تغير المناخ في البراري.. لماذا تبكّر الطيور المهاجرة مواعيد رحلاتها؟
أظهر بحث جديد في كندا تأثيرات لتغير المناخ على هجرة الطيور، التي أصبحت تبكّر مواعيد هجرتها الموسمية للتكيف مع ارتفاع الحرارة.
ويأتي المشروع البحثي "التغيرات المناخية في البراري" للتركيز على التغيرات المناخية والجوية. وأدلت عالمة الأرصاد الجوية كريستي كليمنهاغا بدلوها في المشروع لشرح تأثير هذه التغيرات على الحياة اليومية.
ومع حلول فصل الربيع، استأنفت الطيور رحلاتها الموسمية، وفي كندا بدأت نحو ثلاثة أرباع الطيور البرية في سلك مسارات الهجرة، ومع تسجيل المزيد من التطرف في الطقس لا تجد الطيور حصنًا ضد هذه التغييرات.
وفي كندا، تقطع بعض الطيور مسافات طويلة للهجرة إلى أمريكا الجنوبية مثل طيور النقشارة والأوريول، والبعض الآخر يبقى أقرب ويهرب من البرد إلى الولايات المتحدة ومنها روبينز والشحرور والبط البري.
تغير المناخ والطيور المهاجرة
ويبقى السؤال: كيف يؤثر تغير المناخ على الهجرة في البراري؟ وماذا يمكن أن نتوقعه في المستقبل؟ ففي أجواء الطقس البارد تلجأ العديد من الطيور البرية إلى الهجرة في أشهر الشتاء إلى مناخات أكثر دفئًا.
ويقول جيف هولرويد، رئيس مرصد بيفيرهيل للطيور في مدينة توفيلد بمقاطعة ألبرتا الكندية: "الطيور الأكثر صلابة مثل طيور العقعق، وطيور القرقف رغم صغر حجمها، لديها طرق للتعامل مع البرد".
وهناك بضع مئات من أنواع الطيور التي تهاجر إلى المناخات الأكثر دفئًا، وتتلقى هذه الطيور إشارات من الطقس المحلي أو ساعات النهار لمعرفة موعد الهجرة وموعد العودة، اعتمادًا على المسافة التي ستذهب إليها.
وقد تتأثر مسارات الطيور المهاجرة بالجبال والأنهار والمدن والطقس العاصف، ومع تغير المناخ تلجأ غالبية الطيور إلى التخلي عن أنماط الهجرة هذه، فبعضها يصل مبكرًا بسبب درجات حرارة الربيع المبكرة في كندا.
تبكير هجرة الطيور
ويقول "هولرويد"، الذي يعكف على دراسة طيور مقاطعة ألبرتا منذ نحو 4 عقود: "تصل الطيور الزرقاء الجبلية إلى كندا الآن قبل 19 يومًا مما كانت عليه قبل 60 عامًا، وفي الخريف تتأثر رحلة عودة الطيور".
ويضيف لموقع "cbc" الكندي: "البوم المنشار الذي نصطاده في مرصد بيفيرهيل للطيور يهاجر متأخرًا، بعد يوم ونصف في كل عقد"، محذرًا من أن هذه التغييرات الطفيفة تنطوي على مخاطر بالنسبة لمعظم الطيور.
ويوضح: "إذا وصلت الطيور الزرقاء مبكرًا وتعرضت لعاصفة ثلجية متأخرة فقد تكون في ورطة، ويمكن أن تموت أسراب كاملة في طريقها إلينا، وإذا تعرض البوم لعاصفة ثلجية مبكرة في الخريف وتم خداعها للاعتقاد بأنها تستطيع البقاء والهجرة في وقت لاحق، فقد يتسبب ذلك أيضًا في وقوعها في مشكلة".
ويعتبر "هولرويد" أن الخريف الماضي في مقاطعة ألبرتا الكندية كان خير مثال على هذه المخاطر، ويقول: "سجلت المقاطعة درجات حرارة دافئة قياسية في أكتوبر/ تشرين الأول، وتلاها برد شديد في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني، وإذا كان طائرًا يتشمس في هذا الدفء ووجد نفسه فجأة في البرد فهنا تكمن المشكلة".
توقيت الهجرة
يعد توقيت هجرة الطيور أمرًا بالغ الأهمية، خاصة عندما تعود الطيور إلى كندا في فصل الربيع، وتقول باربرا فراي، عالمة البيئة وتغير المناخ والمتخصصة في هجرة الطيور: "إنه سباق للوصول إلى الأماكن الرئيسية للتكاثر والحصول على أفضل الأراضي".
وتضيف: "بالنسبة للطيور التي تسافر إلى مسافات أطول وتطورت لاستخدام طول ضوء النهار للهجرة إلى الشمال، فإنها تصل متأخرة، وهو ما يؤدى إلى ما يسمى عدم التطابق، ويعني هذا أن الطيور تخطئ في التوقيت عندما يحل الربيع الآن، مقارنةً بكيفية انقضاء الوقت تاريخيًا".
التكيف مع الحرارة
وللتغلب على هذه التغيرات، تحاول بعض الأنواع الذهاب أبعد ما يكون إلى الشمال، وفي بعض الأحيان قد تتوجه إلى أماكن لا توفر لها الموئل المناسب، وبعض الطيور ستبدأ في التحرك أعلى الجبال بحثًا عن درجات حرارة أقل، لكن هذه التغييرات تعني مخاطر جديدة للطيور.
وتقول "فراي": "هذا النوع من عدم التطابق المستمر مجرد مثال واحد من الألغاز التي تواجهها الطيور".
وختمت: "لقد أصبحت الطيور أصغر حجما وذات أجنحة أطول، وهذه التغييرات لها إيجابيات وسلبيات، فقد تساعدها على الطيران بشكل أفضل فضلًا عن تنظيم حرارتها في هذه الظروف الحارة، ولكنها على الجانب الآخر تقلص احتياطي الطاقة لديها".
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA= جزيرة ام اند امز