ما هي اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وأهم أهدافها؟
تفاصيل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والأهداف والمبادئ التي قامت عليها، وعلاقتها بمؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ.
منذ أكثر من ربع قرن، كان جليا أن السلوك البشري الذي لا يراعي توازن الحياة على هذا الكوكب، ويستخدم موارد تساهم في زيادة انبعاثات غازات الدفيئة، سيؤدي في النهاية إلى تغيرات مناخية لها تأثيرها السلبي الذي قد يُنهي حياة الملايين، فجاءت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ للتقليل من خطر النشاط البشري والالتزام بسياسات وتدابير للحد منه.
اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ
في الفترة من 3 إلى 14 يونيو 1992، انعقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية، والمعروف بـ "قمة الأرض"، في ريو دي جانيرو بالبرازيل، بحضور قادة 179 دولة وكانت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ UNFCCC واحدة من أهم منجزاته، والتي دخلت حيز التنفيذ في 21 مارس 1994.
أهداف اتفاقية المناخ
أوضحت اتفاقية التغيّر المناخي هدفها في المادة الثانية، والذي يركز على تثبيت تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى معين حتى يمنع أن يكون التدخل البشري في النظام المناخي خطيرا، وضرورة الوصول لهذا المستوى في فترة زمنية كافية، حتى لا يؤثر التغير في المناخ على إنتاج الأغذية، وتحقيق التنمية الاقتصادية بشكل مستدام.
رائد المناخ المصري: كوب 27 مؤتمر الحلول العملية.. وسنتخطى عقبة التمويل
اتفاقية المناخ والدول المشاركة
وضمن اتفاقية الأمم المتحددة الإطارية بشأن تغير المناخ تم وضع مجموعة من المبادئ التي يجب أن تلتزم بها الأطراف (أي الدول الموقعة)، والتي تم تقسيمها إلى: البلدان المتقدمة، البلدان المتقدمة ذات المسئولية المالية الخاصة، البلدان النامية، وتحمل كل فئة من البلدان مسئولية للتعامل مع التغير المناخي.
وتعرّف الدول المتقدمة في الاتفاقية بالمرفق الأول، وهي دول وأطراف لها مسئولية عدة، منها: اعتماد سياسات وطنية وتدابير تحد من انبعاثات غازات الدفيئة البشرية المصدر، والابلاغ بشكل دوري عن هذه التدابير، أما المرفق الثاني الذي يضم دول متقدمة لها مسئولية مالية، فلزاما عليهم توفير موارد مالية للدول النامية للالتزام بالاتفاقية مواجهة آثار التغير المناخي الضارة.
مبادئ اتفاقية المناخ
وتعتبر أهم مبادئ الاتفاقية:
- التعاون على حماية النظام المناخي، وأن تتوزع مسئوليات ذلك على الدول الأطراف بإنصاف، على أن تأتي الدول المتقدمة في الصدارة.
- مراعاة احتياجات البلدان النامية للتعامل مع تغيّر المناخ، والمعرضة لأضراره بنسبة أكبر.
- اتخاذ التدابير الوقائية للوقاية من تغير المناخ والتخفيف من حدة آثاره الضارة.
- الاعتماد على سياسات فعالة تغطي جميع مصادر ومصارف وخزانات غازات الدفيئة في جميع القطاعات الاقتصادية.
- تعزيز التنمية المستدامة التي تهدف إلى تحقيق تمكين اقتصادي دون الإضرار بالمناخ.
- تعزيز نظام اقتصادي دولي هدفه مساندة النمو الاقتصادي لكل الأطراف، خاصة الدول النامية.
للمزيد طالع: كل ما يخص مؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ 2022.
بروتوكول كيوتو
واعتمدت الاتفاقية على بروتوكل كيوتو الذي تم العمل عام 2005 وحتى عام 2020، لتنفيذ بنودها وتحديد الالتزامات التي تساعد على خفض الانبعاثات، ولكن واجه البروتوكول على مدار الأعوام الماضية انتقادات واسعة، ولم يتمكن من تفعيل السياسات والتدابير وإحراز تقدم حقيقي يؤدي إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون باعتباره متسبب رئيسي في ارتفاع درجة الحرارة.
أهداف اتفاقية باريس للمناخ
تم استبدال بروتوكول كيوتو باتفاق باريس ليكون الوسيلة لتحقيق أهداف ومبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ونتج الاتفاق عن مؤتمر الأطراف 21 COP، الذي عُقد في باريس في 12 ديسمبر 2015، وانضمت له 193 دولة (من بينها مصر)، ودخل حيز التنفيذ في 4 نوفمبر 2016، ويهدف إلى:
- الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وتعزيز التزامات الدول تجاهها.
- الحد من ارتفاع درجات الحرارة في القرن الحالي (الواحد والعشرون) إلى 1.5 درجة مئوية.
- توجيه الدول المتقدمة نحو سبل تقديم المساعدة للدول النامية للتخفيف من حدة المناخ والتكيف معها.
- مراجعة مدى التزام الدول بسياسات وتدابير انخفاض الانبعاثات كل 5 سنوات.
- وضع خارطة طريق للإجراءات المناخية التي تعمل على تقليل الانبعاثات ومواجهة التغيّر المناخي.
يمكنك التعرف إلى: هل يمكن أن تسبب التغيرات المناخية مزيد من الزلازل؟
مؤتمر المناخ COP27
مؤتمر COP27 أو مؤتمر الأطراف، وهو قمة سنوية تضم الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشان تغير المناخ يتم التباحث فيها حول الوضع المناخي الحالي وإمكانية تفعيل السياسات ومعالجة المشكلة، ومراجعة أهم ما تم بها، وياتي انعقاد قمة المناخ (مؤتمر الأطراف) في نسخته الـ 27 هذا العام في مصر، وتحديدا في مدينة شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر.
ويسعى المؤتمر هذا العام غلى التأكيد على التخلص من الوقود الإحفوري وإنهاء دعمه، إلى جانب مناقشة الحلول التي يمكنها أن تُسهم في خفض درجة حرارة كوكب الأرض 1.5 مئوية، والوفاء بتمويل المناخ بقيمة 100 مليار جنيه تقدمها الدول المتقدمة إلى الدول النامية والأكثر تضررا، وتعزيز الاتجاه نحو الاقتصاد الأخضر.