تحديث أكواد البناء في واشنطن.. خطوة على طريق مكافحة تغير المناخ
في واحدة من أكثر الأدوات الواعدة لمكافحة تغير المناخ، لجأت ولاية واشنطن الأمريكية إلى تغيير أكواد البناء لتقليل حجم الانبعاثات الضارة.
وجاء تصميم سياسات البناء الجديدة لخفض جزء كبير من انبعاثات الكربون الصافية للولاية التي يأتي قطاع البناء والتشييد فيها ثانيًا بعد قطاع النقل في أكثر القطاعات إنتاجًا للكربون.
وفي عام 2019، ذكرت ولاية واشنطن أن وسائل التدفئة السكنية والتجارية والصناعية تمثل 25.3 مليون طن متري من صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في سائر مدن الولاية.
ووفقًا لصحيفة "The Columbian" المحلية، يمثل هذا القدر من الغازات نحو 25% من انبعاثات الولاية، ويعادل ما تنتجه أكثر من 5.4 مليون سيارة تعمل بالغاز في عام واحد فقط.
وتتطلب المراجعات الأخيرة لكود البناء في واشنطن -يتم تحديثه كل 3 سنوات- مضخات حرارية موفرة للطاقة وأنظمة تسخين مياه مركزية للمباني السكنية، ويبدأ سريانه أول يوليو/ تموز المقبل.
البناء وانبعاثات الكربون
ومن المتوقع أن تسهم هذه المراجعات في تقليل 12.1 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون على مستوى الولاية على مدار 30 عامًا، وفقًا لتقرير صادر عن المختبر الوطني شمال غرب المحيط الهادئ.
وقالت ليز ريتشارت، كبيرة المتخصصين في سياسات الطاقة بوزارة التجارة بولاية واشنطن، إن سياسات البناء الجديدة ضرورية للبقاء على المسار الصحيح مع قانون الانتقال للطاقة النظيفة لعام 2019.
ويلزم هذا القانون واشنطن وسائر الولايات الأمريكية بالانتقال إلى استخدام الطاقة النظيفة بالكامل بحلول عام 2045، ويشمل هذا المركبات والأجهزة المنزلية والإلكترونية والمباني السكنية والتجارية وغيرها.
ووفقًا للصحيفة، تهدف ولاية واشنطن إلى خفض 70% من صافي استهلاكها السنوي للطاقة في المباني السكنية وغير السكنية الجديدة بحلول عام 2031، مقارنة بقانون الطاقة في الولاية لعام 2006.
وأوضحت "ريتشارت" أن كلمة "نظيفة" تعني استخدام موارد متجددة وصفرية الانبعاثات، بما يضمن عدم تلوث الغلاف الجوي بمواد مثل الوقود الأحفوري التقليدي، وهذا يعني التحول إلى طاقة الشمس والرياح.
كهرباء خضراء
وتماشيًا مع هذه السياسات والأهداف الأكثر استدامة، يتعين الوصول إلى مرافق يمكنها التخلص التدريجي من الكهرباء التي تعمل بالفحم والانتقال إلى الطاقة المتجددة أو غير المصدرة لغازات الاحتباس الحراري.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كانت غالبية الكهرباء المولدة في الولايات المتحدة العام الماضي تتكون من طاقة متجددة، متفوقة على الفحم أو الطاقة النووية، ويتوقع المسؤولون أن يتضاعف الطلب على الكهرباء تقريبًا بحلول 2050ـ حيث تتجه واشنطن بعيدًا عن الوقود الأحفوري في قطاعات النقل والبناء.
وسيتطلب قطاع البناء نحو 30% من طاقة الكهرباء أكثر مما كان سيستخدم في إطار سيناريو "العمل كالمعتاد"، وفقًا لاستراتيجية الطاقة الحكومية لعام 2021، فيما يتماشى طلب مضخات الحرارة الكهربائية في المباني الجديدة مع المبادرات الخضراء الأخرى مثل تعميم مبيعات السيارات الكهربائية بحلول 2035.
aXA6IDE4LjIyNC41My4yNDYg جزيرة ام اند امز