انتشرت في الآونة الأخيرة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة وخاصة تويتر تُحارب فيها الوطن والرموز الإماراتية، وللأسف تظهر بأسماء إماراتية وتدّعي أنها هاربة من العنف والظلم الذي لاقته في البلاد، وفي الواقع هذه الحسابات لا تحمل إلّا التطرّف وتُعزّز
انتشرت في الآونة الأخيرة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة وخاصة تويتر تُحارب فيها الوطن والرموز الإماراتية، وللأسف تظهر بأسماء إماراتية وتدّعي أنها هاربة من العنف والظلم الذي لاقته في البلاد، وفي الواقع هذه الحسابات لا تحمل إلّا التطرّف وتُعزّز من وجودها بصورة غير قانونية .
إنهم يُرّوجون لفِكرٍ بطريقة مُنذِرة بالخطر ، و ذلك في بثّ سُمومهم بدون تغذية أمنية قانونية تُساهم في إحداث الضرر وتُلحق بفِكرِ الشباب ، ومن الواضح انتحالهم لشخصيات افتراضية في مثل هذه المواقع ليسهل عليهم الصيد في الماءِ العكر كما يُقال وذلك لأن أغلب المثُقفيّن وعامة الشعب يستخدمون هذه المواقع لإضفاء لمسة الصدق في مواضيعهم الخيالية والتي لا تستند للصحة البتّة، وللأسف هناك أياد وعقول تحمل تلّوث فكري لنشر الأخبار المكذوبة والمُختلقة في حساباتهم وحتى إن حملت اسماً حقيقيا وذلك لتمويه الناس البسطاء بأن كافّة فِئات الشعب تُنادي بالتحرّر.. وساء ما يفعلون وساء ما يكتبون !
ولو تساءل الكثير عن الدوافع التي من وراء هذه الحسابات فلن يخفى عليه أنها واضحة للعَيان ولا تحتاج إلى تفسير، ألا وهو تشويه اسم (الإمارات) في عُيون العالم، وهل الإمارات كاسم ارتقى بعلمه وفكره بحاجة لمُبررات ليعرفه العالم من سوء ما يُقال عنه !! الإمارات اسم صعب في هذا الوقت بات ملفا ينفرد عن غيره بما يحوي من مُقومات الحضارة من فكر وأدب وعلم وثقافة وإنسانية وفلسفة في سياسته نابعة من عبقرية قادة، فلسنا بحاجة لمن يُقيّمه طالما أنه تفّوق بدرجة امتياز، ويستحيل تقليص دور و وجود دولة بحجم الإمارات والتي تُقام فيها المُؤتمرات والندوات والقِمم الحكومية العالمية والمسابقات في شتّى المجالات، وتعتبر بحقّ هي (مركز العالم) دون مُنازع، بحيث استحالة تهميشها من قِبل جهلة مُغرضين يبتاعون الكلام لإرضاء أهوائهم، لهذا لا أستبعد هذه الأيادي المُلوّثة بالخيانة في طرح مواضيعهم في مثل هذه الحسابات لنُصرة نزعة الجُبن والجهل الذي تكتسيه شُخوصهم الوهمية .
ولن نُنكر دور رجال الأمن في ردع مثل هذه الفئات والحدّ من انتشارها وأن الاعتقالات الوقائية في تمشيط لمثل هذه الجماعات باتت تجري على قدمٍ وساق، وندعو الله تعالى أن تكون هذه الروادع القانونية من رجال الدولة وأمنها كالسيّف القاطع على رقابهم .
و لا أعرف سرّ هذا التخبّط العشوائي في زرع الفِتن بين فئات الشعب وهم يُمجدون التطرّف وكأنه دين مُستّقل و يُخضعون له الولاء من دون الله، فهم يتّوهمون بأن لهم ذكاء مُتوّقدا أو إحساسا بالمسؤولية أو أنهم يحملون همّ وطن، ولكنهم في الحقيقة شديدو الحرص على أن تصل كلمتهم إلى الناس من شرائح المجتمع، وجميع محاولاتهم الإصلاحية لها دوافع سياسية ويمشون الخُطى لمن سبقهم لكن في الخفاء، و لا ألتمس العذر لمن يُروجون لهم بطريقة غير مباشرة لأنهم بهذا العمل الجبان يساعدون في خيانة الوطن فكرياً .
ومن قوانين الردع بند تحت مُسمى غرس احترام القانون، فأي احترام يتبعون طالما يعيثون في الأرض فسادا ويُنادون بالتمرّد والعصيان وينشرون الأكاذيب ويُلّفقون القصص والروايات الباطلة عن وُلاة أمورنا ظنّاً منهم أن الناس ستتعاطف معهم! ! وبما أن قُدسية القانون ودستوره يفرض على الجميع الخنوع والرضوخ له، فعلى الجميع يسري هذا البند و ليس لفئة دون أُخرى، و لأن دستور دولة الإمارات جُلّ أحكامه مُستمدّة من الشريعة الإسلامية فلا أعرف أي منطق يستندون عليه وهم يُمارسون الكذب علانية مُستغلّين ضعاف النفوس والقلوب وخُبثاء الفكر، وما هم إلّا حُثالة خانوا الوطن ومجّدوا أعداءه فتراهم يتعطّشون لإراقة دماء الحرية على أرض الوطن بأقلامهم الجارحة للسُلطة وقامات الوطن والعابثة برموز الدولة .
