المحيطات تستغيث.. الآثار السلبية للتغير المناخي تفوق قدرتها
الدراسة أوضحت أنه على مدى السنوات الـ50 الماضية امتصت المحيطات أكثر من 90% من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي
ذكرت دراسة حديثة أن قدرة المحيطات على مواجهة الآثار الساخنة للتغيرات المناخية، والتي تزداد مع ضخ المزيد من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، بدأت في التراجع.
وأوضح الدراسة، التي نُشرت الأربعاء في دورية "دورات الجيوكيميائية العالمية"، أن المحيطات تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي أكثر بكثير مما كان يعتقد سابقاً، مما يجعل الجوانب السلبية الناتجة عن هذه العملية تفوق قدرة المحيطات على المواجهة.
وتغطي المحيطات أكثر من 70% من سطح الأرض، وتلعب دوراً بالغ الأهمية في مناخنا وفي حياتنا، غير أن هذه الدراسة التي أعدتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) تشير إلى أن قدرتها على المواجهة باتت أقل.
وقالت الدراسة "على سبيل المثال.. فإنه خلال القرن الـ21 من المتوقع أن يصبح المحيط العالمي في ظروف غير مسبوقة، حيث ترتفع درجات حرارة مياه البحر بشكل كبير، لأنها تمتص المزيد من الحرارة من الهواء، وستخضع لمزيد من التحمض، لأنها تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي".
وأوضحت أنه على مدى السنوات الـ50 الماضية امتصت المحيطات أكثر من 90% من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي، الناتجة عن الغازات الدفيئة التي يسببها النشاط البشري، كما ساعدت في تبريد الكوكب عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
وكان مقدار امتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي مسألة محل جدل حتى الآن، وقُدر سابقاً أن نحو ربع ثاني أكسيد الكربون الذي نطلقه في الغلاف الجوي ينتهي به المطاف في المحيط.
ولكن الدراسة الجديدة أظهرت أن 3 جيجا طن من الكربون يتم سحبها سنوياً إلى المحيط، وهو ما يمثل نحو ثلث الانبعاثات الناتجة عن النشاط البشري.