تغير المناخ وحبوب اللقاح.. علاقة طردية تنتهي بأزمات صحية
تستمر تحذيرات العلماء من الآثار السلبية الناجمة عن تغيرات المناخ، بما فيها الأضرار التي تستهدف صحة الإنسان.
وسبق أن سلطت دراسات الضوء على التبعات السلبية الخاصة بارتفاع نسبة الكربون في الغلاف الجوي، بما ينتهي إلى معاناة البشر من أمراض تهاجم جهازهم التنفسي.
لكن الوضع قد يزداد سوءًا وفقًا لجهود البحث التي يقودها المتخصصون، الذين بدورهم اكتشفوا عوامل جديدة من شأنها التفاعل مع ظواهر التغير المناخي، بشكل يزيد من شراسة الأضرار الناجمة.
وعليه، حاول فريق بحثي كوري جنوبي، في قسم طب الأطفال بكلية الطب في مستشفى "هانيانج" الجامعي، معرفة مدى تأثير تفاعلات حبوب اللقاح مع تغيرات المناخ وملوثات الهواء.
وناقش جاي وون أوه، مشارك في الدراسة، العوامل المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار حال التنبؤ بالمخاطر المرتبطة بتغيرات المناخ، وعلاقتها بحبوب اللقاح والالتهابات الفيروسية.
حبوب اللقاح وتغيرات المناخ
واكتشف العلماء أن التغيرات المناخية تؤثر على إنتاج المواد المسببة للحساسية الناجمة عن حبوب اللقاح، وعلى فعاليتها كذلك، حسب موقع "Drug Topics".
وشرح "أوه": "إذا كانت الظروف الجوية مواتية للتلقيح المبكر، فإن الأنثرات المزدهرة ستطلق حبوب لقاح أقل نضجًا مع مواد أقل حساسية، لكن عندما تؤخر الظروف الجوية فتح الأنثرات، تُطلق حبوب لقاح أكثر نضجًا بمزيد من مسببات الحساسية".
وأردف: "تأثير درجة الحرارة على التلقيح يكون أكبر في النباتات المزهرة بفصل الربيع وأوائل الصيف، في حين أن تلقيح النباتات التي تزهر في أواخر الصيف والخريف يرتبط بفترة ضوئها".
وتعتبر التغيرات المناخية عاملًا فاعلًا في تأثير حبوب اللقاح للحساسية، فمع ارتفاع نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، كنتيجة لأكسدة مصادر الكربون وعلى رأسها الوقود الأحفوري، يمتص الغلاف الجوي مزيدًا من الأشعة تحت الحمراء، بما ينتهي لرفع درجة حرارة الأرض.
ما سبق، من شأنه أن يؤثر على مواسم إطلاق حبوب اللقاح، بما ينتهي إلى رفع حجم إنتاجيتها، بحسب ما خلص إليه الفريق البحثي.
نوه العلماء بأن بعض النباتات، مثل عشبة الرجيد وأشجار البلوط، قد تتأثر بتغير المناخ، مما يترتب عليه إنتاج مستويات أعلى من محتوى البروتين المسبب للحساسية.
رغم توقعاتهم، لم ينجح الفريق البحثي في معرفة المستوى الفعلي الذي ينجم عن زيادة مخاطر الحساسية، وعليه، ذكر "أوه": "رغم أن التنبؤ بالمخاطر غير واضح، يمكن أن تؤدي مواسم حبوب اللقاح المطولة إلى زيادة مدة التعرض، بما يرفع فرص الإصابة بالحساسية، مع زيادة حدتها".
الفئات المتضررة
أوضح "أوه" أن التعرض للحساسية يكون أقل للأفراد الذين يتأثرون بنوع واحد فقط من حبوب اللقاح، مستدركًا: "ربما تُطلق أنواع مختلفة من حبوب اللقاح في أوقات عدة، بما يؤثر على مدة التعرض للمصابين".
أضاف: "مواسم حبوب اللقاح الطويلة ترتبط إيجابيًا بمعدلات حساسية الأطفال، ومع تغير المناخ نتوقع زيادة مستمرة في تركيزات حبوب لقاح الأشجار، وبالتالي ارتفاع في معدلات الحساسية بين الأطفال".
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز