منهجية استخدام الأراضي.. هل تحد من التغيرات المناخية؟

لتحقيق تنمية أكثر تناسقًا واستدامة، يلزم اتباع نهج منتظم لاستخدام الأراضي.

ويمكن للتنسيق المُعزِز الذي يأخذ في الاعتبار النطاقات الجغرافية المختلفة والاستخدامات البديلة للأراضي أن يقلل أو حتى يلغي تلك المفاضلات.

• بئر الغموض.. هل العالم مستعد لنهاية عصر النفط والغاز؟
• مؤتمر آسيا للطاقة.. مسؤولون يحذرون من التضحية بالنمو من أجل التحول
  

النهج المتعدد لاستخدام الأراضي

تعد الخلايا الكهروضوئية نهجًا شائعًا بشكل متزايد يستخدم نفس مساحة الأرض للطاقة الشمسية الكهروضوئية والزراعة، عن طريق رفع الألواح الشمسية وزراعة المحاصيل تحتها. ويعد مشروع Aurora Solar في ولاية مينيسوتا محاولة لدمج المزارع الصديقة للملقحات في المشاريع الزراعية. من خلال زراعة نباتات صديقة للملقحات داخل الألواح الشمسية وحولها، فإنها توفر الأشجار للملقحات الحشرية البرية، وتحسن جودة المياه، وتقلل من تآكل التربة، وتزيد من غلة المحاصيل بفضل المزيد من خدمات التلقيح.

وبالمثل، قامت مزارع الطاقة الشمسية في مقاطعة تشينغهاي الصينية بزراعة الحشائش باستخدام المياه المتدفقة من تنظيف الألواح الشمسية. ويوجد في محافظة هاينان في تشينغهاي الآن أكثر من 22000 رأس من الماشية والأغنام ترعى في مراعي المزارع الشمسية هذه. وبسبب المشاريع الزراعية، شهدت المحافظة أيضًا انخفاضًا بنسبة 50% في سرعة الرياح، وانخفاضًا بنسبة 30% في فقد رطوبة التربة وزيادة بنسبة 80% في الغطاء النباتي.

بالإضافة إلى المشاريع السابقة هناك مشروع هو الممر الجاف لأمريكا الوسطى، والذي تم تحديده على أنه شديد التأثر بتغير المناخ بسبب موجات الحرارة والأمطار غير المتوقعة. وتجرى الجهود الآن لحماية ذلك الممر.

 لذا يقوم المزارعون بزراعة الأشجار في الأراضي التي أزيلت منها الغابات من قبل باستخدام الأنظمة التي تجمع بين غطاء الأشجار والمحاصيل، مثل البن والكاكاو والهيل (الحبهان). ويساعد هذا النهج في حبس الرطوبة في التربة وحماية المحاصيل من أشعة الشمس، والحفاظ بشكل فعال على التنوع البيولوجي في الغابات الاستوائية مع تحسين سبل العيش. وذلك لتحقيق هدف 2030 المتمثل في استعادة 100000 هكتار وخلق 5000 فرصة عمل دائمة.

وقد أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي مشروعًا تجريبيًا بالتعاون مع المجلس الصيني للتعاون الدولي والتنمية، ومعهد أبحاث الحضارة البيئية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وجمعية رواد الأعمال والبيئة، وهو دراسة استطلاعية حول تكامل استخدامات الأراضي في الصين. وتهدف الدراسة إلى تحديد القضايا الحاسمة في خلق التآزر بين أهداف التنوع البيولوجي وأهداف الكربون المزدوج والأمن المائي والغذائي من خلال تحسين استخدام الأراضي.

مستقبل الأراضي في ظل تغير المناخ

يتوقع أن تتدهور 90% من الأراضي بحلول عام 2050، ما يؤدي إلى تجريد الشركات من الموارد التي تعتمد عليها ويتراجع التقدم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ونظرًا لتفاقم آثار تدهور الأراضي على تغير المناخ والتنوع البيولوجي، فإن الاستخدام المستدام للأراضي ضروري لحماية الأعمال التجارية وإثباتها للمستقبل.

ووفقًا لتقرير الرؤية الثاقبة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن اغتنام الفرص التجارية في تحول الصين نحو اقتصاد إيجابي الطبيعة، خاصة في القطاعات المتعلقة بالأغذية واستخدام الأراضي يمكن أن يخلق 502 مليار دولار من قيمة الأعمال السنوية و29 مليون وظيفة بحلول عام 2030 في الصين.

فقد قال وانغ جوانجوا، الوزير بوزارة الموارد الطبيعية بجمهورية الصين الشعبية: "إن وزارة الموارد الطبيعية تمارس بنشاط فكر الرئيس شي بشأن الحضارة البيئية، وتنفذ السياسة الوطنية الأساسية المتمثلة في"الحفاظ على الموارد وحماية البيئة"، وذلك باتباع الخطوات التالية العمل على الالتزام الصارم بالنتيجة النهائية لأمن الموارد، وتحسين النمط المكاني للدولة، وتعزيز التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون وحماية حقوق ومصالح أصول الموارد. بالإضافة إلى ذلك، سوف نلتزم بسياسة التنمية المستدامة، وإعطاء الأولوية لحفظ وحماية واستعادة الطبيعة والتحسين المستمر لاستخدام الأراضي لتعزيز التنمية المستدامة".

كما أوضحت داني كيان، نائب الرئيس العالمي لشركة JinkoSolar Holding Co. Ltd، أن صناعة الخلايا الكهروضوئية هي أيضًا مستهلك للأرض، وقالت: "تعمل Jinko Solar على الترويج للاستخدام المتكامل للأراضي في مزارعنا الشمسية في المنطقة الشرقية الوسطى من الصين، على سبيل المثال، رفع الألواح الشمسية بمقدار 1.5 متر إلى 2 متر وزرع نباتات تتحمل الظل تحتها. عند وضعها فوق المسطحات المائية، يمكن أن يؤدي التظليل الذي توفره الألواح الشمسية أيضًا إلى تقليل درجة حرارة سطح الماء، وهو أمر مفيد لنمو النباتات المائية والأسماك والروبيان".

وأخيرًا، قال أليكس صن، رئيس الاستدامة في Envision Group: "قامت Envision Group ببناء العديد من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المناطق المتدهورة والصحراوية المحيطة بأوردوس، منغوليا الداخلية، والتي توفر بعد ذلك طاقة متجددة بنسبة 100% لمجمعنا الصناعي الصافي هناك. بعد استبدال الوقود ببطاريات كهربائية في جميع الشاحنات الثقيلة في منطقة أوردوس، وفقًا لحساباتنا، يمكننا تقليل 30 مليون طن من انبعاثات الكربون للمجتمع المحلي، وهو رقم مهم للغاية".