يجلس أمام شاشة " اللاب توب " يخاطب متابعيه بأنه قد حلم بالرسول ﷺ عليه وسلم وقد أعطاه فتوى لعدة مسائل لا يذكر منها سوى 3، وتحت كلمة "فتوى" ضع ما شئت عزيزي القارئ من خطوط وعلامات استفهام وتعجب، ثم يستأذنه في أن يسجل فتاواه وينشرها فلا يمانع رسول ﷲ ﷺ "من ذلك
يجلس أمام شاشة " اللاب توب " يخاطب متابعيه بأنه قد حلم بالرسول ﷺ عليه وسلم وقد أعطاه فتوى لعدة مسائل لا يذكر منها سوى 3، وتحت كلمة "فتوى" ضع ما شئت عزيزي القارئ من خطوط وعلامات استفهام وتعجب، ثم يستأذنه في أن يسجل فتاواه وينشرها فلا يمانع رسول ﷲ ﷺ "من ذلك ويطلب منه أن يعطيه ما سيكتبه ليراجعه ثم يطلب منه نبينا ﷺ أن يستأجر له منزلاً ليستقر فيه هو وصحابته رضوان ﷲ عليهم، ويعتذر صاحب الرؤيا من الرسول بأنه لا قدرة له على توفير المستقر بحكم الظروف الأمنية المشددة، ويبلغه الرسول ﷺ بأن فلان قد سمح له، فيجيبه بأن فلانا منهم أو لديه "واسطة" !!
هكذا هو نهج الإخونجية في غسيل الأدمغة العربية من خلال استعطاف القلوب واستغباء العقول لكسب تأييد وثقة المتابع العربي وبالأخص المسلم، وزرع اليقين وتوثيق المعتقد بما يقولونه ويطرحونه، ففي نظرهم أن العربي مجرد جسد برأس يحوي في داخله عقل مليء بالقذارة والغباء ولا يمكن تطهيره إلا باستخدام " الصابون الإخونجي"، ليستغلوا بعد ذلك الأجساد فيما يشاء تنظيمهم في سبيل تحقيق أهدافه المنشودة، وبغض النظر عما إذا كان ما ادعاه سلمان العودة في رؤياه التي رأى فيها النبي ﷺ وصحابته حقيقة (وهو أمر مستبعد بالنظر إلى ظاهر تقواه وطبيعة حياته) فمن غير المعقول ومن غير الأدب والأخلاق أن صور لنا العودة وغيره النبي ﷺ بهذا الضعف مستجدياً سلمان العودة كي يستأجر له منزلاً يقيم فيه وأصحابه، وبغض النظر عما إذا كان كذباً ( وهذا هو المهم ) والأهمية في أن هذا التنظيم وأتباعه على استعداد لإقحام كل ما يمكن إقحامه في بعضه دون أي تردد، ويمهدون لمنهج جديد في أصول الفقه ألا وهو الاستنباط من الرؤى !! الضحك على العقول دون أي ذرة احترام لمقام رسولنا الكريم ﷺ، فالكذب شيء مهم في عقيدتهم، طالما أنه يصب في مجرى الفتن ووادي الدمار والخراب، والسؤال ما الفائدة من صياغةِ الرؤى والأحلام بأسلوب الفتنة والتحريض تجاه الدولة وأجهزتها الأمنية، بحيث تظهرها بمظهر المؤذي المضطهد الذي لم يسلم من أذاه أحد لدرجة تصور فيها القبضة الأمنية، وقد آذت حتى نبي ﷲ ﷺ؟!
ما زلنا نتذكر مشايخ تنظيم الإخوان المتأسلمين دعاة الفتنة الذين صدحوا بقصص رؤاهم وأحلامهم في رابعة العدوية وغيرها من المنابر لإثارة الشعوب، فالكذب واستغباء العقول ديدن لا ينفكون عنه.
