المحميات الطبيعية.. صاحبة الدور الحاسم في أزمة تغيرات المناخ
يختزل كثيرون دور المحميات الطبيعية في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتعزيز التنمية المستدامة، وتوفير فرص ترفيهية لزوارها.
وتعتبر هذه الأماكن بيئة خصبة للحفاظ على عدد من الحيوانات المهددة بالانقراض، كيف لا وهي حاضنة لنظام بيئي متوازن ومزدهر.
من منطلق ما سبق، ازداد قلق العلماء بشأن مصير هذه المناطق، مع ظهور عدد من الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، بشكل قد يمنعها من أداء وظيفتها المعتادة مستقبلًا.
قوة تحمل
في محاولة للرد على المخاوف سالفة الذكر، كشفت دراسة حديثة أن المحميات الطبيعية تتحمل تهديدات تغير المناخ بشكل أفضل، نتيجة المقومات التي تتمتع بها على رأسها حفاظها على التنوع البيولوجي.
كما سيكون لهذه المناطق دور حاسم خلال القرن المقبل، وهذا في حال نجاح الحفاظ على تواجد بعض الكائنات على قيد الحياة داخلها، بما يمكن أن يجنب الكوكب تبعات التهديدات المناخية.
تناولت الدراسة، التي نقلها موقع "Geography Realm"، ما يزيد على 14000 نوع من البرمائيات والزواحف في المناطق المحمية، وهذا من خلال الاستعانة بنماذج توزيع الأنواع.
بهذا الأسلوب، عثر العلماء على أكثر من 91% من أنواع البرمائيات والزواحف داخل المحميات، وعليه زادت التوقعات بشأن تحمل هذه الكائنات لسيناريوهات تغير المناخ بشكل أفضل حول العالم.
أوضح الخبراء أن بقية الأنواع التي تعيش خارج المحميات لن تكون قادرة على مواجهة نفس السيناريوهات، بحيث يكون 500 نوع من الزواحف و300 نوع من البرمائيات مهددة بالانقراض خلال القرن الحالي، كما يحتم ضرورة دعم المحميات مستقبلًا.
كيف تتأثر البرمائيات والزواحف؟
نوه العلماء، خلال دراستهم، بأن تغير الخصائص البيئية يعني القضاء على البرمائيات والزواحف التي تحيا في بيئة لا تتضمن ظروفها المثالية للعيش فيها.
ذكر العلماء، أن الأنواع المتواجدة في الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية الرطبة عريضة الأوراق، تعتبر هي الأكثر عرضة للخطر.
توسيع المحميات ضرورة
أوصت الدراسة بضرورة التوسع في إنشاء المحميات الطبيعية، حتى تتمكن العديد من أنواع الفقاريات من تجنب ويلات التغيرات المناخية.
تتوافق توصيات الدراسة مع دعوة سابقة، حثت على أن تشكل المحميات الطبيعية 33.8% من مساحة الأرض.
حددت الدراسة توسيع المحميات في عدد من البلدان حول العالم، منها: كولومبيا، وبابوا غينيا الجديدة، وجنوب أفريقيا، وجنوب غرب الصين، باعتبارها مناطق حساسة وذات أهمية كبيرة للفقاريات الرئيسية.
خريطة المناطق المحمية حاليًا
بحسب موقع "Protected Planet"، تُصنف 15.91% من المناطق البرية على أنها محمية، فيما تصنف 8.16% من المناطق البحرية على أنها محمية.
تشدد الدراسة على أن توسع المناطق المحمية سيمنح كوكب الأرض مرونة خلال القرن الحالي لتعامل الكائنات المهددة بالانقراض مع تغيرات المناخ.
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز