دراسة تحذر من "كارثة".. العالم أقرب إلى فقدان التنوع البيولوجي
"الوقت ينفد" عبارة تحذيرية رددها كثير من المسؤولين في الآونة الأخيرة، بشأن التغير المناخي الذي يدمر كوكب الأرض.
وأثار بحث جديد مخاوف عدة بشان الوقت المتبقي لإنقاذ الأرض، حيث أكد أن الأهداف العالمية الطموحة التي تهدف إلى وقف التدهور في الطبيعة قد تكون بالفعل "بعيدة المنال".
ومع اقتراح العلماء أن منع حالات الانقراض قد يتطلب وقتًا أطول مما كان متوقعًا في السابق، فإن الإجراء الفوري ضروري لمنع أهداف التنوع البيولوجي العالمية من أن تصبح غير قابلة للتحقيق.
في ديسمبر/ كانون الأول، وافقت ما يقرب من 200 دولة على وقف التدهور في الطبيعة بحلول نهاية العقد، ووضع أهداف طموحة لوقف فقدان التنوع البيولوجي وحماية 30% من الأراضي والبحار بحلول عام 2030.
ومع ذلك، وفقًا للدكتور روبرت فريمان من معهد علم الحيوان في لندن، يسلط التحليل الضوء على أن تحقيق الأهداف أصعب مما نعتقد "نحن بحاجة إلى التصرف بشكل أكثر إلحاحًا وبسرعة أكبر، ومعالجة المزيد من الأشياء لتحقيقها".
الدراسة، التي نُشرت في Proceedings of the Royal Society B، حللت الاتجاهات في مجموعات أكثر من 600 نوع من الطيور والثدييات.
واكتشف الباحثون أن جهود النمذجة السابقة قد أهملت إلى حد كبير الفترات الزمنية لعقود من الزمن قبل أن تصبح تأثيرات الدوافع مثل تغير المناخ وفقدان الموائل سارية المفعول.
تشير هذه النتيجة إلى أن العالم قد يكون أقرب إلى حافة فقدان التنوع البيولوجي مما كان يعتقد في البداية.
وقال الدكتور فريمان لـ"بي بي سي نيوز": "لقد رأينا آثارًا متأخرة تصل إلى 40 عامًا للثدييات والطيور الكبيرة.. وهذا يعني أنه كلما طال انتظارنا لاتخاذ إجراء، كلما استغرق الأمر وقتًا أطول لرؤية أي نوع من الاستجابة".
ورغم الاكتشافات الواقعية، يشير البحث أيضًا إلى أن العمل الفوري بشأن قضايا مثل الصيد غير المستدام والإفراط في استغلال الموارد الطبيعية يمكن أن يؤدي إلى فوائد فورية وبعيدة المدى.
في محاولة للتصدي لأزمة التنوع البيولوجي، وقعت 188 حكومة، بما في ذلك المملكة المتحدة، اتفاقية تاريخية في ديسمبر، تلتزم بالأهداف العالمية لعام 2030، وتتراوح هذه الأهداف من تقليل هدر الغذاء العالمي بمقدار النصف إلى الإلغاء التدريجي للإعانات التي تؤثر سلبًا على التنوع البيولوجي.
يؤكد البحث الجديد أهمية اتخاذ إجراءات سريعة وشاملة للحفاظ على التنوع البيولوجي للكوكب وضمان صحة النظم البيئية للأجيال المقبلة.