أسبوع المناخ بأمريكا اللاتينية.. تعزيز العمل الإقليمي لمستقبل مستدام
التكيف والتمويل وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار على رأس الأولويات
"تعزيز العمل الإقليمي من أجل ضمان مستقبل مستدام للأجيال المقبلة"، دعوة طموحة يطلقها أسبوع المناخ في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.
يختتم أسبوع المناخ في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (LACCW) فعاليات دورته لعام 2023، في "بنما سيتي"، اليوم الجمعة، بدعوة لتحفيز وتعزيز التعاون على الصعيد الإقليمي بشأن العمل المناخي، لتسريع تنفيذ هدف اتفاق باريس للحفاظ على الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
على مدار 5 أيام من المناقشات الصاخبة، وجلسات العمل الصباحية والمسائية، جمع أسبوع المناخ في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي العديد من الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة على الصعيد الإقليمي، لاستعراض مسارات العمل المناخي، فيما يتعلق بالحصيلة العالمية (Global Stocktake) لتقييم ما تم إحرازه من تقدم نحو تحقيق هدف اتفاق باريس.
ومن المقرر أن يجري استعراض تقرير الحصيلة العالمية، وذلك للمرة الأولى، أمام مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي يُعقد في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، حتى 12 ديسمبر/ كانون الأول 2023.
الدفع لتحقيق نتائج مؤثرة في (COP28)
جاء انعقاد أسبوع المناخ في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، الذي استضافته حكومة بنما، بالتعاون مع الأمم المتحدة لتغير المناخ، قبل شهر وأيام قليلة من مؤتمر (COP28)، بهدف حشد مزيد من الزخم الإقليمي، للدفع نحو تحقيق نتائج مؤثرة في مؤتمر الأطراف.
سعى أسبوع المناخ (LACCW 2023)، الذي ضم عدداً كبيراً من ممثلي الحكومات المحلية والوطنية، وممثلين عن الشعوب الأصلية، ومنظمات المجتمع المدني، وشركات القطاع الخاص، إلى مناقشة التحديات والفرص المتاحة لدفع العمل المناخي في واحدة من أكثر المناطق تنوعاً على مستوى العالم.
تعتبر سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) أن أسبوع المناخ في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، يسهم في إثراء أول تقييم عالمي لاتفاقية باريس، مشيرةً إلى "لحظة حاسمة لتجديد الطموح في جميع أنحاء العالم، لإبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري أقل من 1.5 درجة مئوية".
وجاء في بيان تلقته "العين الإخبارية" أن بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي تواجه صعوبات في مواجهة الوتيرة المتزايدة للظواهر الجوية المتطرفة، والتهديدات الوشيكة بارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤكد حادة المنطقة الملحة إلى إعطاء الأولوية لمسارات التكيف، والوصول إلى التمويل المناخي، وتفعيل صندوق تعويض الخسائر والأضرار.
يقول المدير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل: "تختلف منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي عن غيرها من مناطق العالم، إذ لم يعد العمل المناخي خياراً على الإطلاق، بل أصبح بمثابة البوصلة التي تحدد اتجاه مستقبلنا"، معتبراً أن "الأحداث المناخية المتطرفة الأخيرة يجب أن تكون جرس إنذار لنا جميعاً".
وسبق لأكبر مسؤول أممي للعمل المناخي أن شغل منصب وزير المرونة المناخية في حكومة غرينادا، إحدى دول الكاريبي، ليقول في هذا الصدد: "إنني أدرك تماماً أن تغير المناخ في هذه المنطقة يمكنه أن يؤدي إلى تفاقم تحديات عدم المساواة، الأمر الذي يهدد التقدم على هذا المسار، الذي تم إحرازه بشق الأنفس".
- أسبوع المناخ بأمريكا اللاتينية والكاريبي.. 4 مسارات لتجديد الطموحات
- "نحن نستطيع.. نحن سنفعل".. ما الذي يعنيه شعار أسبوع نيويورك للمناخ؟
العمل من أجل مستقبل مستدام للجميع
يؤكد ستيل أن ما يدعو للتفاؤل هو الاستعداد الهائل، لدى جميع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، للعمل على تسريع أجندة المناخ، باعتبار أن ذلك يمثل "التزام قوي وفرصة للعمل بشكل حاسم، من أجل توفير مستقبل مستدام لصالح الجميع في المنطقة".
وتواجه بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي تحديات مناخية متزايدة، بما في ذلك الحرائق والجفاف والفيضانات، كما أنها تتميز، في المقابل، بوفرة الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، مما يعزز مكانتها في جهود العمل المناخي، بالإضافة إلى جهود التحول إلى اقتصادات خالية من الانبعاثات الحرارية.
ومع توليد ما يقرب من 60% من الكهرباء عن طريق الطاقة الكهرومائية، وإمكانات هائلة لتطوير طاقة الرياح والطاقة الشمسية، تمتلك منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي إمكانات هائلة لتصبح نموذجاً في إنتاج الطاقة المستدامة.
ووفق وزير البيئة في حكومة بنما، ميلسياديس كونسيبسيون، فإن أسبوع المناخ في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، الذي تستضيفه بلاده، يمثل علامة فارقة في الجهود المشتركة لمواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ على الصعيد الإقليمي، وتجديد الالتزام بعالم أكثر استدامة.
يؤكد الوزير البنمي أن تعزيز العمل المناخي في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي أمر بالغ الأهمية للحد من عدم المساواة، وتحسين الصحة، وتعزيز التنمية المستدامة، ومعالجة الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية في المنطقة، معتبراً أنها كل هذه الأمور "مترابطة بشكل معقد".
حان الآن وقت العمل لدفع التقدم
وبحسب ما جاء في البيان، فإن منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، التي تتمتع بثروات طبيعية وثقافية لا مثيل لها، تواجه تحديات بالغة نتيجة التغيرات المناخية، ويقول "كونسيبسيون" في هذا الصدد: "لقد أوضحت الحرائق والجفاف والفيضانات ودرجات الحرارة القصوى أنه قد حان الآن وقت العمل".
ومن جانبها، تقول إليزابيث مريما، نائبة المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "نحن بحاجة إلى العمل على إيجاد حلول تعتمد على الطبيعة، وتسخير قوة الابتكار، والتعلم من الشعوب الأصلية لقيادة مستقبل مستدام وقادر على الصمود في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".
وتؤكد أن أسبوع المناخ في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (LACCW 2023) يمثل لحظة رئيسية لعرض الريادة المناخية في المنطقة، ودفع التقدم الحاسم قبل مؤتمر الأطراف (COP28) في دبي، بعد نحو شهر من الآن.