية وشيكة
بعد أكثر من 6 سنوات من المجازر الداخلية والتهديدات الإقليمية والدولية، اقتربت آلة الدم التي قوضت سلام اليمنيين من نهايتها.
وأكد خبراء يمنيون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الإعلان عن اعتزام الولايات المتحدة تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية" خطوة تأخرت كثيرا وسوف تعمل على عزل الانقلابيين وتجفيف موارد تمويل حربها ضد اليمنيين.
وأوضحوا أن القرار سيكون بمثابة ضربة قاضية سياسيا ومجتمعيا واقتصاديا، ويعمل على تعزيز الجهود الدولية لتسوية الأزمة اليمنية التي تعرقلها المليشيات، ويمنح الحكومة شرعية الحسم العسكري.
وكشفت رويترز، الإثنين، أن الولايات المتحدة تعتزم تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية أجنبية.
ونقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر مطلعة، لم تسمهم، أن الإعلان قد يتم بحلول يوم الإثنين قبل أيام من تولي إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في 20 يناير/ كانون الثاني.
الإعلان عن نية واشنطن تصنيف الحوثي إرهابية ليس مفاجئا حيث استبقته الولايات المتحدة بعدة قرارات مهدت له.
ففي 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأت واشنطن بضربات استباقية للقرار الكبير، حيث أعلنت تصنيف المندوب الإيراني لدى مليشيا الحوثي، حسن إيرلو، في قائمة الإرهاب، قبل أن تقرر تصنيف 5 من أبرز القيادات الأمنية الحوثية التي ارتكبت أبشع انتهاكات حقوق الإنسان منذ اجتياح صنعاء.
ولطالما تظاهر اليمنيين تنديدا بالصمت الدولي وترقبوا بلهفة اليوم الحاسم والقرار الكبير، بإدراج وزارة الخزانة الأمريكية مليشيا الحوثي ضمن القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية العالمية لوضع حد لجماعة حولت "اليمن السعيد" إلى تعيس داخليا وبؤرة تهدد أمن وملاحة العالم.
ويأتي القرار المرتقب إعلانه، الإثنين ، عقب سلسلة هجمات ومجازر حوثية إيرانية، أبرزها الهجوم المروع على مطار عدن الدولي.
واستهدف الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 135 شخصا، إبادة جماعية للسلطة المحلية والدولة والحكومة التي تشكلت تحت أنظار المجتمع الدولي وتقف عليها آمال اليمنيين وجهود السلام، في جريمة هزت العالم.
ملاحقة دولية
السياسي اليمني، عضو مركزية التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري باليمن، مجيب المقطري، قال إن تصنيف الحوثي منظمة إرهابية سوف يعزل هذه المليشيات ويخنق تمويلاتها الخارجية والدعم الإيراني؛ لأن القوانين الفيدرالية الأمريكية تتيح مقاضاة أي شخص وفرض عقوبات على أي جهة يشتبه بتقديمها الدعم لهذه التنظيم الإرهابي.
وأضاف المقطري في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي بشكل مستمر منذ الانقلاب أواخر 2014 ترقى الى مستوى جرائم الإرهاب الدولي وأحدثها الهجوم الإرهابي على مطار عدن والحرب والحصار الذي تفرضه بدعم إيراني على مناطق الحيمة وعلى مدينة تعز منذ 6 سنوات.
محليا، يذهب المقطري إلى أن تصنيف مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية سوف يشل تحركاتها وسوف يطيح بالكثير من الدعم الداخلي أو الممولين المحليين أيضا وسيضع كل الجماعات والأفراد الذين يساندون المليشيا تحت طائلة العقوبات عبر تجميد الأرصدة والممتلكات.
وأكد السياسي اليمني على أن "هذه الخطوة تأخرت كثيرا، لكنها سوف تعمل على تفكيك كثير من ارتباطات مليشيات الحوثي بكيانات وقوى محلية وخارجية حيث ستنهي فرض الحوثيين أنفسهم كممثلين لجغرافيا واسعة يسيطرون عليها بالقوة ويفاوضون كطرف مقابل لشرعية دستورية".
ضربة قاضية
ويحد القرار المرتقب للولايات المتحدة بتصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية من تعاطي الشركات والبنوك ويضع نوافذ محدودة للمنظمات للتعامل مع هذه الجماعة المصنفة عالميا بالإرهاب، بالإضافة إلى حظر نشاط قياداتها وأعضائها وتحركات شبكاتها الناعمة دوليا.
وحسب الخبير العسكري اليمني، العميد فيصل الشعوري، فإن إدراج مليشيات الحوثي بالقائمة السوداء يحاصر بشكل كبير نشاطها.
وأكد على أنه بمثابة ضربة قاضية للمليشيات باعتبار ورقة الإرهاب التي لطالما رفعتها ضد الشعب واستخدمتها لتبرير جرائمها بحق اليمنيين أمام العالم تتجرع منذ ذات الكأس سم بداية نهايتها الوشيكة.
وقال الشعوري في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي اتخذت ورقة الإرهاب سلاحا قاتلا بيدها تضرب به من تشاء وتلصق له تهمة "التكفير" ويعد تصنيفها كمنظمة إرهابية طلقة قاتلة تخرج من نفس السلاح ليطوي اليمن أبشع سجل إجرامي في تاريخه.
وعن تداعيات القرار محليا ودوليا وتأثيره على علاقتها بإيران، أوضح الخبير اليمني أنه سوف يحجم قبولها في الأوساط الشعبية ولدى كافة المصادر والجهات الممولة لها والمتعاملة أو المتعاطفة معها خوفا من طائلة الملاحقة خارجيا وبالتالي سوف ينعكس على آلتها البشرية وسوف يخلخل صفوفها القتالية.
كما سيحد من مشاركاتها المستقبلية سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا وسوف يقضي على ما قد سبق من اتفاقيات معها أو حوار وما بعد التصنيف ليس كما قبله وسوف يضع حدا للمراوغة الحوثية ونقض العهود ونسف فرص السلام عقب سلسلة طويلة من المشاورات الهزلية والمفاوضات العقيمة مع الانقلاب الحوثي وداعميه في طهران.
أما إقليميا فسوف تخسر المليشيات الحوثية علاقاتها بمموليها في المنطقة، خشية إنزال عقوبات أمريكية عليها.
واعتبر الشعوري أن تصنيف الإدارة الأمريكية الحوثي جماعة ارهابية يمثل ضربة قاضية ستحشر بموجبها مليشيات الحوثي في زاوية وتعيش قطيعة سياسية ومجتمعية وسينعكس سلبا على أدائها ومكانتها حتى القبلية وبين مكونات الشعب شمالا لكونها منظمة إرهابية شديدة الخطورة.
وأكد على أن القرار المرتقب محوري ونقطة تحول حاسمة في الأزمة اليمنية، مطالبا الحكومة المعترف بها دوليا بالتقاطه بجدية وحشد جميع أطيافها وأطرافها لاستعادة مؤسسات الدولية وطي صفحة الانقلاب الدموية.