ساعة الأرض 2023.. "تطبيقات الفيديو" وسيلة علماء لمحو "الأمية المناخية"
من بين المفردات المتداولة حديثا، ما بات يعرف بـ"الأمية المناخية"، وهو مصطلح يشير إلى عدم إدراك الكثيرين لأبعاد قضايا البيئة.
ويرى خبراء في مجال العمل البيئي أن "الأمية المناخية" تحتاج إلى مكافحة، إذا كنا نريد التعامل بجدية مع مشكلة التغير المناخي.
وبينما تقفز إلى الأذهان عند الحديث عن وسائل محو هذه الأمية، دعوات إقامة الندوات وإقحام قضايا المناخ في مناهج الدراسة، فإن هناك بعض العلماء يروجون بمناسبة الاحتفال بيوم "ساعة الأرض" عبر منصات التواصل الاجتماعي ومنها تطبيق "تيك توك".
ومنهم عالم الجليد بيتر نيف، والذي ظهر قبل مناسبة "ساعة الأرض" في مقطع فيديو، بشاربه المغطى بالجليد والقطرات المتجمدة، وهو يعرض على متابعيه، البالغ عددهم 220 ألفا، عينة من الجليد القديم المستخرج من تلال "آلان" في أنتاركتيكا.
وأوضح نيف في الفيديو وهو يقرب الكتلة الصلبة الشفافة من الكاميرا، أن هذا الجزء من الجليد الذي يأخذ شكل القطرات مغلف بفقاعات هواء صغيرة، وهي بقايا غلاف جوي عمره 100 ألف عام، وتحمل الغازات الدفيئة المحتجزة بالداخل معلومات ثمينة عن مناخ الأرض في الماضي، وانتقل من هذه المعلومة للحديث عن مناخ الأرض الآن.
ويستفيد عدد من العلماء من هذه التقنيات في تعزيز محو الأمية بشأن تغير المناخ، أو شن حملة للعمل أو مكافحة المعلومات المضللة المتفشية عبر الإنترنت.
ويقول نيف لوكالة الأنباء الفرنسية: "يسمح لي تيك توك بإعطاء الناس عدسة يمكنهم من خلالها تجسيد تجربة كونهم عالم مناخ في القارة القطبية الجنوبية".
ويضيف "أشارك وجهة نظري الداخلية حول كيفية إنتاجنا سجلات مهمة للمناخ الماضي دون الحاجة إلى قضاء الكثير من الوقت في التحرير ولعب جميع الألعاب لإنشاء محتوى مثالي".
ونيف هو واحد من 17 عالما يستخدمون منصة "تيك توك"، كمكبر صوت للعمل المناخي، ومنهم عالم المناخ في وكالة ناسا، بيتر كالموس، ومن أشهر أعماله، فيديو وهو يلقي خطابا للاحتجاج على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الطائرات الخاصة.
ومن جانبه، يرى تيم هيرمانز، من معهد بحوث الغلاف الجوي بجامعة أوتريخت بهولندا، أن "هذه الأداة المهمة وسيلة فعاله لاستهداف فئة الشباب، وتحويلهم إلى ناشطين في خدمة قضايا البيئة، كما أنها وسيلة لتصحيح المعلومات الخاطئة عن المناخ".
ويتوقع هيرمانز، إنتاج عشرات الفيديوهات في يوم ساعة الأرض 2023، والتي تسهم في محو الأمية المناخية، مشيرا إلى أنّه "بينما تهدف ساعة الأرض للتحذير من خطورة تغيرات المناخ، لا يزال هناك من ينكر حدوث هذه التغيرات، وهؤلاء هم الذين يجب أن تستهدفهم فيديوهات (التيك توك) بلغة سهلة وبسيطة".