تغير المناخ مشكلة مستقبلية.. أسطورة تتحطم على صخرة الواقع
من بين أغرب المبررات، التي تحمل نزعة ذاتية، هي اتجاه البعض إلى القول بإن تأثيرات تغير المناخ ستظهر بشكل مدمر في المستقبل.
ولا تزال تلك الرؤية تحظ بمؤيدين، وذلك على الرغم من أن التأثيرات الحالية لتغير المناخ، تشير إلى أن الجيل الحالي سيكون له نصيب ليس بقليل من تأثيرات تغير المناخ المدمرة.
ويقول مجدي علام أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب لـ"العين الإخبارية": "لم يعد هناك عذرا لعدم اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ وإلقاء العبء على الأجيال القادمة، ففي العام الماضي ، حذر علماء المناخ الرائدون في العالم من أنه أمامنا 12 عاما فقط للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية كحد أقصى وتجنب الانهيار المناخي".
ويضيف: " إننا نشهد بالفعل الآثار المدمرة لتغير المناخ على الإمدادات الغذائية العالمية، وزيادة الهجرة، والصراع ، والأمراض، وعدم الاستقرار العالمي، وسيزداد الأمر سوءا إذا لم نتحرك الآن".
ويشدد خالد عبد المنعم، باحث العلوم البيئية بجامعة الزقازيق "شمال شرق القاهرة" على ما ذهب إليه علام، مشيرا إلى أن " تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان، هو أكبر أزمة بيئية تهدد مستقبل الكوكب الذي نعتمد عليه من أجل بقائنا، ونحن الجيل الأخير الذي يمكنه فعل شيء حيال ذلك".
ويقول عبد المنعم لـ "العين الإخبارية"، إن التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ يشير بوضوح إلى أن تغير المناخ مشكلة آنية، وليس مشكلة خاصة بالمستقبل".
ويحذر التقرير الصادر في مارس / آذار من العام الماضي بشأن تغير المناخ من أن ما بين 3.3 و 3.6 مليار شخص يعيشون في مناطق معرضة بشدة لتأثيرات تغير المناخ.
ويشير إلى أنه بين عامي 2010 و 2020 ، توفي عدد أكبر من الناس بمقدار 15 مرة بسبب الفيضانات والجفاف والعواصف في المناطق التي تعيش في مناطق معرضة بشدة للخطر ، مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، وهذا يشمل أجزاء من إفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية.
ويوضح التقرير، أنه من المتوقع أن تزداد النسبة المئوية للسكان المعرضين لما تسميه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "الإجهاد الحراري القاتل" من 30 في المائة، إلى ما يقرب من 80 في المائة بحلول نهاية القرن، اعتمادا على الاحترار المستقبلي.
بالإضافة إلى ذلك، يسلط التقرير الضوء على أن الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بالمناخ تؤدي بشكل متزايد إلى النزوح، وهذه مجرد أمثلة قليلة لبعض المشاكل اليومية التي يواجهها الناس بسبب تغير المناخ.
وحرص تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، رغم هذه الأرقام الصادمة، على رؤية نقطة مضيئة في نهاية النفق المظلم، وهي أن الوقت لم يفت بعد، ولا يزال بإمكاننا تقليل الانبعاثات لتجنب أسوأ الآثار من خلال البقاء دون ارتفاع درجة حرارة 1.5 درجة مئوية، لكننا نحتاج إلى إدارة التغيرات المناخية التي تحدث الآن والتي لم يعد بإمكاننا منعها.
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA= جزيرة ام اند امز