ميلانيا وإيفانكا ترامب.. صراع ناعم على لقب "السيدة الأولى"
كرسي السيدة الأولى حائر في صراع ناعم بين زوجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ميلانيا، وابنته إيفانكا
السيدة الأولى للبيت الأبيض تخطف دائمًا الأنظار دون شريك، ولكن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الوضع مختلف؛ فكرسي السيدة الأولى حائر في صراع ناعم بين زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا ترامب.
رحلة الزوجة.. بداية من الترشح
"سوف أكون تقليدية للغاية، مثل بيتي فورد أو جاكي كينيدي"، هكذا كانت إجابة ميلانيا (47 عاما) عندما وجهت لها صحيفة نيويورك تايمز سنة 1999 سؤالًا عن الدور الذي سوف تلعبه كسيدة أولى إذا ترشح زوجها للرئاسة وفاز.
من بداية ترشح ترامب، أثارت زوجته الكثير من المشاكل والانتقادات؛ ففي خطابها الأول الذي ألقته أمام مؤتمر الحزب الجمهوري في أوهايو، واجهت اتهامات بالسرقة الأدبية لعبارات كاملة في خطابها من خطاب سبق وألقته ميشيل أوباما، زوجة الرئيس السابق، في عام 2008.
ولدت "ميلانيا كناوس" في سلوفينيا، ودخلت مجال الموضة مبكرًا، ثم انتقلت إلى ميلان في إيطاليا وهي في الـ18 من عمرها لظروف عملها كعارضة أزياء، ثم استقرت في الولايات المتحدة في منتصف التسعينيات.
ودرست ميلانيا الهندسة المعمارية والتصميم في جامعة ليوبليانا بسلوفينيا وتجيد 5 لغات هي السلوفينية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية والصربية.
وتزوجت ترامب في عام 2005 وأصبحت بذلك الزوجة الثالثة له، وبعدها بعام أصبحت مواطنة أمريكية وحصلت على الجنسية، وأنجبت منه طفلاً واحدًا في 2006.
نجح ترامب وأصبح الرئيس، ولكنه بعد حفل التنصيب، خلال كلمة للجنود الأمريكيين، تعرض لموقف محرج؛ حيث دفعته زوجته، لتأخذ الكلمة منه عبر الميكرفون، الأمر الذي دعاه للابتعاد عن المنصة والغضب واضحا على وجهه.
وقالت للجنود: "أشكركم جميعا على خدمتكم.. وأتشرف أن أكون سيدة أمريكا الأولى.. وسنقاتل لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
بدأ الصراع يظهر للعلن؛ حيث غادرت ميلانيا البيت الأبيض قبل 12 يوماً عائدة إلى منزلها في نيويورك، ولم تظهر من حينها بشكل علني، وبرر مقربون منها عدم إقامتها مع زوجها، بارتباط ابنها الوحيد بارون (10 سنوات) بمدرسته في نيويورك.
ويرى البعض أن الرئيس الأمريكي اختار أن يعيش في البيت الأبيض وحده، فيما تقيم السيدة الأولى ميلانيا في نيويورك، كمحاولة لتهميشها، لصالح ابنته الكبرى إيفانكا.
رحلة الابنة.. إيفانكا قوة الرئيس الناعمة
أما إيفانكا فهي سيدة أعمال، 35 عامًا، برزت باعتبارها القوة الناعمة التي اعتمد عليها والدها الرئيس دونالد ترامب، والتي يصفها بـ"المفضلة" لديه بشكل كبير، خلال حملته الرئاسية لما تتمتع به من سمعة طيبة، واعتمد عليها لاستمالة الناخبات الأمريكيات.
بنظرة تعكس الأمل والطموح ومنصب السيدة الأولى، كانت تنظر إيفانكا إلى والدها أثناء إلقائه خطاب الفوز بالانتخابات الرئاسية، التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتلعب إيفانكا دور السيدة الأولى بامتياز بحسب مراقبين، فارضة حضورها في جميع قرار ترامب؛ ففي إحدى المقابلات بعد فوز والدها بالرئاسة، قالت إنها ستستخدم موقعها كابنة الرئيس لمناصرة قضايا المرأة والقضايا الإنسانية.
وبحسب محطة "سي.إن.إن" أسند لها والدها بعض الواجبات التي تسند عادة إلى السيدة الأولى بما في ذلك تقديم المشورة له في العديد من القضايا.
الابنة الأولى
مصطلح "السيدة الأولى"، قد يتلاشى في عهد ترامب، ويظهر مصطلح جديد من نوعه اسمه "الابنة الأولى"، نظرا للدور الكبير الذي تلعبه "إيفانكا"، في إدارة الأمور بالبيت الأبيض، بحسب مجلة فورتشن الأمريكية.
الصحف الأمريكية أبرزت خبرا لعائلة ترامب منتصف الشهر الماضي، وهو تعاقد إيفانكا مع فريق من المصممين لتجديد المكتب الواقع في الجناح الشرقي من البيت الأبيض، والذي يستعمل من قبل السيدة الأولى.
بينما نفى البيت الأبيض، من جانبه، أن إيفانكا سوف تحل محل ميلانيا، وأكد أنهما تتقاسمان الأماكن دون مشاكل.
نهاية الأسبوع الماضي، أصدر البيت الأبيض قرارا بتعيين إيفانكا في منصب مساعدة الرئيس، وقال في بيان إنه "من دواعي السرور أن تقرر إيفانكا اتخاذ هذه الخطوة، في دورها غير المسبوق كابنة أولى".
واتخذت الابنة بالفعل خطوات لمنع أي هجوم عليها؛ حيث نقلت إدارة علامتها التجارية الخاصة بالأزياء، التي تحمل اسمها، إلى رئيس الشركة، وأسست مجلسا للأمناء للإشراف عليها.
وقالت ابنة ترامب: "سمعت بالمخاوف التي لدى البعض في ما يتعلق بعملي كمستشارة للرئيس بصفتي الشخصية مع الالتزام طواعية بجميع قواعد أخلاقيات العمل، سأعمل كموظفة بلا أجر في مكتب البيت الأبيض أخضع لنفس القواعد التي يخضع لها الموظفون الاتحاديون الآخرون".
وشاركت إيفانكا في لقاءات مهمة مع زعماء دوليين، من بينهم رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بالمكتب البيضاوي، وخطفت الأضواء حينها من خلال نظراتها لرئيس الوزراء الكندي.
وفي منتصف الشهر الماضي، ظهرت خلال لقاء مهم بجوار أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية خلال زيارتها للولايات المتحدة، وخطفت العدسات حينها نظرات ميركل للابنة أثناء حديثها.
كما شاركت في لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وشاركت والدها في الحضور بقاعدة دوفر الجوية، لاستقبال رُفات أول قتيل بمعركة في عهد ترامب سقط في عملية عسكرية باليمن.
صراع لمدة 3 أشهر، نجحت فيه الابنة الطموحة، من حسم النتيجة لصالحها، والسيطرة على مهام السيدة الأولى، مع اختفاء الزوجة من المشهد تمامًا.