وظائف المستقبل "خضراء".. كيف يعصف "تغير المناخ" بملامح أسواق العمل؟
وسط ما يُدار من نقاشات عما سيكون عليه مستقبل العمل، وما سيكون عليه شكل الوظائف، يأتي التغير المناخي ضمن العوامل الرئيسية للنقاش.
وذلك وفق ما كشفت عنه دراسة جديدة، نشرها موقع "وورلد إيكونومي فورم"، تعكس مدى تأثير الطلب على الوظائف باحتياجات الشركات للتغير للطاقة الخضراء، وتحقيق المزيد من الاستدامة.
والدراسة التي نقل الموقع نتائجها، أجراها موقع التوظيف الأشهر في العالم LinkedIn، وقد جمعت من بيانات لمستخدميه من الشركات والباحثين عن فرص عمل، وقد تمت إضافتها لتقرير مستقبل التوظيف الرسمي الذي أطلقه موقع مؤتمر الاقتصاد العالمي.
والدراسة تؤكد أن توظيف موظفين في وظائف وصفت بالخضراء تجاوز معدل التوظيف الإجمالي في أي وظائف أخرى على مستوى العالم، وذلك على مدار السنوات الأربع الماضية.
التقرير كشف أيضا عن أن الوظائف الخضراء، مثلت للباحثين عن عمل، رهانا مضمونا في سوق العمل المتراجع بمختلف القطاعات، وكان الإقبال على وظائف خضراء تشمل، محللي الاستدامة واختصاصي الاستدامة، ومديري الاستدامة في قوائم بيانات LinkedIn بين أكثر الوظائف الخضراء تحقيقا للنمو في السنوات الأربع الماضية.
ويقول رسم بياني نشره موقع المنتدى الاقتصادي العالمي، إن الدراسة بدأت منذ عام 2017، وشهدت تفوقا في معدل التوظيف بالوظائف الخضراء بداية من 2019، على حساب الأنواع الأخرى من الوظائف، واستمرت في هذا المعدل المتفوق حتى عام 2022 الماضي، في حين بلغت أقصى درجاتها من التفوق في عام 2021.
على الجانب الآخر، تقول الدراسة إن وفرة المهارة في مجال الاستدامة تواجه نقصا كبيرا بين العاملين في هذا القطاع، مقارنة بالنمو الكبير الذي يشهده هذا القطاع من معدل توظيف.
ويوضح تقرير منتدى الاقتصاد العالمي، بناء على ما جمعه موقع LinkedIn من بيانات، أنه منذ عام 2015، زاد طلب السوق على المهارات العاملة في مجال العمل الأخضر بنسبة 40%، في حين أن نسبة المالكين للمهارة اللازمة لشغل هذه الوظائف تكفي فقط 13% من سد الاحتياجات في سوق العمل العالمي.
وأشار التقرير إلى أن الغالبية العظمى من المهارات الخضراء في الوظائف المختلفة، يتم استخدامها في وظائف تقليدية وليست صديقة للبيئة، هذه المهارات التي يجب في المستقبل استغلالها في وظائف خضراء واضحة.
والدراسة التي جمعت بها هذه البيانات، أجراها موقع LinkedIn عبر 50 دولة من أنحاء العالم، وقد كشفت عن أن غالبية الوظائف الخضراء تكون موجودة بين العاملين في قطاع النفط والغاز، ويساهم الشاغلون لهذه الوظائف في هذه القطاعات، في تعزيز عملية التحول الأخضر بها.
وكشفت الدراسة عن أن دولا مثل الهند والولايات المتحدة وألمانيا، على الرغم من كونها من أكثر الدول المتسببة في نسب انبعاثات حرارية مرتفعة، فإنها في نفس الوقت، من أكثر الدول نموا في معدلات توظيف أصحاب المهارات الخضراء في صناعات الكربون.