"زراعة الأسطح".. فكرة مصرية لمواجهة تغير المناخ والانبعاثات الكربونية (حوار)
فكرة جديدة راودت مجموعة من طلاب الفرقة الرابعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة لتقديم الدعم البيئي، وللتغلب على آثار التغير المناخي.
اختار 16 طالبا وطالبة من قسم العلاقات العامة والإعلان الشعبة الإنجليزية "زراعة الأسطح" موضوعا لمشروع تخرجهم، للتوعية بأهمية زراعة الأسطح وتشجيع المواطنين على استغلال المساحات الفارغة داخل منزلهم لزراعة مختلف النباتات، لتقليل الآثار السلبية للتغير المناخي والانبعاثات الكربونية.
وتواصلت "العين الإخبارية" مع فيرينا ملاك أحد أعضاء فريق المشروع، لتكشف السبب وراء تقديم هذه الفكرة، والفائدة التي ستعود على المجتمع في حالة تطبيق هذا المشروع على أرض الواقع.
وتحدثت فيرينا ملاك خلال حوارها عن مختلف النباتات التي يمكن زراعتها على الأسطح، وكيف لاقت هذه الفكرة تشجيعا ودعما كبيرا من وزارة البيئة المصرية، خاصة أن فكرة مشروعهم تسلط الضوء على الفوائد البيئية والاقتصادية والنفسية والصحية لزراعة الأسطح.. وإلى نص الحوار:
ما هي الفكرة الرئيسية التي يدور حولها مشروع تخرجك؟
زراعة الأسطح واستغلال جميع المساحات الفارغة في المنازل للزراعة، فهي تعد فكرة جيدة لمواجهة تغير المناخ، فمن ناحية تضيف في مساحات الزراعات الموجودة، وهو أمر مهم للبيئة، ومن ناحية أخرى تعطي شكلًا جماليًا للأسطح، كما أن زراعة أنواع عديدة من الخضروات والفواكه من الممكن أن تكفي الاستهلاك المنزلي ويكون لها مردود اقتصادي.
ما السبب الذي دفعك أنتِ وزملاءك لتقديم مثل هذا المشروع؟
هناك عدة أسباب جعلتنا نفكر في طرح هذه الفكرة وجعلها فكرة مشروع تخرجنا، أهمها استضافة مصر الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف "cop 27"، حيث إن الجهد في مصر بشكل خاص والعالم بشكل عام يتمحور في اتجاه التخضير والتشجير لإنقاذ البيئة.
فالدولة باتت ترسخ لقيمة الحفاظ على البيئة، وتطوير القطاع الزراعي، من نواح زراعية ومجتمعية وبيئية.
فالهدف الأساسي من مشروعنا هو مواجهة ظواهر بيئية منها التغير المناخي، ونأمل في أن يلقي المشروع بظلاله على البيئة بشكل كبير في الفترة المقبلة.
ويساهم المشروع في حال تطبيقه في أن كل مواطن يستطيع من خلال هذه المبادرة توفير بعض احتياجاته المنزلية، واستغلال المساحات الفارغة، كما يضمن جودة المنتج الذي يقوم بزراعته بنفسه.
ما الفائدة التي ستعود على المجتمع في حالة تطبيق هذا المشروع على أرض الواقع؟
تطبيق المشروع على أرض الواقع سيتسبب في فوائد عديدة، من الناحية البيئية: سيعمل على زيادة إنتاج الأكسجين والذي بدوره سيتسبب في تقليل الانبعاثات الكربونية التي أصبحت متزايدة في الآونة الأخيرة.
والمشروع سيخدم البيئة وصحة المواطن، فسيعمل على توفير بيئة صحية ملائمة خالية من الملوثات وانبعاثات الغازات، بالإضافة إلى ذلك فالمشروع له فوائد اقتصادية أيضاً، فمن الممكن زراعة بعض النباتات والمحاصيل التي قد تكفي الاستهلاك المنزلي ويكون لها مردود اقتصادي.
هل تقومون بعرض ما توصلتم إليه في المشروع على متخصصين في مجال البيئة؟
نعم. وزارة البيئة المصرية تقوم برعاية المشروع رعاية شرفية، وتمدنا بين الحين والآخر بإحصائيات وبيانات قاموا بجمعها مؤخراً، متعلقة بأمور التشجير والتحضير ونسبة الانبعاثات الكربونية، ومن المقرر أن نقوم بعمل حملات تشجيرية معهم في الفترة المقبلة سواء داخل كلية الإعلام جامعة القاهرة أو خارجها، وسنقوم بتطبيق المشروع على أرض الواقع في أكثر من مكان تحت إشرافهم.
ما العلاقة بين اختصاصك الأكاديمي وفكرة المشروع؟
مشاريع التخرج الخاصة بكلية إعلام نحاول فيها قدر استطاعتنا التركيز على مشكلة تمس المجتمع وتؤثر عليه بشكل كبير، ونعمل على تقديم حلول لها من خلال مشروعات التخرج، ونعمل على ربطها بوسائل الإعلام لتسليط الضوء عليها، ومن أبرز المشكلات التي وجدنا أنها بحاجة إلى تركيز أكبر من المواطنين والدولة هي مشكلة التغيرات المناخية، لذا قررنا أن تناقش فكرة مشروع تخرجنا هذه المشكلة، وعملنا على الترويج للحلول التي وضعناها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مثل: فيسبوك وإنستغرام وتيك توك، لتعميم الفكرة على مستوى أكبر بين فئات مختلفة، ونشر التوعية بأهمية زراعة الأسطح وحث المواطنين والنشء على فوائد التشجير ودوره في حفظ البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
أي النباتات يمكن زراعتها على الأسطح وفي المساحات الفارغة في المنازل؟
نتواصل مع وزارة البيئة باستمرار لمعرفة أي النباتات التي من الممكن زراعتها في المنازل وعلى الأسطح.
ففي مشروع تخرجنا قمنا بتقسيم هذا النباتات إلى 3 فئات، نباتات الزينة والورود بجميع أنواعها، والنباتات التي نحتاجها في منازلنا مثل النعناع والريحان والروزماري، ونباتات الظل داخل المنزل.
هل قام أحد أعضاء فريق مشروع التخرج بتطبيقه عمليا على أرض الواقع؟
نعم. عدد كبير من أعضاء فريق مشروع التخرج حاول تطبيقه وقمنا بزراعة بعض النباتات في منازلنا، بدأنا في نشر ثقافة زراعة الأسطح والتشجير في الدوائر المحيطة بنا بهدف التوعية بقضية المناخ والتغيرات المناخية.
هل قمتم بعمل حملات دعائية بعيداً عن السوشيال ميديا؟
نعم. قمنا بجولات عديدة في مدارس مختلفة للمرحلة الثانوية لتوعيتهم بضرورة الحفاظ على البيئة.
وقمنا أيضاً بحملات لتعليم الأطفال الزراعة، واعتبارها أمرا في غاية الأهمية، لأن تعليم الزراعة سيزيد من قدرة الطفل على تحمل المسؤولية، وهو ما سينعكس على تعامله مع البيئة حوله.
وما ردود الأفعال على هذه الحملات؟
في المدارس كانت ردود الأفعال سريعة من قبل جميع الطلبة، وفي الحملات الدعائية للأطفال استجاب عدد كبير من الأهالي وتواصلوا معنا ليشجعوا أطفالهم على تعلم الزراعة، ومازالوا يرسلون إلينا نتائج ما قاموا بزراعته، وسيساعدهم هذا الأمر على تنمية مهارات أطفالهم وزيادة وعيهم بضرورة الحفاظ على البيئة.
هل ستقومون باستكمال هذه المبادرات والحملات بعد التخرج؟
نعم. قرر فريق المشروع بأكمله عدم التوقف عن نشر هذه الفكرة والعمل على تنفيذها وتطويرها باستمرار، خاصة أن وزارة البيئة مرحبة بها وتعمل على دعمنا في جميع الحملات التي نقوم بها للتوعية بضرورة التقليل من المخلفات البيئية والغازات الضارة الناتجة عن تلك المخلفات من خلال زراعة الأسطح.
ما الهدف النهائي الذي يرجوه فريقك من خلال هذا المشروع؟
نأمل في أن تنتشر تلك الفكرة فى جميع أسطح كل منزل في مصر، خاصة أن مشروع زراعة الأسطح أصبح ضرورة ملحة فى ظل التغيرات المناخية التى يمر بها العالم أجمع.