أستاذ علم الأحياء بجامعة أوريجون لـ"العين الإخبارية": التغيرات المناخية تغذي بكتيريا الكوليرا
ترتبط الإصابة بالكوليرا بعدم الحصول على المياه النظيفة، ولكن مؤخرا بدأ الحديث عن تسبب التغيرات المناخية في التفشي الحالي للمرض في سوريا ولبنان، فهل من علاقة بين التغيرات المناخية والمياه غير النظيفة؟
يقول جون بوستليثويت، أستاذ علم الأحياء بجامعة أوريجون لـ"العين الإخبارية"، إن الأحداث المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والأعاصير والجفاف، تؤدي إلى تقليل فرص الحصول على المياه النظيفة، لا سيما في البلاد ذات البنية التحتية المنهكة، وهو ما يجعل هناك بيئة مثالية لانتشار الكوليرا.
وبالإضافة لهذا السبب الذي يتعلق بعدم قدرة البنية التحتية على استيعاب آثار التغيرات المناخية، فإن هناك سبب ثاني يتعلق بالبكتيريا المسبببه للمرض، والتي تجد البيئة المناسبة للنمو والازدهار مع تغيرات المناخ، كما يوضح بوستليثويت.
ويضيف: "مع ارتفاع الحرارة تزدهر العوالق النباتية، المعروفة باسم مجدافييات الأرجل، التي تستضيف بكتريا ضمة الكوليرا، وعندما تحدث أمطار وفيضانات شديدة، تدفع المياه العوالق النباتية المحملة بالبكتيريا من الأنهار إلى التجمعات السكانية".
وتم الإبلاغ حتى الآن عن أكثر من 13 ألف حالة إصابة بالكوليرا في سوريا الشهر الماضي، مع ما لا يقل عن 60 حالة وفاة، وانتشر التفشي الآن في لبنان، حيث تم تحديد أكثر من 50 حالة مشتبه بها، والملايين معرضون لخطر الإصابة.
وقبلهما شهدت باكستان هي الأخرى إصابات بالكوليرا جاءت في أعقاب فيضانات، وقال خبراء وقتها، إن أي حدث يقلل من الوصول إلى المياه النظيفة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المخاطر.
واضطر الناس في أعقاب الفيضانات الكارثية في باكستان التي أثرت على 33 مليون شخص، وقتلت ما لا يقل عن 1200 شخص،إلى شرب مياه الفيضانات في غياب المياه النظيفة، وهذا زاد من تعرضهم لخطر الإصابة بالكوليرا.
والكوليرا، التي تنتقل عن طريق المياه الملوثة، قابلة للعلاج والوقاية بدرجة كبيرة، وهناك لقاحات ومضادات حيوية فعالة، وغالبًا ما تكون التدخلات البسيطة مثل معالجة الجفاف عن طريق الفم كافية لإبقاء الضحايا على قيد الحياة، ومع ذلك، يمكن أن تقتل في غضون ساعات في حال عدم الوصول إلى هذه التدابير المنقذة للحياة، وخاصة المياه النظيفة.
ولدى منظمة الصحة العالمية مخزون من 27 مليون لقاح ضد الكوليرا، لكنها ليست كافية لمواكبة العدد المتزايد من الحالات وتوسع مناطق الضعف.