القلق المناخي.. كيف يتحول لأداة تخدم البيئة؟
لدينا جميعا أوقات نشعر فيها بالقلق بشأن مستقبلنا، وربما يكون هذا أكثر حدة بالنسبة لكثير من الناس هذا الصيف.
حيث نشهد حرائق غير مسبوقة وموجات حرارة بسبب ارتفاع درجة حرارة المناخ، ويزيد القلق العام، نتيجة القلق المناخي أو القلق "البيئي".
وبينما يمكن أن يحفز ذلك بعض الناس على العمل المناخي، فهو يؤدي بالنسبة للآخرين إلى حالة من الشلل والخمول، وذلك وفق دراسة لجامعة بروك الكندية نشرتها في أبريل/نيسان دورية "برسوناليتي آند إندفيديوال ديفرينس".
ودرس الباحثون خلال الدراسة، كيفية اختلاف القيم والإجراءات المتعلقة بتغير المناخ باختلاف سمات شخصية الفرد، ووجدت أن القلق الصحي هو الذي يزيد من احتمال المشاركة في العمل المناخي، بينما النوع الآخر المرضي يؤدي لنتائج عكسية.
وكانت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، قد أصدرت العام الماضي "إنذاراً أخيراً"؛ باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ بينما لا يزال هناك متسع من الوقت.
وفي جميع أنحاء العالم، أعلنت البلدان حالات طوارئ مناخية للمساعدة في تحفيز الأفراد والحكومات على العمل، ويمكن أن يكون لتغييرات نمط الحياة الشخصية مثل التحول إلى سيارة لا تعتمد على الوقود الأحفوري، وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء، تأثيرا كبيرا على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إذا تم تنفيذها على نطاق عالمي، لكن لا يوجد عدد كافٍ من الأشخاص يقومون بهذه التغييرات، وقد يكون هذا جزئيا بسبب مستوى القلق المرضي الذي يعانون منه.
والقلق العام، هو الميل للقلق بشأن الأحداث المستقبلية، ويمكن أن تبقيك زيادة القلق في حالة تأهب واستعداد لأداء أفضل ما لديك، ولكن بمجرد أن يتجاوز الحد العتبة، يبدأ الأداء في التدهور.
والقلق الصحي قد يكون أمرا جيدا، حيث يحفزنا على الاستعداد لحدث ما، مثل الدراسة قبل الامتحان أو الحصول على الإمدادات قبل أن تضرب العاصفة، ولكن عندما يصبح مفرطًا أو يصعب السيطرة عليه، يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية ويؤدي إلى اضطراب القلق العام، مما يتسبب في الشعور بالتعب والتهيج ويقلل من قدرتنا على الاستعداد.
وتقول كيري بيكرينغ، من مركز أبحاث الاستدامة البيئية بجامعة بروك، والباحثة الرئيسية بالدراسة في مقال نشرته بموقع "ذا كونفرسيشسن": " بالنسبة لبعض الناس، ينشأ القلق بشأن المناخ من خلال العيش في حدث مناخي، مثلا عندما يفقد المزارع محاصيله بسبب الجفاف، أو حتى مجرد التفكير في مثل هذا الحدث، وعلاوة على ذلك، يميل الأشخاص الذين لديهم ارتباطا قويا بالطبيعة إلى أن يكون لديهم مستويات أعلى من القلق بشأن المناخ، لأنهم أكثر وعياً بالتغيرات البيئية التي تحدث من حولهم".
وتوضح أنه " يمكن أن يكون القلق بشأن المناخ قوة محفزة للناس لاتخاذ إجراءات لتقليل الانبعاثات، خاصة في البلدان الغنية، ومع ذلك، تميل هذه الإجراءات إلى أن تكون حول التغيير إلى نظام غذائي أكثر استدامة والمشاركة في النشاط المناخي بدلاً من الحفاظ على الموارد أو دعم سياسة المناخ العامة".
وتضيف أنه "يمكن أن يسبب القلق المرضي بشأن المناخ الكثير من الشلل، مما يمنع العمل المناخي، وفي هذه الحالة، يمكن للناس أن يكافحوا من أجل الذهاب إلى العمل أو حتى الاختلاط بالآخرين، ويمكن أن يتعرضوا لنوبات الهلع والأرق والتفكير الوسواسي وتغيرات الشهية".
وتشير بيكرينغ، إلى أنه "بينما يعاني الأفراد من جميع الأعمار من قلق المناخ، يقوم المزيد من الشباب بالإبلاغ عنه، على الأرجح بسبب التأثير العميق لتغير المناخ على مستقبلهم، ولأنهم يشعرون بالعجز عن فعل أي شيء حيال ذلك".
لكن بيكرينغ تحذر من أنه " يجب أن يكون هناك توازن بين القلق الكافي لتشجيع التغيير الإيجابي والعاجل في سلوك الناس، وليس بقدر ما يسبب الشلل".
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg
جزيرة ام اند امز