ليست مجرد 60 دقيقة.. كيف يشارك الأفراد بفاعلية في ساعة الأرض؟ (خاص)
من أجل إنقاذ الكوكب، تجتمع دول العالم في الثامنة والنصف مساء اليوم السبت، على إطفاء الأنوار في ساعة الأرض 2023.
ويستمر إطفاء الأنوار لمدة 60 دقيقة حتى التاسعة والنصف، في تحرك عالمي من أجل التضامن مع قضايا البيئة وزيادة الوعي العالمي بقضايا المناخ.
ولا يقتصر التضامن في ساعة الأرض على الحكومات والمؤسسات، إذ يعوّل الصندوق العالمي للطبيعة "WWF"، وهو الجهة المنظمة للفعالية، على الأفراد في إنقاذ الكوكب.
ويسعى الصندوق العالمي إلى تعظيم دور الأفراد في جميع دول العالم من خلال زيادة وعيهم بالتحديات المناخية الأكثر إلحاحا، وذلك عبر الممارسات اليومية في مسعى لترشيد استهلاك الطاقة.
وبدأ الاحتفال بساعة الأرض لأول مرة في أستراليا عام 2007 بمبادرة من صندوق "WWF"، وبهذه المناسبة تواصلت "العين الإخبارية" مع ناشطين بيئيين للتعرف أكثر على دور الأفراد في إحياء ساعة الأرض.
ساعة الأرض ودور الأفراد
في البداية، يقول الدكتور محمد عبدالمنعم، كبير المستشارين في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "FAO"، إن الأفراد عليهم دور كبير في قضايا البيئة والمناخ والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، ويبدأ هذا الدور من المنزل والمسجد أو الكنيسة والمدرسة والمصنع.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن دور الأفراد في قضايا البيئة والمناخ يتراوح بين التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة وترشيد استهلاك الكهرباء والطاقة قدر الإمكان، وتقليل التعرض للأجهزة الإلكترونية، فضلًا عن تناقل التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة وموارد الطبيعة.
وأردف: "من المهم جدًا أن يشارك الأفراد في هذه الجهود، لكن في رأيي الدور الأكبر يقع على الحكومات والمؤسسات ومتخذي القرار بوضع سياسات وقرارات لتحفيز المواطنين والمؤسسات على التحول إلى الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات وفقًا للأهداف الأممية للاستدامة".
سياسات لتحفيز الأفراد
من جهته، يقول حسن أبو النجا، الباحث والخبير الدولي في التنمية المستدامة والأمن المائي المصري، إن دور الأفراد يبدأ من الاستغناء عن السيارات التي تعتمد على المحروقات واستبدالها بالسيارات الكهربائية أو سيارات الغاز، فضلًا عن تشغيل المصانع بمصادر طاقة نظيفة بعيدًا عن المحروقات.
وأشار في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن دول الشرق الأوسط تعتمد بشكل كلي على البترول والغاز، مضيفًا: "يجب أن تعيد هذه الدول نظرها في هذا الأمر، ومؤتمر المناخ كوب 28 في الإمارات سيكون له دور كبير في زيادة الوعي العالمي بالبيئة، وستكون خطوة إلى الأمام".
واستبعد خبير التنمية المستدامة إمكانية تخصيص يوم كامل للأرض سنويًا أو نصف سنوي يشارك فيه الأفراد بممارساتهم في تخفيف الضغط على موارد البيئة، قائلًا: "أعتقد سيكون من الصعب تحقيق هذا الأمر لأن ساعة الأرض هي حدث رمزي والوعي لا يحدث من خلالها فقط، لأن الوعي يحتاج إلى حل شمولي بمعنى أن يكون عن طريق المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والأفراد، وقبل كل ذلك بسياسات حكومية واضحة".
وأردف: "يجب أن تفرض السياسات الحكومية على المواطنين تقليل الانبعاثات وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، ومحاسبة المواطنين على سلوكهم الضار بالبيئة، ومن الموضوعات المهمة زيادة المرونة والتكيف للمواطنين مع التغيرات المناخية، ورفع وعي الأفراد بالآثار البيئية المحتملة للتغير المناخي".
روتين من أجل البيئة والإنسان
صحيًا، يدعو الدكتور محمد حسني، أستاذ العيون بمستشفيات قصر العيني في مصر، إلى ضرورة تقليل التعرض للإضاءة وشاشات العرض الإلكترونية والهواتف الذكية، بحيث يقتصر استخدام الأخيرة على ساعتين فقط، تجنبًا للأضرار الصحية المتعلقة بضعف الرؤية وجفاف العين.
ويقول لـ"العين الإخبارية": "هذه الإرشادات يجب أن تكون "روتينًا يوميًا" لجميع الأفراد؛ من أجل صحتهم، وأنا أرى أن صحة الإنسان من صحة الكوكب، والإنسان جزء من البيئة، ولحفظ العين والصحة العامة يجب تقليل فترة التعرض للإضاءة العالية والشاشات قدر الإمكان، ومن يضطر للجلوس كثيرًا أمام الشاشة بحكم الوظيفة والعمل يجب عليهم اتخاذ وسائل وقائية مثل ارتداء نظارات حفظ النظر وقطرات الترطيب وبديلة الدموع".