وبما أن من رأى النبي ﷺ في منامه فقد رآه حقيقةً، فهل من المعقول أن الرسول ﷺ الذي وضع لنا سنته النبوية نهتدي بها إلى جانب القرآن العظيم، أن تستفتيه في مسائل تركها لسنته وسنة الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم من بعده، واجتهد فيها من اجتهد من علماء السلف الصالح رحمهم الله ومحل اجتهاد من علماءِ عصرنا، لتقول لنا بأن النبي ﷺ قد أعطاك فتوى يا سلمان العودة !! أو لا تعلم بأن المشرع يفصل لا يفتي أيها الداعية؟!
وما زلنا نتذكر مشايخ تنظيم الإخوان المتأسلمين دعاة الفتنة الذين صدحوا بقصص رؤاهم وأحلامهم في رابعة العدوية وغيرها من المنابر لإثارة الشعوب، فالكذب واستغباء العقول ديدن لا ينفكون عنه، ولا يصبرون دون اللجوء إليه وسيلةً للوصول إلى أهداف تنظيمهم الخبيث من خلال جمع أكبر عدد من التابعين والمستعطفين.
كنا ومازلنا نحذر دائماً وأبداً من هذا التنظيم وأتباعه، الذين يفصلون دينهم على مقاس دنياهم ، وكيفما شاؤوا وحسب ما يبتغي تنظيمهم، فتجدهم يدعون للجهاد وأبناؤهم يتمتعون برغد العيش في أوروبا وأمريكا وفي كنف أرقى الجامعات، فمنهم من يبكي ويُبكي من يسمعه ويشاهدهم وهو يصف حال الفقراء من العرب والمسلمين، ويستغل أدنى مصيبة تحل بأمة الإسلام ليذرف الدموع ويهيج القلوب طالباً التبرعات والدعم للفقراء والمساكين، وما أن يمتلئ حسابه البنكي بالمال يختفي ولا يدري المتبرعون أين ذهبت أموالهم، أذهبت إلى فقيرٍ محتاج أو مسكين أو مظلومٍ مستضعف، أم ذهبت لجماعات إرهابية تقتل المسلمين وتسيء للإسلام والمسلمين، والمضحك أن من ذرف دمعه ودفع ماله من كلام هذا الداعية يشاهد بأم عينه حال هذا الداعي حساباته الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي وهي مليئة بصور ومقاطع فيديو له ولعائلته وأصحابه يتفاخر فيها بألذ وأشهى المأكولات فوق طاولة طعام بيته التي لا يقل طولها عن 2 متر !! والقصر الذي يسكنه والحديقة الغناء التي يحتضن فيها أبناءه!!
من يتمحص حال هذا التنظيم وأتباعه سيدرك جازماً بأن هذا التنظيم لا يرى في الكذب ذنباً، طالما أنه يحقق المصلحة لهم ولتنظيمهم.
ناهيك عن حسابه البنكي الذي يعج بالملايين!!
وآخر تجده يدعو إلى الموت وترك ملذات الحياة الدنيا والزهد فيها، وهو لا يترك فرصة إلا ويطير جواً ليرفه عن نفسه في ربوع تلك أوروبا الخضراء ويشتري له منزلاً في تركيا ليقضي به عطلة الصيف القادم، ويسأله السائل عن الموت فيقول مازلت محباً للحياة ولا أرغب الموت!!
وآخر يقسم بأن ثقاةً قد أخبروه بأنهم قد شاهدوا الملائكة تحارب ضد قوات ذلك النظام، وأن النصر قادم لا محالة، وعندما ذهب ابن صديقه ليجاهد مع الملائكة لم يدع أحداً في تلك البلاد (الممر) إلا وتواصل معه ليتداركوا ابن صديقه الداعية قبل أن تطأ قدمه أرض الجهاد المزعوم!!
وحقيقةً فإن من يتمحص حال هذا التنظيم وأتباعه سيدرك جازماً بأن هذا التنظيم لا يرى في الكذب ذنباً، طالما أنه يحقق المصلحة لهم ولتنظيمهم، وطالما أن الكذب في نظرهم ( كما يوهمون أنفسهم وأتباعهم ) بأن خلفه الخير العظيم للإسلام والمسلمين، وما خلفه سوى الخزي والعار والفساد والدمار، ولعل أفضل سلاح يستخدمه دعاة الإخوان المتأسلمين هو الانتشار الواسع في المنصات الإعلامية مدفوعة الثمن، والمبرمجة لأهداف معينة، مستخدمين ذخيرة مؤثرة وذات مفعول قوي جداً ألا وهي ( جلد الذات ) فيتميزون في التركيز على السلبيات بشكل عجيب ومثير للفتنة وعلى غير الحقيقة، فهم يدركون أننا نحن العرب لا يقدر على هزيمتنا سوى أنفسنا، وأنه لن تقوم لنا قائمة طالما أن فينا ومنا وعندنا وعلينا من السلبيات والآثام ما لا يغفر ولا يستقيم بها حال، والأغرب أن جلد الذات والانتقاد والإنكار يصب بشكل مباشر وفير مباشر على ولي الأمر وبشتى الطرق، وأن هذا الانتقاد ينطبق فقط على دولهم وولاة أمرهم، أما الحاكم المخلص لتنظيمهم وابن تنظيمهم إذا ما وجد في عهده ما انكروه على حكامهم وولاة أمرهم، فإنهم لا ينكرون عليه شيء من ذلك، بل يمجدونه على المنابر ويعتبرون فعله ذلك دهاءً وحنكة، ومن باب التمكين حتى تأتي ساعة النصر المبين!!
ونحن لن ننسى التحريض والتزوير والفتنة التي سعى ويسعى خلفها دعاة الفتنة، ولن يتمكنوا من إغفالنا باختفائهم لفترات طويلة (كل ما فضحت مخططاتهم وسقطت أقنعتهم) عن المشهد، ثم رجوعهم وبكل قوة إليه بمعسول الكلام والمدسوس في حلاوته السم، كلام جميل لا يحيد عن قال ﷲ ﷻ وقال ﷺ، وذلك بهدف استعطاف القلوب وتلميع ما أغبر من ملامحهم في عيون المشاهدين والمتابعين، ولن ننسى استغلالهم للدين لاستعطاف القلوب وكسبها وغرس الحقد على ولاة الأمر وتراب الوطن باسم الوعي والتنوير ذهاباً نحو الديمقراطية الحقة!!
متى سيستوعب المشاهد العربي أن ما يقع بين يديه من رسائل صوتية ومرئية تمجد الغرب وتلعن وتجلد العرب هي من صميم عمل هذا التنظيم، الذي يعكف الليل بالنهار يحيك الجمل بالعبارات، تمجد أفعال غير العرب وتجعل منهم مثالاً لا يمكن للعربي وضع ولاة أمره في ميزان المقارنة معهم، ويرسلها بكافة الوسائل إلى العرب والمسلمين، ليحبط من عزيمة الشباب ويشعرهم بالنقص والتخلف ويجعلهم في قوقعة الضمير وتأنيبه، حتى يصلوا إلى خط الهلاك النفسي، الذي يرهق العقل فيجعله مطيةً لفتاويهم وتحريضهم، ومتى سيدرك المشاهد العربي أن عرابي الديمقراطية من تنظيم الإخوان المتأسلمين لا يقدرون على أن يقدموا ربع ما قدمه أسوأ وأطغى حكام العرب لشعبه، فما بالكم بأفضل الحكام وأرقاهم وأجودهم مع شعبه ودولته!!
ومتى سيدرك العرب بأن الطيبة الزائدة والعاطفة المبالغ فيها سلاح مضاد يستخدمه هؤلاء للعبث في أمننا وأوطاننا، ومتى سندرك أن لا نهضة لنا إلا بنبذ السلبيات من حياتنا وتجاهلها، وتعزيز كل ما هو إيجابي وكل ما هو مدعاةٌ للفخر والاعتزاز حتى نصل إلى ما وصل إليه غيرنا، ومتى سندرك بأن المستقبل لن يبتسم لنا ما لم ندرك قوله تعالى:
{إن الحسنات يذهبن السيئات}.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة