شبح التغير المناخي يهدد نهر الأمازون.. جفاف لم يحدث منذ 120 عاما
التغير المناخي يضرب بقوة وبلا رحمة، لكن هذه المرة في البرازيل التي تُعاني أسوأ موجة جفاف منذ نحو 120 عاماً.
وتعاني منطقة أنهار الأمازون من تداعيات عنيفة لموجة الجفاف والتغير المناخي الحاد، حيث تصطف المجتمعات المجاورة حول أضخم وأطول نهر في العالم للحصول على المياه الصالحة للشرب.
ومع استمرار الجفاف في منطقة الأمازون، تسعى السلطات العامة في البرازيل لتوصيل الغذاء والماء إلى آلاف المجتمعات المعزولة في جميع أنحاء هذه المنطقة الشاسعة الخالية من الطرق، حيث يعتمد السكان المحليون على القوارب باعتبارها وسيلة النقل الوحيدة.
وفي ولاية "أمازوناس" التي تبلغ مساحتها 3 أضعاف ولاية كاليفورنيا، تخضع 59 قرية وتجمع سكاني من أصل 62 لحالة الطوارئ، مما يؤثر على حياة 633 ألف شخص.
- 60 عاما من تغير المناخ.. أشجار الموز في جزر القمر تروي «القصة الحزينة»
- الأمطار تتأخر على تونس.. تغير المناخ يهدد الأمن الغذائي لـ12 مليون نسمة
وفي العاصمة "ماناوس"، وصل نهر نيغرو – أحد الروافد الرئيسية لنهر الأمازون – إلى أدنى مستوى له منذ بدء القياسات الرسمية قبل 121 عامًا.
إحدى المدن الأكثر تأثراً هي "كاريرو دا فارزيا"، والتي تقع بالقرب من "ماناوس" على ضفاف نهر الأمازون حيث وزعت البلدية مستلزمات الطوارئ باستخدام بارجة بدائية الصنع مصممة أصلا لنقل الماشية.
ووفقا لوكالة الأسوشيتد برس، قال جان كوستا دي سوزا، رئيس الدفاع المدني في كاريرو دا فارزيا، وهي بلدية يبلغ عدد سكانها 19,600 نسمة، ويعيش معظمهم في المناطق الريفية: "لقد تأثر الجميع بالجفاف، فالسكان يعانون من غياب الماء، كما فقد البعض محاصيلهم، بينما لم يتمكن البعض الآخر من نقل إنتاجهم”.
وتُعد فترات الجفاف جزءًا من نمط الطقس الدوري في منطقة الأمازون، مع هطول أمطار أخف من مايو إلى أكتوبر في معظم الغابات المطيرة. ويمتد الموسم بشكل أكبر هذا العام بسبب ظاهرتين مناخيتين:
- ارتفاع درجة حرارة المياه الاستوائية الشمالية للمحيط الأطلسي.
- ظاهرة النينيو - ارتفاع حرارة المياه السطحية في منطقة المحيط الهادئ الاستوائية - والتي ستبلغ ذروتها بين ديسمبر ويناير.
جدير بالذكر، أن موجة الجفاف الشديدة التي تضرب البرازيل حاليا تؤثر على انتقال سكان المناطق المحيطة بالأنهار والقرى المجاورة لها، حيث يعتمدون في تنقلاتهم وتوفير احتياحاتهم على هذه الأنهار.
وقد تسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديد بمستوى يصل إلى سبع درجات أعلى من معدلاتها السابقة في نفوق آلاف الأسماك و153 من الدلافين المهددة بالانقراض بمنطقة الأمازون، كما سيؤثر ارتفاع الحرارة بحلول نهاية العام الجاري لفقدان ما يقرب من نصف مليون شخص تقريبا بالمنطقة لأبسط الاحتياجات الأساسية للحياة كالماء والطعام ووسيلة انتقال آمنة.