عملية تنظيف كبرى في هونج كونج لرفع مخلفات إعصار مانكوت
المنقذون انتشلوا 11 جثة من تحت الأنقاض وقدروا عدد المفقودين بـ40 وتفتش الأسر وعناصر الإنقاذ بين الأنقاض على أمل العثور على ناجين.
شهدت هونج كونج٬ الإثنين٬ عملية تنظيف كبرى لإزالة الأشجار والحطام من الشوارع٬ غداة مرور إعصار مانكوت المدمر الذي أوقع أيضاً عشرات القتلى في أرخبيل الفلبين، وأدى إلى إجلاء ملايين الأشخاص في الصين.
- تضاؤل آمال العثور على ناجين بين ضحايا إعصار مانكوت بالفلبين
- إعصار مانكوت يثير الفوضى في هونج كونج ويقتل 49 بالفلبين
وكان أرخبيل الفلبين في جنوب شرق آسيا، الذي يتعرض بانتظام لأعاصير عنيفة، الأكثر تضرراً من هبوب هذه العاصفة القوية.
وأعلنت فرق الإنقاذ أن الحصيلة ارتفعت٬ ليل الأحد إلى الإثنين، إلى 65 قتيلاً بعد انتشال المزيد من الجثث من موقع شهد انزلاق تربة هائلاً في مدينة ايتوجون على جزيرة لوزون في شمال الفلبين، وجرف هذا الانزلاق مأوى للطوارئ استخدمه عمال مناجم وأسرهم.
وانتشل المنقذون 11 جثة من تحت الأنقاض وقدروا عدد المفقودين بـ40. وتفتش الأسر وعناصر الإنقاذ بين الأنقاض، مستخدمين أدوات بسيطة وأيديهم على أمل العثور على ناجين.
وقال فيكتوريو بالاندان٬ رئيس بلدية ايتوجون: "نعتقد أن 99% ممن كانوا هنا قد توفوا".
وبحسب بينينو دورانا٬ المتحدث باسم الشرطة الوطنية٬ فإن أكثر من 155 ألف شخص ما زالوا في مراكز إيواء بعد يومين من مرور الإعصار.
والعاصفة التي اعتبرت الأقوى التي يشهدها العالم منذ بداية 2018، جرفت مناطق زراعية في شمال لوزون، وذلك قبل شهر واحد من جمع المحاصيل. وهذه المناطق توفر في الأوقات العادية قسماً مهماً من إنتاج الأرز والذرة في الفلبين٬ لكن محاصيلها غرقت هذا العام تحت المياه الموحلة.
ملكة العواصف
وبعد أن دمرت شمال الفلبين، عبرت العاصفة بحر الصين الجنوبي ومر مركز العاصفة على بعد 100 كم من جنوب هونج كونج، وكان أقرب إلى ماكاو قبل أن تصل العاصفة اليابسة، عصر الأحد، جنوب الصين، وأبلغ عن وفاة 4 أشخاص في مقاطعة جواندونج.
وقالت السلطات إنها أجلت أكثر من 3 ملايين شخص من جنوب الصين، وأمرت عشرات آلاف من مراكب الصيد بالعودة إلى الموانئ قبل وصول الإعصار الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام لقب "ملكة العواصف".
وفي هونج كونج وصفت الحكومة المحلية الأضرار بأنها "خطيرة وكبيرة".
وأصيب أكثر من 300 شخص بجروح لدى مرور إعصار مانكوت الذي أدى إلى إعلان أعلى درجات الإنذار.
وحال هدوء الرياح٬ مساء الأحد٬ تحركت أجهزة الحماية المدنية بكثافة لتبدأ تنظيف الطرقات. ودوت في كل مكان من المدينة أصوات آلات قص أغصان الأشجار.
وتكثفت عملية التنظيف الكبرى مع الساعات الأولى من الإثنين، في حين واجه العمال صعوبات في الوصول إلى مراكز عملهم عبر شوارع يغطيها الحطام والوحل في بعض الأحيان.
ولم تتحرك معظم الحافلات صباحاً، في حين ما زالت حركة المترو والقطارات تشهد اضطراباً بسبب تضرر خطوط الضغط العالي. كما سيستمر غلق المدارس الثلاثاء.
وابل من الحطام
وشهدت بعض الأنحاء سيولاً من الوحل والماء دفعتها الأمواج العنيفة.
وفي حي تسونج كوان أو (شرق) رفعت قوة الأمواج صخوراً وضعت لكسر الموج حتى الحاجز واقتلعت كل شيء في طريقها.
وهزت الرياح العاتية التي بلغت قوتها 230 كلم في الساعة ناطحات السحاب في المدينة، وتسببت في نزع زجاجة بعضها ليتطاير مشكّلاً وابلاً خطيراً من الحطام في شوارع المدينة.
وأمضى السكان، الأحد، في شققهم في انتظار مرور العاصفة وتابعوا مشهد تشكل زبد الموج الضخم في خليج "فيكتوريا هاربور" الشهير.
كما تضررت بشدة قرى الصيادين. وغطى حطام من كل نوع شوارع قرية لاي يو مون (شرق).
وباتت حديقة فيكتوريا الغابية الممتدة في جزيرة هونج كونج، الإثنين٬ أشبه بمقبرة للأشجار المقتلعة.
ولأول مرة في تاريخها٬ أغلقت كازينوهات ماكاو وعددها 42 أبوابها٬ قبل مرور العاصفة، بقرار من السلطات التي تعرضت للانتقاد في 2017 بسبب سوء استعدادها لإعصار سابق.
وأعادت الكازينوهات فتح أبوابها٬ الإثنين٬ في حين يستمر تنظيف المحطة التجارية البرتغالية الشهيرة، وذلك بعد فيضانات هائلة اضطرت المنقذين أحياناً للتدخل باستخدام دراجات مائية (جت سكي).
وشوهد تجار يجرفون الوحل من محلاتهم٬ في حين انهمك سكان في تجفيف أغراضهم.
وفي زوهاي في مقاطعة جواندونج الصينية٬ يعمل شرطيون ومتطوعون على تنظيف الطرقات السريعة.
وغرقت حقول أرز وموز تحت المياه كما تعرضت مصانع إلى أضرار.
وقال زين جينجلي من قرية ياشو: "خفت ولم أجرؤ على الخروج مساء خاصة منسوب المياه وصل في وقت ما إلى هذا الارتفاع"٬ مشيرا إلى أعلى قامته.
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA= جزيرة ام اند امز