التكيف المناخي.. خذوا الدرس من هذه الطيور (مقابلة)
توصلت دراسة جديدة إلى أن طيور الخرشنة القطبية، قد تكون قادرة على التغلب على الأخطار التي يشكلها تغير المناخ.
وتعيش الطيور في وضح النهار شبه الدائم، تتكاثر في شمال كوكبنا وتطير إلى القارة القطبية الجنوبية لقضاء صيف نصف الكرة الجنوبي، وتقطع مسافة كافية في حياتها للسفر إلى القمر ثلاث مرات.
وخلال الدراسة الجديدة، بقيادة جامعة إكستر البريطانية ومكتب الأرصاد الجوية، لبحث الآثار المحتملة لتغير المناخ على طيور الخرشنة القطبية خارج موسم التكاثر، خلص الباحثون إلى أن التأثيرات الإجمالية لتغير المناخ على طيور الخرشنة المهاجرة طفيفة، ومن المحتمل أن يكونوا مرنين بسبب عيش حياتهم على هذه المناطق الشاسعة.
ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن التأثيرات الصغيرة المتعددة قد تستمر في إلحاق الضرر بهذه الأنواع طويلة العمر (حتى 30 عاما)، وأن الأنواع الأخرى قد تكون غير قادرة على الهروب من التغيرات المحلية والإقليمية.
فما هي قيمة هذه النتائج التي تم توصل لها الباحثون، ولماذا تحديدا تم اختيار هذا النوع من الطيور لإجراء الدراسة.. هذه الأسئلة وغيرها تجيب عليها د. لوسي إيه هوكس، من قسم العلوم البيولوجية بكلية الصحة وعلوم الحياة بجامعة إكستر البريطانية، و الباحثة الرئيسية بالدراسة.
لماذا اخترتم تحديدا دراسة طيور الخرشنة القطبية؟
إلى حد كبير، لأنها من الأنواع الشهيرة
حسب ما ورد في دراستكم، فإن هذه الطيور تتمتع بالمرونة في التعامل مع أخطار التغير المناخي.. ما الذي تمتلكه هذه الطيور ولا يمتلكه الآخرون؟
يمكنها فقط رفض الأماكن ذات الظروف السيئة للانتقال إلى مكان آخر، وهذا النوع من القدرة على التشتت، أو على الأقل التشتت إلى هذا الحد، ربما يكون أقل شيوعا.
وهل من دروس يمكن للإنسان استخلاصها من كيفية تعامل هذه الطيور مع تغير المناخ؟
أفترض أن أحد الدروس هي أن القدرة على الحركة ستكون مفتاحا للتكيف مع تغير المناخ، وهناك بالتأكيد أوجه تشابه مع مقدار ما سيضطر البشر لبدء التحرك حول الكوكب مع ارتفاع مستويات سطح البحر، وتفاقم العواصف ودرجات الحرارة التي تشعرنا بالدفء الشديد ، ومن نواحٍ عديدة نحتاج إلى البدء في تجهيز أنظمة الهجرة للتعامل مع الأمر، وهذا جزء كبير من هذه الدراسة، ولكن أعتقد أنه ليس بعيدا على الأرجح.
هل تتوقع سيناريوهات مستقبلية متشائمة بشأن صمود هذه الطيور في التعامل مع تغير المناخ؟
بينما تشير نتائجنا إلى أن هذا النوع قد يكون مرنًا ، فإن هذا ليس سوى جزء من صورة أكبر لخرشنة القطب الشمالي والعديد من الأنواع الأخرى، فتحقيق أهداف انبعاثات الكربون أمر حيوي لإبطاء التغيرات المناخية المتوقعة في نهاية القرن وتقليل مخاطر الانقراض بالنسبة كل الأنواع، لكن يمكنك أن ترى أن أهداف تتبع انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 لا تسير على ما يرام بالنسبة لمعظم البلدان.
ماذا تتوقع من قمة المناخ "COP 28" للمساهمة في لفت الانتباه إلى خطورة التغير المناخي، وما هي رسالتك إلى القادة الذين سيشاركون في القمة ؟
أعتقد أنه إذا كان علي أن أقول شيئا لقادة ( COP28) فستكون إجابتي على سؤالك الثالث، وهو أنه سيتعين على الناس البدء في التحرك كثيرا، تماما كما تفعل الخرشنة القطبية الشمالية ، ونحن بحاجة إلى قادة عالميين للحصول على سياسة الهجرة والبنية التحتية والتوقعات بأن نكون جاهزين، بينما بالتأكيد هنا في المملكة المتحدة أعتقد أننا نرى العكس، للأسف.