خبير تنمية مستدامة يكشف تأثير "ساعة الأرض" على البيئة؟ (حوار)
ساعة الأرض 2023 حدث عالمي يشارك فيه الملايين، ويهدف إلى زيادة الوعي بالتغير المناخي وسبل الحفاظ على الطاقة.
كما تهدف ساعة الأرض لتعزيز مفهوم الشراكة تجاه أمن الكوكب، وتحقيق أهداف الحملة العالمية المتمثلة في ترشيد استهلاك الطاقة، وتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة وحماية موارد الأرض الطبيعية.
المهندس عماد سعد، خبير الاستدامة والمسؤولية المجتمعية والتغير المناخي السوري، أكد في حوار مع "العين الإخبارية" أن "ساعة الأرض" هي أكثر من مجرد 60 دقيقة لإطفاء الأنوار، فهي فعالية اتخذت بعدا عالميا لمواجهة مشكلة التغير المناخي.
وأشاد بدور دولة الإمارات العربية المتحدة ومكانتها الرائدة عالمياً في العمل المناخي والحفاظ على البيئة.
وإلى نص الحوار:
ما هي ساعة الأرض وكيف بدأت الفكرة؟
ساعة الأرض ليست حدثا دعائيا، بل هي فرصة للتأكيد أنّ السلوك الفردي يمكن أن يكون له تأثير جمعي، وأن أفراد المجتمع شركاء في مسؤولية تدهور كوكب الأرض.
بدأت حملة ساعة الأرض من مدينة سيدني الأسترالية عام 2007 فاستخدمت المطاعم شموعاً للإضاءة وأطفأت الأنوار في المنازل والمباني البارزة بما فيها دار الأوبرا وجسر هاربور، وبعد نجاح الحملة ومشاركة 2.2 مليون شخص من سكان سيدني انضمت 400 مدينة لساعة الأرض عام 2008، منها أتلانتا وسان فرانسيسكو وبانكوك وأوتاوا ودبلن وفانكوفر وفينكس وكوبنهاغن ومانيلا وسوفا (عاصمة فيجي) وشيكاغو وتل أبيب وتورنتو وأيضا مدن أسترالية مثل ملبورن وبيرث وبريزبان والعاصمة كانبيرا.
وكانت دبي أول مدينة عربية تشارك في ساعة الأرض عام 2009 تبعتها الرياض عام 2010، كما تم إطفاء أضواء بعض المباني البارزة مثل جسر جولدن جيت في سان فرانسيسكو وبرج سيرز في شيكاغو وملعب سولجر فيلد لكرة القدم وأيضا برج سي إن في تورنتو، وبرج العرب في دبي، وبرجي المملكة والفيصلية في الرياض.
وساعة الأرض تُقام في آخر يوم سبت من أيام شهر مارس/ آذار كل عام، وذلك من الساعة 8:30 حتّى 9:30 بالتوقيت المحليّ للدول المُشارِكة، يعمل على تنظيمه الصندوق العالمي للطبيعة "WWF".
وتتمثل أهداف ساعة الأرض بشكلٍ رئيسي في تشجيع الناس من حول العالم على اتخاذ مبادرات لترشيد استهلاك الكهرباء يومياً، إلى جانب المحافظة على البيئة ونشر الوعي لحماية الأرض، وهي الآن واحدة من أكبر الفعاليات البيئية في العالم، حيث يشارك فيها ملايين الأشخاص في أكثر من دولة حول العالم.
هل يؤثر إطفاء الأنوار لمدة ساعة على البيئة بشكل إيجابي؟
من حيث المبدأ التأثير المباشر لفكرة إطفاء الأنوار لمدة ساعة واحدة في السنة قليل جداً، بالقياس مع حجم الانبعاثات الغازية الناجمة عن الشركات والمصانع ووسائل النقل المختلفة، لكن لساعة الأرض هدف أعمق بكثير، فمنذ إطلاق الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) حملة ساعة الأرض في عام 2007، ألقت الحملة الضوء على قضيتي فقدان الحياة البرية وتغير المناخ.
وتعتبر المبادرة أداة قوية لتحفيز أفراد المجتمع على فعل شيء إيجابي ونشر الوعي المناخي بأهمية أن نبادر جميعاً "أفراد، شركات، مؤسسات" بالعمل على تقليل الانبعاثات الغازية بسبب استهلاك الطاقة جراء حرق الوقود الأحفوري، فتأثير ساعة الأرض أبعد بكثير من حدود الـ 60 دقيقة وهذه الفكرة تنمو باضطراد سنة بعد أخرى حتى باتت ضمن أجندة الفعاليات المعتمدة من قبل الأمم المتحدة.
كيف تؤثر ساعة الأرض على توفير الطاقة الكهربائية والمائية؟
ساعة الأرض بدبي حققت منذ انطلاقها عام 2008 وحتى العام 2021 وفورات تراكمية بلغت 3.12 غيغاواط ساعة أسهمت في تفادي نحو 1607 أطنان من الانبعاثات الكربونية.
في حين وفرت مصر في ساعة الأرض عام 2019، نحو 425 ميغاواط/ ساعة، والمقدر بنحو 508 آلاف جنيه، بـ242 ميغاواط/ ساعة خلال عام 2018.
ما توقعاتك لمستقبل مبادرة ساعة الأرض 2023؟
عاماً بعد عام يزداد عدد الدول التي تستجيب لهذه المبادرة، ففي عام 2020 وصل عدد الدول التي انضمت للمبادرة أكثر من 190 دولة حول العالم، ناهيك عن آلاف المدن المتفرقة هنا وهناك، ما يدل على القيمة المضافة التي حققتها مبادرة ساعة الأرض، وهذا مؤشر بحد ذاته على ارتفاع مستوى الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع في مختلف مدن العالم حيال التحديات التي تواجه الكوكب خصوصاً التغيرات المناخية وتبعاتها السلبية على مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
الزيادة السنوية في عدد المدن والأشخاص المشاركين تعتبر مؤشرا حقيقيا على فاعلية تقبل الناس في الدول المختلفة للمشاركة في ساعة الأرض.
الأثر الأكبر والرسالة الأهم التي تحاول هذه المبادرة إيصالها إلى عموم الناس أن الأعمال العظيمة تبدأ بممارسات بسيطة، وأننا جميعاً شركاء بالمسؤولية عن هذا الكوكب، وعليه يجب ألا نبخل على الأرض بالوقوف معها ولو لساعة واحدة بالسنة، وبالتالي نحن على يقين بأن هذه الحملة بما تتضمنه من رسائل إيجابية سوف تنعكس على ممارسات الفرد وتطبيقاته البيئية على مدار العام بشكل عام.