تغير المناخ تحد كبير لعرش الموضة.. وخفض الانبعاثات السبب
تعهدت أوساط الموضة خفض انبعاثات من غازات الدفيئة إلى النصف بحلول 2020.
لكن يبدو أن هذا الأمر كان أمرا صعبا وهو ما أقر به ممثلو هذا القطاع في مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) بأنه كان من الصعب تحقيق هذا الهدف.
وكانت نحو 30 شركة في 2018 قد وقعت ميثاق قطاع الموضة حول التحرك المناخي في كوب 24 في كاتوفيتسه في بولندا، الذي نص على خفض الانبعاثات بنسبة 30% بحلول 2030 وبتحقيق الحياد الكربوني في 2050.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021 حدد الموقّعون هدفا أكثر طموحا بخفض انبعاثاتهم بالنصف بحلول نهاية العقد الحالي.
ومنذ ذلك الحين، انضمّت أكثر من مئة شركة إلى هذا الميثاق بينها شركات كبيرة في قطاع الموضة مثل السويدية "إتش أند أم" والإسبانية "إنديتيكس" التي تملك ماركة زارا، فضلا عن مجموعات رياضية مثل "أديداس" و"نايك".
الحياد الكربوني
ويشكّل هدف تحقيق الحياد الكربوني في العام 2050 تحديا كبيرا لهذه الشركات التي تعتمد على سلاسل إمدادات واسعة تشمل مزودين ومنتجين منتشرين في العالم بأسره.
وتساءل ستيفان سيدل المسؤول عن الاستدامة في ماركة بوما في جلسة نقاش حول الموضة والتغير المناخي "هل حققنا ذلك؟ لم نفعل بعد، هل نحن على المسار الصحيح؟ أقول.. ربما".
وكان هذا القطاع مسؤولا عن 4% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم في 2018، أي ما يعادل إجمالي انبعاثات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وفق شركة "ماكينزي" الاستشارية.
إلا أن المشكلة الرئيسية تتمثل في أن 90% من الانبعاثات تتأتى من مزودي ماركات الموضة وفق منظمة "غلوبال فاشن أجندا" التي لا تبغي الربح.
التعاون مطلوب
يشكّل تحويل كل سلاسل الإنتاج وفرض معايير مناخية لمزودي المواد الأولية ومصانع الإنتاج، مهمة ضخمة جدا.
وقالت ليلى إرتور مسؤولة الاستدامة في ماركة "إتش أند أم" "لدينا أكثر من 800 مزود".
وأكدت ماري-كلير دافو مسؤولة الاستدامة في مجموعة "كيرينغ" للمنتجات الفاخرة التي تضم ماركات مثل "غوتشي" و"إيف سان لوران"، "حتى نحن لسنا بالحجم الكافي لتغيير كل سلاسل الإمداد لذا فإن التعاون أساسي".
وشدد المصري علي النويرة الذي يملك مصنعا خلال نقاش في مؤتمر المناخ على صعوبات المزودين في مناطق قد تشهد غياب هيئات إصدار شهادات مناخية.
وأوضح "عندما ننتج علينا أن نحصل على كل الشهادات الضرورية، وهذا الأمر صعب للغاية ومكلف، وعندما أقول إن الأمر صعب أعني بذلك أن بعض هيئات إصدار الشهادات غير موجودة أساسا في مناطقنا".
وأضاف "ننتج لماركات أخرى في أوروبا وأماكن أخرى (...) ونتعرض لضغوط لكي تكون لدينا الشهادات ولخفض أسعارنا أيضا فيما يستمرون هم في حصد الأرباح".
وأكد دلمان لي نائب رئيس "تال أباريل" أن ماركته التي مقرها في هونج كونج باشرت عملية نزع الكربون قبل عقد.
لكن مع فروع في إثيوبيا وفيتنام تشكّل الضوابط المختلفة تحديا.
وأوضح خلال مؤتمر كوب27 "سلوك طريق تحقيق الحياد الكربوني هو فعل إيمان، إذ نباشر شيئا لا نعرف كيف سنحققه".
انتشار أفضل بالدول المتطورة
وقال نيكولا مازيي مسؤول الاستدامة البيئية لدى ماركة زيلاندو الكبيرة في التجارة الإلكترونية إن تغيير الثقافة على صعيد الشركات بدأ يتحقق في الدول المتطوّرة.
وأضاف بحماسة "تقدم بعض المصارف الكبيرة نسب فائدة أقل على القروض التجارية إذا تعهدت الشركة تحقيق الحياد الكربوني".
وتابع "إذا قامت الشركة بهذا التحول فإن كلفته ستكون معدومة تقريبا بسبب نسب الفائدة المتدنية جدا".
إلا أن المزوّدين لا يحظون بالفرص نفسها.
وأوضحت كاترين شيو نائبة رئيسة الاستدامة في ماركة كريستال غروب الصينية ومقرها في هونج كونج "نحتاج إلى كمية أكبر من الطاقة المتجددة مقارنة بالماركات، حتى لو وضعنا ألواحا شمسية في مصانعنا العشرين كلها سيمثل ذلك 17% فقط من استهلاك الطاقة في مجموعتنا".
وأقر ستيفان سيدل بهذه الصعوبات، موضحا "نحتاج أن يتمكن مزوّدونا من الوصول إلى طاقة متجددة خارجية".
وأكد ديلمان لي "القطاع الخاص يقوم بالجزء الذي يقع على عاتقه، لكن الهيئات الناظمة تتقدم بوتيرتها الخاصة".
aXA6IDMuMjMxLjIxOS4xNzgg جزيرة ام اند امز