التمويل المبتكر.. سلاح أفريقيا لترويض المناخ المتطرف
كشفت أحدث نسخة صادرة لتقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ IPCC، عن توقعات كارثية بأن تشهد أفريقيا حدوث ظواهر مناخية متطرفة.
وذلك وفق ما ذكر موقع "منتدى الاقتصاد العالمي"، الذي أفاد بحسب تقرير IPCC، أن هذه الظواهر ستكون أكثر تواترا وشدة، مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحرارة، وذلك سيؤدي في النهاية إلى فشل المحاصيل وانعدام الأمن الغذائي وتشريد السكان.
ويقول التقرير إن تقرير IPCC الجديدة، يوضح أنه مع زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، تزداد ظواهر المناخ المتطرفة، وتصبح أكثر انتشارا.
مواجهة الدول الأفريقية لتقلبات المناخ
ومن المعروف أن العديد من البلدان الأفريقية تواجه حاليا أكثر من نوع واحد من المخاطر التي تتسبب بها ظاهرة التغير المناخي.
هذه الظواهر تعاني منها مجتمعة بعض الدول في نفس العام في مناسبات مختلفة، مثل ما حدث لمدغشقر، التي شهدت دمارا على يد خمس عواصف وأعاصير مدارية، مع الجفاف في عام 2022 وحده.
جيبوتي أيضا، يمكن مطابقتها على هذه المعادلة، كونها تتحمل وطأة العديد من مخاطر المناخ دفعة واحدة، فهي من أكثر بلدان أفريقيا التي تعاني من ندرة المياه، كون متوسط هطول المياه بها، يصل إلى 130 ملم فقط على أساس سنوي.
ولوجود عديد من الدول الأفريقية على غرار جيبوتي ومدغشقر، من التي لا تزال معرضة لتغير المناخ وتكافح من أجل بناء خط دفاعي يدعمها للصمود ضد المخاطر، فإن ذلك لن يتحقق من دون إجراءات تخفيف وتكيف مع التغير المناخي، تكون سريعة وعميقة ومستدامة، وفق تحذيرات تقرير IPPC.
التمويل المبتكر لمواجهة صدمات المناخ
في الوقت نفسه، لتحقيق هذا التكيف السريع، يجب النظر إلى فجوة التمويل في دول أفريقيا فيما يخص إجراءات التكيف مع التغير المناخي.
هذه الفجوة، تعني أنه في حالة حدوث كوارث طبيعية، تلجأ الحكومات إلى إعادة تخصيص ميزانيات سبق أن تم تخصيصها لمجالات أساسية أخرى، مثل التعليم والرعاية الصحية، لمعالجة الأضرار التي تعرضت لها من هذه الكوارث، دون التحضير مسبقا بميزانية مخصصة لمواجهة التغير المناخي، فتظهر متجلية هذه الفجوة لنقص حاد في تمويل سيناريوهات الرد.
هنا يأتي الاحتياج لدعم البلدان المتقدمة، ومصادر تمويل مبتكرة لمواجهة مخاطر الكوارث.
ويرى موقع "منتدى الاقتصاد العالمي"، أن الشراكات مع الدول الداعمة، يكتمل بتوفير مصادر التمويل المبتكرة، التي تتحقق عن طريق البحث عن المهارات والموارد والأموال، وتسهيل التخطيط لحالات الطوارئ قبل وقوع الكارثة الطبيعية وبعدها.
أيضا توفير أنظمة استجابة سريعة للطوارئ، لتوفير احتمالية إنقاذ المزيد من الأرواح والمنشآت.
ومن أمثل الشراكات التي تتوافر من خلالها أنظمة تمويل مبتكرة، أول اتفاق متعدد السنوات لمواجهة المخاطر المتعددة في قارة أفريقيا، الذي أبرمته جيبوتي وتوسع من خلاله تغطية التأمين ضد الكوارث، وهو اتفاق جمع بين حكومة جيبوتي ومجموعة القدرة الإفريقية لاستيعاب المخاطر ABC، وديكارت للتأمين والبنك الدولي.
هذه الاتفاقية التي ينصح موقع "منتدى الاقتصاد العالمي" بالسير على خطاها بالنسبة للدول الأفريقية، تتيح شروطها لجيبوتي الوصول إلى خمس سنوات من إدارة الكوارث، بدعم من الجهات أطراف الشراكة، وبناء قدرات وتغطية تأمينية ضد الكوارث، مع حصولها على مدفوعات سريعة لمواجهة هذه الأخطار.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز