"الفحم النظيف" إضافة جديدة لوعود ترامب المستحيلة

دونالد ترامب يوقع أمرا رئاسيا بإلغاء جميع قرارات سابقه أوباما الخاصة بوقف العمل بالفحم.

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا رئاسيا بإلغاء جميع القرارات الخاصة بوقف العمل بالفحم، سواء استخراجه أو استخدامه في توليد الطاقة، والتي كان أصدرها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بهدف الحفاظ على البيئة والحد من الاحتباس الحراري الذي تسببه انبعاثات حرق الفحم وللحفاظ على صحة وسلامة عمال مناجم الفحم من الأمراض التي كانت تتسبب بها هذه الصناعة مثل الربو.

وكان الهدف من إلغاء ترامب لهذه الإجراءات الخاصة بصناعة منتهية -حسب ما أفادت صحيفة "هافنجتون بوست"- هو كسب ود عمال المناجم الذين خسروا عملهم بقرارات أوباما التي أمرت بوقف جميع صناعات الفحم بالولايات المتحدة.

وأثناء إعلانه القرار اعتمد ترامب في تبريراته لهذا التصرف على وعد يعد من أحد المستحيلات المسّلم بها في علوم البيئة، وهو أن تتمكن حكومته من صنع الفحم النظيف.

• الفحم وترامب يدقان "إسفينا" بين الصين وكوريا الشمالية

ونقلت الصحيفة تصريحا للخبير البيئي بشركة Greenpeace ترافيس نيكولاس، قال خلاله إنه "لا يوجد شيء يدعى الفحم النظيف، هذه خرافة اعتمد عليها رواد هذه الصناعة لإحيائها من جديد والحصول على أموال دافعي الضرائب لتمويل مشروعاتهم"، وأضاف أن عمال المناجم يستحقون مساعدة في البحث على تخصص جديد وليس وعودا واهية.

وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها دونالد ترامب عن الفحم النظيف، فخلال حملته الانتخابية قال بإحدى مناظراته إن هناك شيئا يدعى فحم نظيف وسوف أثبت ذلك.

وكان ترامب يشير في ذلك الوقت إلى التكنولوجيا المسماة باقتناص الكربون، المصممة لجمع وتنظيم انبعاثات غاز أكسيد الكربون الذي تنتجه المصانع قبل انتشاره في الغلاف الجوي حيث يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.

وبحسب الخبير البيئي، لا يمكن أن تكون تلك التكنولوجيا موجودة إلا فقط في مشاريع معروضة على نطاق ضيق، ولكنها ليست قريبة من الاكتمال الذي يجعلها تكون جاهزة للاستخدام الواسع وبأسعار قليلة.

وذكرت الصحيفة أن المعمل الأمريكي الوحيد الذي يجري تصميمه لاقتناص الكربون، ما زال تحت الإنشاء في مقاطعة كيمبر في ولاية ميسيسيبي، وهو متأخر سنتين عن اكتمال بنائه، وميزانيته زادت بمقدار 4 مليارات دولار على المبلغ المخصص لها.

وزاد الأمر سوءا حين خضع المسؤولون بشركة Southern Power المالكة لهذا المعمل للتحقيق بسبب تضليلهم للمباحث الفدرالية والمراقبين الدوليين على المعمل ليتمكنوا من اقتناص المزيد من المليارات، إضافة إلى ظهور عيوب فنية في المعمل.