ساعة الأرض 2023.. فعالية عالمية تمهد لمؤتمر الأطراف COP28 بالإمارات (خاص)
تتجه أنظار العالم لدولة الإمارات مع استضافة "COP28"، حيث يمثل الحدث مرحلة فارقة في تاريخ العمل المناخي.
وستعقد قمة "COP28" في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الأول إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وقبل قمة المناخ العالمية، يكون هناك عدد من الفعاليات الرسمية والشعبية، التي تمهد لهذا الحدث البيئي المهم، ومنها مناسبة "ساعة الأرض 2023".
و"ساعة الأرض"، واحدة من أكبر الحركات الشعبية للبيئة في العالم، وقد بدأها الصندوق العالمي للطبيعة عام 2007 في سيدني بأستراليا، وتقام في السبت الأخير من شهر مارس/ آذار كل عام لمدة ساعة من الساعة 8.30 مساء إلى 9:30 مساء، ويشارك فيها ملايين الأشخاص في أكثر من 190 دولة وإقليم، حيث يطفئ العالم أنواره لإظهار الدعم لكوكب الأرض.
وتعقد قمة المناخ "COP28" في دولة الإمارات في وقت يواجه فيه كوكب الأرض تحديات بالغة الصعوبة، أشار إليها التقرير الأخير للهيئة الحكومية المعنية بالتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة، الصادر في 20 مارس/ آذار الجاري، وهو ما يعطي مناسبة "ساعة الأرض" هذا العام زخما كبيرا، حيث ينظر لها خبراء، على أنها تمهد الطريق نحو مناقشات فعالة ومثمرة على أجندة "COP28".
ونبه التقرير إلى خطر يلوح في الأفق، وهو (الحرارة القاتلة)، إذا تجاوز العالم حاجز الـ 1.5 درجة زيادة في درجة حرارة سطح الأرض، مقارنة بالفترة ما قبل الثورة الصناعية.
وذهب التقرير إلى أن العالم شهد مؤخرا تداعيات خطيرة سببها تغيرات المناخ، ولم نتجاوز بعد هذه العتبة، ولكن المؤشرات تقول إننا ماضون بسرعة نحو ذلك، وهو ما سيكون له انعكاسات رهيبة على الصحة ونظام الغذاء العالمي والإنتاجية الاقتصادية.
ويقول فرانشيسكو بوماتي، الباحث بالمعهد الفيدرالي السويسري لعلوم وتكنولوجيا الأحياء المائية لـ"العين الإخبارية": "ساعة الأرض مناسبة جيدة للتذكير بأهمية تجنيب الأرض هذا الخطر، فإذا كان العالم سيطفىء الأنوار ساعة لإظهار الدعم لمكافحة تغير المناخ، فيجب أن يكون ذلك سلوكا دائما".
ويضيف أن هذه المناسبة تذكير بأهمية عدم التقليل من أي سلوك ولو بسيط، حيث يمكن لسلوك مثل إطفاء الأنوار لمدة ساعة، أن يكون له تداعيات في تقليل البصمة الكربونية، وهذه فرصة قبل "COP28" للتوعية بأهمية أن تكون هناك تشريعات داعمة لمثل هذه السلوكيات، كأن تكون حوافز تمنح للمؤسسات الأقل استهلاكا للكهرباء.
ويذكر بوماتي في هذا الإطار بعض الأرقام التي تظهر قيمة هذا السلوك البسيط في تخفيض البصمة الكربونية، ففي عام 2013 خلال ساعة الأرض، سجلت تورنتو بكندا انخفاضا بمقدار 205 ميغاواط، أي ما يعادل 92000 منزل خارج الشبكة، وسجل في بانكوك بتايلاند انخفاضا بمقدار 1699 ميغاواط، ما أدى إلى القضاء على ما يقرب من 1073 طنا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويشير دوجال سكوير، من معهد البحوث البحرية والغلاف الجوي بأستراليا، إلى بعد آخر في هذه المناسبة، وهي أنها فرصة للمؤسسات المعنية بالبيئة للضغط على الحكومات من أجل دعم المشروعات المفيدة للبيئة.
ويقول سكوير لـ"العين الإخبارية": "قبل (COP28)، والذي سيشهد مناقشات ساخنة، يجب على المؤسسات البيئية، دفع الحكومات نحو إظهار الرغبة الحقيقية في التغيير، وساعة الأرض مناسبة جيدة لذلك، بسبب الزخم الكبير الذي تحظى به هذه الفعالية".
والتغيير الذي ينتظره سكوير، هو أن تكون هناك تغييرات تشريعية داعمة للبيئة، وأن يكون هناك دعم للمشاريع البيئية الأخرى مثل دعم نمو الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة.