"التوقعات قاتمة".. كيف جعلت تغيرات المناخ الظواهر الجوية أكثر عنفا؟
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة، ظواهر جوية عنيفة خلفت وراءها خسائر بشرية ومادية.
وتلقت الجهات المعنية في الولايات المتحدة 494 تقريرًا عن الأعاصير منذ بداية العام الجاري بحسب ما نقلته "CNN".
وشهدت مدينة رولينج فورك الأمريكية إعصارًا أسفر عن مصرع 26 شخصًا وإصابة العشرات في 24 مارس/ آذار الماضي.
بمرور أسبوع، دمرت عواصف أخرى أحياء سكنية في ليتل روك وأركنساس، وحصدت أرواح 32 شخصًا وشردت كثيرين.
خلال نفس الفترة، لقي 5 أشخاص مصرعهم في ولاية ميزوري التي تعرضت لـ20 إعصارًا، وهو ما فتح بابًا للنقاش بشأن شدة الطقس السيئ مؤخرًا.
وفقًا للإحصائيات، خلفت الأعاصير في الولايات المتحدة حتى كتابة هذه السطور 68 حالة وفاة، ما يمثل زيادة ملحوظة حال مقارنة العدد بالعام الماضي، الذي شهد على مدار أشهره الـ12 مصرع 71 شخصًا فقط.
دور التغيرات المناخية
بحسب الأرقام، يعتبر 2023 ثالث أكثر عام شهد أعاصير بعد كل من 2008 و2017.
وفسر خبراء اشتداد حدة الطقس السيئ خلال هذا العام بـ"التدفق المستمر لأنهار في الغلاف الجوي" التي ابتليت بها المناطق الغربية.
أوضح رئيس عمليات مركز التنبؤ بالعواصف، بيل بونتينج، أن "أنهار الغلاف الجوي" هي عواصف احتفظت بكمية ضخمة من الرطوبة، إلى جانب كثير من الثلوج والأمطار والأعاصير، وهو ما شهدته مؤخرًا لوس أنجلوس.
أضاف: "الرياح القوية جدًا والأعاصير السطحية المماثلة في شدتها، يمكن أن تساهم في زيادة احتمالية الطقس القاسي حيث تتجه بعضها إلى أقصى الشرق التي كان الشتاء فيها دافئًا، ما أدى إلى انخفاض الجبهات الباردة".
أردف "بونتينج": "يبقي الهواء الأكثر برودة الطقس القاسي بعيدًا، لأن العواصف تحتاج إلى هواء دافئ ورطوبة لتزدهر، لكن مع فصل الشتاء الأكثر دفئًا وُضع المزيد من المكونات لهبوب عواصف قوية خارج الموسم القارس التقليدي، خاصةً وأن توقيت ذروتها في الولايات المتحدة هي أشهر أبريل/ نيسان، ومايو/ أيار، ويونيو/ حزيران.
من المعطيات سالفة الذكر، لاحظ العلماء تحولًا في الأعاصير خلال السنوات الأخيرة، التي زاد هبوبها على المناطق الجنوبية الشرقية، فعلى سبيل المثال، تشهد المقاطعات في ولاية ميسيسيبي أعلى زيادة على مدار 20 عامًا الماضية بحسب إشارة مركز "Storm Prediction Center".
وخلصت دراسة حديثة إلى أن العواصف الرعدية يمكن أن تكون أكثر تواترًا وشدة في المستقبل، نتيجة استمرار التلوث الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
كما نوهت الدراسة بأن الأعاصير ستشهد تحولًا في مكان حدوثها، مع تبكير موعد بدء موسمها بشكل عام.
ختم الباحثون: "لأن التوقعات بشأن الطقس القاسي تبدو قاتمة، فمن الأفضل الاستعداد لظواهره، ووضع خطة لإنقاذ حياة السكان لحظة هبوب الأعاصير".
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg جزيرة ام اند امز