العالم يغادر "منطقة الراحة المناخية".. الشمس "قاتل عالمي"
درجات حرارة قياسية ترصدها المراكز المختصة في مختلف بقاع العالم. موجات جفاف لا تذر شمال المعمورة أو جنوبها، حتى أن لهيب الشمس انضم إلى صفوف القتلى في جيش الاحتباس الحراري.
قبل سنوات كان العالم يتعامل مع قضايا التغير المناخي بشيء من التهوين والتسويف، لكن الشواهد المختلفة على قسوة هذا التغيّر، وضعته كقضية أولى على طاولة النقاش في المناسبات الدولية.
مغادرة منطقة الراحة
هيئة الأرصاد الجوية الألمانية أعدت تقريراً عن المناخ لعام 2022، ذكرت فيه أن آثار الاحتباس الحراري، بما في ذلك حرائق الغابات وتراجع إنتاج المحاصيل وتقييد استخدام المياه، أصبحت واضحة بشكل متزايد.
وبدوره قال أندرياس بيكر، رئيس وحدة مراقبة المناخ في الهيئة: "إننا نغادر منطقة الراحة"، لافتاً إلى موجات الحر الشديدة وتسجيل فترات من أشعة الشمس والظروف الجافة المستمرة.
وذكر أن عام 2022 كان من أكثر الأعوام دفئاً منذ بدء التسجيل، ليس فقط في ألمانيا، ولكن في مختلف أنحاء أوروبا.
قيود على مياه الشرب وقتلى بفعل الشمس
التغيرات المناخية القاسية، دفعت عدة بلديات في ألمانيا، إلى فرض قيود على استخدام مياه الشرب في الصيف الماضي، وفق بيكر.
وأشار المسؤول الألماني إلى بيانات معهد "روبرت كوخ" لمكافحة الأمراض، التي أظهرت أن موجات الحر المتكررة في الصيف المنصرم أدت إلى زيادة الوفيات بواقع 4500 حالة وفاة.
الأمر يستحق القتال
وأكد بيكر أنّ "الأمر يستحق القتال من أجل كل عُشر درجة"، في إشارة إلى الأهداف المناخية المحددة ضمن اتفاقية باريس لعام 2015، والتي تتعلق بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة.
وفي رأي عضو مجلس الإدارة التنفيذي في الهيئة والمسؤول عن قضايا المناخ، توبايس فوكس، فإن الهدف الذي وضعته اتفاقية باريس "لم يعد قابلاً للتحقيق".
وأوضح: "هدف الحد من الارتفاع عند درجتين لا يزال بطريقة ما ضمن النطاق الذي يمكن تحقيقه، لكن 1.5 درجة أصبحت بعيدة كل البعد عن التحقيق".
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA=
جزيرة ام اند امز