استخلصت شخصياً من هذه الحسابات الوهمية في أقوالهم وادّعاءاتهم معنى (خيانة وطن).. فهم في مُجمل أقوالهم لا يُدافعون عن قضية جوهرية
وإن كانوا يتحججّون ببعض الفئات المُتمرّدة التي لاقت عِقاباً رادعاً لقمعها الدستور وقوانينه، فهذه الحجج ليست إلاّ ملاذاً للهروب من تطبيقه وهي أعذار واهية لا صحّة لها لأن الدولة لا تُعاقب إلّا من نال من أمنها وأمن شعبها وركَن إلى عقلية بائسة جرّته إلى الوقوع في المحظور مُتوّهماً أنه يسير في الطريق الصواب ويحاول أن يُلّوث عقول الآخرين بأفكاره، و بما أنهم يُوهمون الناس أنهم على حق فيستحيل أن تُدَمج سياسة العنف والتطرّف وهو ما ينعقون به مع سياسة الدستور _ دستور الإمارات_ الذي يأخذ ويستمدّ أحكامه من التشريع الإسلامي وتتلّخص تشريعاته من مبادئ الإسلام في التسامح والعدالة والمرونة في تطبيق الأحكام على عكس ما يُنادون به في التشدّد والتنطعّ .
لقد وضعت الدولة بقيادة حكومة رشيدة كل تدابير الحيطة والحذر والقوة لإغلاق منافذ تمويل هذه الجماعات المُتطرّفة وكفّ كل سُبل إثارة الفتنة لعقول الشباب الباحثة عن الحقيقة من خلال تقييم المخاطر الناجمة عن تكاثرها كالنمل!! وفي اُطر الأمن والأمان الذي صنعه قادتنا ورجال الأمن مُنحت الأقلام الوطنية التفويض الكامل للدفاع عن الوطن، وقد تجد هذه الأقلام المُتنفّس الوحيد لها بالكتابة للتصدّي للأقلام البذيئة وكل ما نصبو إليه هو الولاء و الطاعة لقادتنا بعيداً عن التعصّب والتشدّد ومُجاراة عُقول تحمل أفكارا متطرّفة .
ولقد استخلصت شخصياً من هذه الحسابات الوهمية في أقوالهم وادّعاءاتهم معنى (خيانة وطن) فهم في مُجمل أقوالهم لا أعتقد أنهم يُدافعون عن قضية جوهرية! فالوطن مَحمّي ومحفوظ بفضل من الله ثم من قِبل قادة عباقرة لهم هيبة المُلوك، فكيف يدعّون أن وطنا بأكمله ينزف دماً والموضوع كله لا يتعدّى جرح جندي قام بخيانة قائده فنال عقابه وقامت غِربان القبيلة بالبكاء عليه في احتفال زائف ومُعتم ، فهل هذا عذر لإقامة جيوش وحملات إرهابية على هيئة حسابات الكترونية تُدار في الخفاء من مُمولّي الحروب النفسية لإعاقة مسيرة وطن !
هل تخيّلتم حجم الغباء الذي يحاولون أن يتلّمسون له العذر ! و هو عذر الظالم في ثوب المظلوم !! وهذه الفئة الخائنة تُمارس أفعالها بشكل انفرادي لكنهم يجعلون من الفرد جيشا لإثبات أن الكثرة ستغلب الشجاعة !! وهل استمرارية الحرب بهذه
الطريقة النكراء تُعطيهم الحق في وضع وطن بقوةِ دولة الإمارات تحت أقدامهم ! خسئوا وخاب مسعاهم، والدليل على فشلهم أن أُسسهم التي يسيرون عليها ونهجهم الأعوج لا يحمل في طياته إلا الدمار لهم بإذن الواحد الأحد، ومن هنا أدعو كل مواطن غيور ألّا يُحاول أن يقرأ في مثل هذه التُرّهات والتي أراها شخصياً تُنافس الإسرائيليات في الكذب واختلاق قصص وهمية وعند صُعودها ورواجها لن تندرج إلاّ للصعود للهاوية فهي سترتفع كفقاعات تعلو لكن سرعان ما تختفي رُويداً رُويداً .
فهنيئاً لنا دولة اسمها الإمارات العربية المتحدة.. وهنيئاً لنا قادة يُمسون و يُصبحون وكل همّهم الحفاظ على الأمن لمواطنيها، فهل بعد نعمة الأمن _الذي يفقده الكثيرون_ نحن بحاجة لشيء آخر؟.. الحمد لله على نعمة اسمها الإمارات حكومة وشعباً .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة