مؤتمر "أوبك" الدولي الثامن.. تفاصيل دسمة لأمن الطاقة والمناخ
انطلقت اليوم في العاصمة النمساوية فيينا ، بمشاركة دولة الإمارات ممثلة في وزارة الطاقة والبنية التحتية، أعمال النسخة الثامنة من مؤتمر "أوبك" الدولي التي تُعقد تحت عنوان "نحو انتقال مستدام وشامل للطاقة" " أمن الطاقة " .
يناقش المؤتمر الذي يُعقد في قصر هوفبورغ التاريخي وسط العاصمة النمساوية فيينا مجموعة واسعة من قضايا الطاقة تتضمن مستقبل الطاقة في العالم والاستثمارات النفطية واستقرار السوق وأمن الطاقة والتكنولوجيا والابتكار فضلاً عن بحث سبل التوصل لسوق نفط دولية آمنة ومستقرة من خلال تعزيز التعاون والحوار في جميع أنحاء العالم.
وأكد هيثم الغيص أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن مؤتمر أوبك الدولي يتمتع بسجل حافل فيما يتعلق بجودة المشاركين والمستوى العالي من المناقشات التي تدور حول القضايا الرئيسية التي تؤثر على قطاع الطاقة خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم.
وقال إن المؤتمر في نسخته الثامنة يشهد مشاركات دولية واسعة من وزراء الدول الأعضاء في المنظمة وحلفاؤها من خارج المنظمة والمعنيين في قطاع الطاقة والشركات والبنوك والشركات الاستثمارية حيث تشهد الدورة الحالية من المؤتمر مناقشة الانتقال المستدام والشامل في قطاع الطاقة.
مستقبل الطاقة
ويشهد اليوم الأول من مؤتمر "أوبك" الدولي في نسخته الثامنة استعراض المشهد العالمي الحالي للطاقة والتوجهات المستقبلية بمشاركة قادة صناعة النفط والطاقة في العالم حيث يتم تناول هذه المواضيع من خلال الجلسات الرئيسية والطاولات المستديرة رفيعة المستوى وتشمل استقرار السوق وأمن الطاقة لكل من المنتجين والمستهلكين وثلاثية استدامة الطاقة التي تتضمن الأهداف المتعلقة بأمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف وضرورة تقليل الانبعاثات.
الحياد المناخي
كما يشهد اليوم الأول مناقشة الاستثمارات والتمويل في قطاع الطاقة وتسليط الضوء على التحديات والفرص ومواكبة المستقبل لتحقيق الحياد المناخي من خلال التكنولوجيا والابتكار، فضلاً عن تطبيق التقنيات المتقدمة في تقليل البصمة الكربونية للصناعة بشكل كبير ويتضمن ذلك مجموعة متنوعة من التقنيات بما في ذلك التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه واستخدام الهيدروجين الأزرق وتحويل النفط الخام إلى كيماويات ودمج مصادر الطاقة المتجددة.
تحديات الطاقة
ويشهد اليوم الثاني من المؤتمر مناقشة التحديات المستقبلية لقطاع الطاقة وكيفية بناء أنظمة مستدامة وموثوقة إضافة إلى استعراض وتيرة تحولات الطاقة حول العالم وسياسات تغير المناخ بالإضافة إلى التنويع الاقتصادي في الطاقة من خلال مسارات متعددة ودور التعاون الدولي في ذلك.
ويصاحب مؤتمر "أوبك" الدولي معرض متخصص بمشاركة كبرى شركات الطاقة حول العالم تستعرض خلاله الاتجاهات والابتكارات المتعلقة بأحدث التقنيات والتطورات عبر صناعة النفط وسلسلة القيمة إضافة إلى تعزيز جسور الحوار والتعاون المستقبلي.
كما تشهد الدورة الحالية من مؤتمر" أوبك" تقديم 5 جوائز مرموقة وهي: جائزة أوبك للصحافة وجائزة أوبك للبحوث وجائزة أفضل معهد لأبحاث الطاقة وجائزة أفضل ورقة بحثية في مجال الطاقة وجائزة أوبك لأفضل محترف شاب في مجال الطاقة.
وتهدف الجوائز إلى تكريم الأفراد والمعاهد والمؤسسات ذات المساهمات البارزة في صناعة النفط والقضايا المرتبطة به.
"تمكين الشباب "
ونظراً لأهمية الطلاب والشباب لمستقبل صناعة النفط والغاز تسعى المنظمة وبلدانها الأعضاء باستمرار إلى دعم فرص التعليم والتدريب وزيادة مشاركة الطلاب في المناسبات الدولية للمنظمة.
وضمن فعاليات مؤتمر "أوبك" الدولي في نسخته الثامنة وجهت المنظمة دعوة إلى البلدان الأعضاء فيها والبلد المضيف النمسا وكذلك البلدان المستهلكة الأخرى لترشيح الطلاب المؤهلين لحضور الحلقات النقاشية بهدف مساعدة الشباب المهتمين على معرفة المزيد عن صناعة النفط، وتعريفهم بالقضايا والتحديات التي تواجه أسواق الطاقة العالمية.
وتسعى "أوبك" إلى زيادة وعي الشباب وفهم أهدافها وغاياتها بما يسهم في تعزيز المعرفة بصناعة الطاقة بين الشباب وتوسيع فرصهم المهنية.
ومنذ إطلاق دورته الأولى في عام 1969، يشهد مؤتمر "أوبك" الدولي زخما واسعا في مناقشة قضايا الطاقة وبناء جسور التعاون والحوار من أجل استشراف مستقبل قطاع الطاقة ومواجهة التحديات وإيجاد الحلول المبتكرة له بمشاركة الدول المنتجة والمستهلكة بما يضمن تأمين إمدادات الطاقة لجميع شعوب العالم.
وحققت النسخة السابعة من مؤتمر "أوبك" الدولي التي انعقدت في عام 2018 نجاحا كبيرا حيث حضرها أكثر من 950 مشاركا من خمسين دولة، بما في ذلك 60 وزيرًا ومديرًا تنفيذيًا.